ترددت كثيراً قبل كتابة هذا المقال ، لكنني لم أجد بداً من الكتابة فالتردد والضرورة كانتا بسبب كثرت اللقط والأخذ والرد التي حول آخر مقالات ، أستاذنا الكاتب الكبير منير الماوري ، خصوصاً في المحافظات الجنوبية والنخب منهم على وجه الخصوص. كتب منير الماوري عدة مقالات في الفترة الأخيرة تتكلم في مجملها عن القضية الجنوبية ، وهذا أمر يشكر عليه لسببين الأول يتعلق بكونه طرح القضية الجنوبية في كتاباته بكثر من التجرد والأسلوب البحثي الذي يستعرض القضايا من كل الزوايا وهذا أمر ليس بجديد عليه وهذه الأسلوب بدأ جلياً في مقاله ( ما تعريف القضية الجنوبية ؟ وما السبيل الأمثل لحلها؟ ) وباقي المقالات كلاً فيما يتعلق بموضوعه الرئيسي ، ولا يعاب عليه هنا تلميع الزاوية التي ينضر هو من خلالها للقضية الجنوبية بشيء من الحصافة والعقلانية وعدم الأبتذال أو الأسفاف أو التعصب ، وهذه تعد من الصفات المميزة للصحفي الذكي بغض النضر هل أصاب الحق أم جانبه؟. السبب الثاني الذي يشكر عليه الماوري ويفترض أن يوجه له الشكر من كل أبناء الجنوب ، أنه كان يروج للقضية الجنوبية فالماوري ككاتب يمني معروف بنزاهته ، وكونه ينتمي إلى المحافظات الشمالية ، فبالتأكيد فقراءه في هذه المحافظات أكثر بكثر مما قد يستهدفه كاتب آحر ينتمي للجنوب ، فالماوري بهذا قد خدم القضية الجنوبية لا أقول بدون علم كونه من المناصرين السباقين للقضية الجنوبية ولكن هذا ما عهدناه عن قلم حر وأنيق كتاباته تتصدر الكثير من الصحف والمواقع الألكترونية. للسببين السابقين أنحني تقديراً وأجلالاً امامك يها الماوري. ومآخذي على الماوري تتمثل في ، أولاً: في تصريح لموقع (عدن الغد الأخباري) يقول الماوري " دعني أكون مع القراء في منتهى الصراحة، لقد كان موقفي وموقف كثيرين غيري من أبناء الشمال مساند ومتعاطف مع أبناء الجنوب في مطالبهم ومعاناتهم رغبة منا في الحفاظ على ما نستطيع الحفاظ عليه من الوحدة في المشاعر والنفوس التي قتلتها سياسات السلب والنهب والفيد الصالحية" وبالرغم من روعة هذا التصريح وجرئته إلا أنه قد جانبه الصواب فيه ، وسؤالي للأستاذ الماوري ويبدو من كلماته أنه أجبر نفسه على هذا الموقف كونه الطريقة الوحيدة التي قد تحافظ على ما تبقى من الوحدة التي شوهتها القوة وكادت وبلطجة صالح أن تقضي عليها ، وهنا السؤال بالمقابل ماذا لو كان العكس صحيح ، وكانت القوة هي الطريق الوحيد للحفاظ على الوحدة ، فهل سيكون موقف الكثيرين من أبناء الشمال مغايراً، أي مؤيداً للقوة ضد الجنوبيين رغبة منك في الحفاظ على الوحدة ، أعتقد بأن هذا التصريح كان زلة لسان من منير الماوري ، كون مساندة القضية الجنوبية هي مساندة للحق وحق أصيل للشعوب يتعلق بحرية تقرير مصيرها ، كأمر تقره جميع الشرائع السماوية والمواثيق والعهود الدولية. مسألة المناصفة أو ما يسميها الجنوبيين بالشراكة ، وبالرغم من أن نقد الماوري لها كان موضوعياً ، وعنده كل الحق فيها لكنها برأيي الطريق الوحيد الذي تبقى أمام الوحدويين الحقيقيين للحفاظ على مشروعهم ، وهناك بعض مفكرين يعتمدون معياراً آخر ، يتعلق بنسبة التمثيل بناء على المساحة والكثافة السكانية ، فيكون التمثيل في المؤسسات التشريعية بناءً على الكثافة السكانية والتمثيل في المؤسسات التنفيذية والقضائية يكون وفقاً للمساحة الجغرافية. نقد الماوري للنخب الجنوبية بعدم تعريف قضيتهم ، هو نقد موضوعي ، لكن من وجهة نضري أن التعريف الطبيعي للقضية الجنوبية هو (أن القضية الجنوبية هي قضية تقرير مصير شعب) ، وهو التعريف الذي لا يختلف عليه أثنين ، وهو ما سيضبط تعاطي الجميع (سواء كانو شمالين أو أحزاب أو حراك أو نشطاء ثورة الشباب ومعارضة الخارج) مع شعب الجنوب وترغيب الجنوبيين بالوحدة بكل الطرق الممكنة. الماوري أنتقد ال23 المنسحبين ويصف انسحابهم بالتنصل من المسؤلية في إسقاط النظام ، وهذا كان خطأ كبير من الماوري ولعله قد أخذته الحماسة قبل أن يطرح هذا الرأي ، كما أننا مملنا طول فترة الثورة وأردنا الحسم بكل الطرق ، لكن موقف المنسحبين كان صائباً إلى أبعد الحدود ، كون الجهة التي عينت المجلس أو حضرت له ، (وضعت العسل على حد الموس) كما يقول المثل الأبيني ، فهي جاءت بخطوة ينادي بها الثوار الشباب ، لكن من حضر للمجلس ليست هو المعنية بتشكيله ، وهي من أخرت الحسم الثوري بسبب حواراتها الهوجاء مع النظام في أكثر فترات ضعفه ، ويقول مراقبون أن من حضر لتشكيل المجلس الوطني أراد بهذه الخطوة الألتفاف على الثورة الشبابية وأحتوائها وأحتواء القوى الوطنية الأخرى التي أدرجت كأقليات في هذا المجلس. وما كنا نقوله مراراً وتكراراً وسنضل نعيده سرمدا ، بان العمل السياسي يجب أن يكون تابع للفعل الثوري ، ولا يجب للثورة أن تصبح ورقة بيد الساسة يستخدموها في الضغط على الطرف الآخر في عمليات التسوية والحوارات في دهاليز السياسة ، لكننا فوجئنا بالسياسيين يشكلون مجلساً لقيادة الثورة كما وصفوه في بيان إشهار المجلس الوطني ن هذا البيان الذي لم يحتوي على هدف الحسم لفضاً أو معنى ، واعجبني تعليق على الفيس بوك أنبثق عن جلسة مع الأستاذ محمد المقالح ، حينما كانو يقرأون بيان الإشهار حيث قال الصحفي الجميل نبيل سبيع في صفحته "جالس أدور كلمة "الحسم" في بيان المجلس الوطني من يوم الخميس.. خايف تكون نَطَلَت هنا وإلا هنا؟ الله يخليكم ياجماعة قوموا دوروا معي! إسكِه يا محمد المقالح إقلب "المدكا" يمكن تكون تحته!" لكن تقديري للماوري وإعجابي به يضل في أرقى صوره ، فهو قلم رائع وشخصية نظيفة مشهود لها بالنزاهة والشرف ، وأرجو منه أن يعذرني على تطاولي في نقده ، لكنه وكما أسمع عنه صاحب قلب كبير وصدر رحب. وأهديه هذا البيت بالرغم من أن ما طرحته هنا لاتعد عيوب في الماوري لكننا بشر ولسنا منزهين عن الخطأ فالكمال لله. ومن ذا الذي ترضى سجاياه كلها ****** كفى المرء نبلا أن تعد معايبه ترددت كثيراً قبل كتابة هذا المقال ، لكنني لم أجد بداً من الكتابة فالتردد والضرورة كانتا بسبب كثرت اللقط والأخذ والرد التي حول آخر مقالات ، أستاذنا الكاتب الكبير منير الماوري ، خصوصاً في المحافظات الجنوبية والنخب منهم على وجه الخصوص. كتب منير الماوري عدة مقالات في الفترة الأخيرة تتكلم في مجملها عن القضية الجنوبية ، وهذا أمر يشكر عليه لسببين الأول يتعلق بكونه طرح القضية الجنوبية في كتاباته بكثر من التجرد والأسلوب البحثي الذي يستعرض القضايا من كل الزوايا وهذا أمر ليس بجديد عليه وهذه الأسلوب بدأ جلياً في مقاله ( ما تعريف القضية الجنوبية ؟ وما السبيل الأمثل لحلها؟ ) وباقي المقالات كلاً فيما يتعلق بموضوعه الرئيسي ، ولا يعاب عليه هنا تلميع الزاوية التي ينضر هو من خلالها للقضية الجنوبية بشيء من الحصافة والعقلانية وعدم الأبتذال أو الأسفاف أو التعصب ، وهذه تعد من الصفات المميزة للصحفي الذكي بغض النضر هل أصاب الحق أم جانبه؟. السبب الثاني الذي يشكر عليه الماوري ويفترض أن يوجه له الشكر من كل أبناء الجنوب ، أنه كان يروج للقضية الجنوبية فالماوري ككاتب يمني معروف بنزاهته ، وكونه ينتمي إلى المحافظات الشمالية ، فبالتأكيد فقراءه في هذه المحافظات أكثر بكثر مما قد يستهدفه كاتب آحر ينتمي للجنوب ، فالماوري بهذا قد خدم القضية الجنوبية لا أقول بدون علم كونه من المناصرين السباقين للقضية الجنوبية ولكن هذا ما عهدناه عن قلم حر وأنيق كتاباته تتصدر الكثير من الصحف والمواقع الألكترونية. للسببين السابقين أنحني تقديراً وأجلالاً امامك يها الماوري. ومآخذي على الماوري تتمثل في ، أولاً: في تصريح لموقع (عدن الغد الأخباري) يقول الماوري " دعني أكون مع القراء في منتهى الصراحة، لقد كان موقفي وموقف كثيرين غيري من أبناء الشمال مساند ومتعاطف مع أبناء الجنوب في مطالبهم ومعاناتهم رغبة منا في الحفاظ على ما نستطيع الحفاظ عليه من الوحدة في المشاعر والنفوس التي قتلتها سياسات السلب والنهب والفيد الصالحية" وبالرغم من روعة هذا التصريح وجرئته إلا أنه قد جانبه الصواب فيه ، وسؤالي للأستاذ الماوري ويبدو من كلماته أنه أجبر نفسه على هذا الموقف كونه الطريقة الوحيدة التي قد تحافظ على ما تبقى من الوحدة التي شوهتها القوة وكادت وبلطجة صالح أن تقضي عليها ، وهنا السؤال بالمقابل ماذا لو كان العكس صحيح ، وكانت القوة هي الطريق الوحيد للحفاظ على الوحدة ، فهل سيكون موقف الكثيرين من أبناء الشمال مغايراً، أي مؤيداً للقوة ضد الجنوبيين رغبة منك في الحفاظ على الوحدة ، أعتقد بأن هذا التصريح كان زلة لسان من منير الماوري ، كون مساندة القضية الجنوبية هي مساندة للحق وحق أصيل للشعوب يتعلق بحرية تقرير مصيرها ، كأمر تقره جميع الشرائع السماوية والمواثيق والعهود الدولية. مسألة المناصفة أو ما يسميها الجنوبيين بالشراكة ، وبالرغم من أن نقد الماوري لها كان موضوعياً ، وعنده كل الحق فيها لكنها برأيي الطريق الوحيد الذي تبقى أمام الوحدويين الحقيقيين للحفاظ على مشروعهم ، وهناك بعض مفكرين يعتمدون معياراً آخر ، يتعلق بنسبة التمثيل بناء على المساحة والكثافة السكانية ، فيكون التمثيل في المؤسسات التشريعية بناءً على الكثافة السكانية والتمثيل في المؤسسات التنفيذية والقضائية يكون وفقاً للمساحة الجغرافية.
نقد الماوري للنخب الجنوبية بعدم تعريف قضيتهم ، هو نقد موضوعي ، لكن من وجهة نضري أن التعريف الطبيعي للقضية الجنوبية هو (أن القضية الجنوبية هي قضية تقرير مصير شعب) ، وهو التعريف الذي لا يختلف عليه أثنين ، وهو ما سيضبط تعاطي الجميع (سواء كانو شمالين أو أحزاب أو حراك أو نشطاء ثورة الشباب ومعارضة الخارج) مع شعب الجنوب وترغيب الجنوبيين بالوحدة بكل الطرق الممكنة.
الماوري أنتقد ال23 المنسحبين ويصف انسحابهم بالتنصل من المسؤلية في إسقاط النظام ، وهذا كان خطأ كبير من الماوري ولعله قد أخذته الحماسة قبل أن يطرح هذا الرأي ، كما أننا مملنا طول فترة الثورة وأردنا الحسم بكل الطرق ، لكن موقف المنسحبين كان صائباً إلى أبعد الحدود ، كون الجهة التي عينت المجلس أو حضرت له ، (وضعت العسل على حد الموس) كما يقول المثل الأبيني ، فهي جاءت بخطوة ينادي بها الثوار الشباب ، لكن من حضر للمجلس ليست هو المعنية بتشكيله ، وهي من أخرت الحسم الثوري بسبب حواراتها الهوجاء مع النظام في أكثر فترات ضعفه ، ويقول مراقبون أن من حضر لتشكيل المجلس الوطني أراد بهذه الخطوة الألتفاف على الثورة الشبابية وأحتوائها وأحتواء القوى الوطنية الأخرى التي أدرجت كأقليات في هذا المجلس. وما كنا نقوله مراراً وتكراراً وسنضل نعيده سرمدا ، بان العمل السياسي يجب أن يكون تابع للفعل الثوري ، ولا يجب للثورة أن تصبح ورقة بيد الساسة يستخدموها في الضغط على الطرف الآخر في عمليات التسوية والحوارات في دهاليز السياسة ، لكننا فوجئنا بالسياسيين يشكلون مجلساً لقيادة الثورة كما وصفوه في بيان إشهار المجلس الوطني ، هذا البيان الذي لم يحتوي على هدف الحسم لفضاً أو معنى ، واعجبني تعليق على الفيس بوك أنبثق عن جلسة مع الأستاذ محمد المقالح ، حينما كانو يقرأون بيان الإشهار حيث قال الصحفي الجميل نبيل سبيع في صفحته "جالس أدور كلمة "الحسم" في بيان المجلس الوطني من يوم الخميس.. خايف تكون نَطَلَت هنا وإلا هنا؟ الله يخليكم ياجماعة قوموا دوروا معي! إسكِه يا محمد المقالح إقلب "المدكا" يمكن تكون تحته!"
لكن تقديري للماوري وإعجابي به يضل في أرقى صوره ، فهو قلم رائع وشخصية نظيفة مشهود لها بالنزاهة والشرف ، وأرجو منه أن يعذرني على تطاولي في نقده ، لكنه وكما أسمع عنه صاحب قلب كبير وصدر رحب.
وأهديه هذا البيت بالرغم من أن ما طرحته هنا لاتعد عيوب في الماوري لكننا بشر ولسنا منزهين عن الخطأ فالكمال لله. ومن ذا الذي ترضى سجاياه كلها ****** كفى المرء نبلا أن تعد معايبه