اعد مركز صقر للدراسات الإستراتيجية دراسة خطيرة حملت عنوان "بصمات رقمية للمقاومة العراقية واثر ضرباتها علي القدرة العسكرية الأمريكية".. وخلصت الدراسة إلي مقتل50ألف جندي و110 ألف جريح امريكي وخرج 750,000جندي من الحرب بين جريح ومعوق وقتيل ومسرح من الخدمة في العراق, واضطر البنتاجون لرفع بدلات التطويع بغية عدم تسريحهم مع رفع رواتب العسكريين في القوات المسلحة بمقدار 28% وكذلك ضاعف الرواتب الخاصة ب52الف جندي ثبت تعرضهم لاضطرابات الضغط العصبي عقب الصدمة. وأكدت الدراسة التي اعتمدت علي إجراءات بحثية ومعلومات غربية أن وجود القوات الأمريكية في العراق هو عامل مهم في إثارة الصراع والعنف (بالرغم من إنه ليس العامل الوحيد)، وإن الانسحاب الكامل ليس مرغوبا فحسب، بل هو جوهري لتحقيق تقدم دائم وذلك وفق الاستشارة التي طرحها نحو 14 خبير ضمن الدراسة التي قدمها مركز وذرهيد للشؤون الدولية في جامعة "هارفارد" والتي أشار فيها إلى أن العدوان الأمريكي علي العراق خلف ملفات كارثية عصفت بالشعب العراقي وأبرزها تدمير دولة عمرها 81 سنة , وتهجير وقمع شعبه , وممارسة التميز العنصري ضده , والسعي المستمر لتقسيم العراق الي دويلات طائفية عرقية , ناهيك عن مقتل ما يقارب مليوني عراقي, وتهجير أربعة ملايين خارج العراق عنوة, ونهب وسرقة موارده الإستراتيجية, وفتح أبواب النفوذ الإقليمي الدموي علي مصراعيها, وقد بلغت الكلفة التخمينية لتدمير العراق ما يقارب 73 تريليون دولار, وبنفس الوقت عصفت بالولاياتالمتحدة كوارث إنسانية واقتصادية كبري من جراء العدوان علي العراق وأفغانستان , وأثبتت التقارير تراجع القدرة العسكرية الأمريكية وازدياد حجم الخسائر في القدرة البشرية للجيش الامريكي , ويمكن أن نستعرض حقائق رقمية كما وردت من مؤسسات ولجان وتقارير أمريكية, تؤكد حقيقة قدرة المقاومة العراقية وبصماتها علي الأرض ومعالم ضرباتها الرقمية علي القدرة العسكرية الأمريكية على عكس ما تروجه وسائل الإعلام وتنميط المقاومة بالإرهاب لإغراض الدعاية الحربية وأبرزها مايلي:- 1.يحتفظ البنتاغون بنوعين من السجلات الأول قائمة الإصابات الرسمية التي تظهر في موقع وزارة الدفاع علي شبكة الانترنت, والثاني هو مجموعة بيانات من الصعب العثور عليها وهي متوفرة فقط في موقع مختلف علي الشبكة, ولا يمكن الحصول عليه إلا بمقتضي قانون حرية الوصول إلى المعلومات FOIA, وتظهر تلك البيانات أن عدد الجنود اللذين جرحوا أو أصيبوا بالأمراض المختلفة يبلغ ضعف عدد الجنود المصابين بالمعارك وهذه تعتبر إصابة في الحرب وليس من جرائها إصابة تبعية غير مباشرة'. 2. بحلول أكتوبر2007 , نشر 564,769 من أصل 1,641,894عسكري مرتين او أكثر للقتال في حربي العراق وأفغانستان وخرج 750,000جندي من الحرب بين جريح ومعوق وقتيل ومسرح من الخدمة, واضطر البنتاغون لرفع بدلات التطويع بغية عدم تسريحهم مع رفع رواتب العسكريين في القوات المسلحة بمقدار 28% وكذلك ضاعف الرواتب الخاصة. 3. تشير إحصائيات الإصابات في العراق وأفغانستان أن نسبة القتلى تصل إلى واحد من كل 7 جنود في العمليات العسكرية. ومع ما تسميهم القتل خارج العمليات بحوادث غير قتالية يصل إلي نسبة القتلى 1/15 جريح , وبذلك حتى عام نوفمبر/ تشرين الثاني 2007 بلغ عدد الجرحى 67 ألف جندي أمريكي ممن أصيبوا بجروح وأضرار بدنية وذهنية وأمراض في العراق وأفغانستان ويشمل ذلك زيادة قدرها 50% من معدل الأضرار والأعطال التي وقعت في خارج القتال علي سبيل المثال اثر تحطم المركبات والطائرات وغيرها من الإصابات. وتشير التقارير أن 90% من القتلى والوفيات والإصابات حدثت في العراق. 4. استقبلت المرافق الطبية الأمريكية حتى عام 2007 أكثر من 263,000 ألف جندي وهي فترة الذروة لعمليات المقاومة العراقية, و 100,000 جندي تعالج لأسباب تتعلق بالصحة النفسية , و52,000الف جندي ثبت تعرضهم لاضطرابات الضغط العصبي عقب الصدمة, و185,000جندي تحت المشورة الطبية لإعادة التأهيل, وبحلول عام 2007 تقدم ما يقارب 224,000 ألف جندي بطلبات العجز الجسدي والذهني من الجنود العائدين, وستصل عدد الطلبات لتعويضات الإعاقة إلي 850 ألف جندي والتي تصل إلي ألف دولار شهرياً.. 5. بلغ عدد ألجرحى من الجنود الأمريكيين حتى عام 2007 أكثر من '110000 ألف' جريح '65000 ألف' منهم إصابات متوسطة وشديدة غير قاتلة ' 14000 ألف' منهم إصابات خطرة قاتلة و '35000' ألف منهم إصابات أخرى, وأكدت التقارير بإصابة 45 ألف جندي أمريكي إصابة بالغة استدعت نقلهم جوا للعلاج من مسارح العمليات, وتعرض 52ألف جندي أمريكي باضطرابات الضغط العصبي عقب الصدمة في مركبات القتال المصفحة, الشاحنات, الطوافات, طائرات القتال. 6. استهلك الجيش الأمريكي والمارينز ومشاة البحرية50% من معداتهما وعتادهما في العراق وأفغانستان , وكذلك القوات البرية بمقدار40% وسلاح الجو استخدم 30% من قدراته , وتراجع جاهزية أهم عشرين نوع من أنواع المعدات والاعتدة , وان 7% فقط من المعدات الرئيسية من مخزون' الدعم والمساندة' القائم بالميدان قادر علي تلبية المهمات المطلوبة منها , ناهيك عن الذي تضرر في المعارك. 7. سجلت التقارير منسوب عالي من الإصابات علي مدي قرن من الحروب تقريبا, قد اوهن الرأسمال البشري للقوات المسلحة الأمريكية, إضافة إلي العزوف عن التجنيد والتطوع , مما يجعل مستوي الكفاءة -اللياقة البدنية والجاهزية متردية, وقد رفعت البنتاغون سقف العمر للتطوع من 38 إلي 42سنة, مع تخفيف تدريجي لشكل المظهر والسلوك وفق السياقات الموضوعة للتطوع وارتفع بذلك عدد المتطوعين من الفئة الرابعة, وهذا التآكل في المقاييس يؤدي إلي خفض فعالية وكفاءة ومعنويات الجيش ويخضعه إلي تأخر في أعادة التنظيم وبناء القوات المسلحة وبذلك يكون أكثر كلفة. الدراسة أكدت ايضاً ان الحرس الوطني وقوات الاحتياط في الجيش وسلاح المشاة في البحرية يعانون من عجز لافت في التطوع مما يثير مخاوف قيادة الموارد البشرية من حصول نقص مقداره 3000الف ضابط من رتبة نقيب فما دون بالرغم من أعطاء ترقيات سريعة من نقيب إلى رائد وعلاوات وحوافز , وتشير الحقائق الرقمية أن الجيش حاليا لا يملك إلا نصف العدد من النقباء المتمرسين الذي يحتاجهم. 9. تشير التقارير الطبية حول الإصابات إلي أن العبوات الناسفة المرتجلة والكمائن المفخخة وأنواع القنابل الأخرى التي يتم زرعها علي جوانب الطرق شكلت ثلثي مجموع الإصابات القتالية, والانفجارات تولد انزياحات ضغطية سريعة او موجات عصفية يمكنها أن تتسبب أذي مباشر للدماغ مثل الارتجاج المخي والكدمات الدماغية 'إصابات لا يهتك فيها الجلد' والاحتشاء الدماغي ' جانب من نسيج المخ يموت من جراء قلة كمية الدم الواصل أليه' ويمكن للموجات العصفية أن تصيب أبدان ورؤوس الجنود بشظايا المعادن او مواد أخري متطايرة. 10. شكلت الانجراحات الرضية للدماغ 'tbi' النسبة الأكبر من الإصابات بالقياس إلى الحروب الأخري الذي خاضتها الولاياتالمتحدة مؤخرا, وقد عرفت الحرب بالعراق بأنواع الإصابات البدنية والنفسية , والناجمة عن المرابطة الطويلة بالميدان من خلال سياسة سد الثغرات في الصفوف الحربية, والإرهاق العصبي من العمليات السيالة في الحرب, وعدم المعرفة بتوقيتات الإجازة والتسريح, وابرز ما شخصته المرافق الصحية من أعراض مرضية هي: حالات الاضطراب والضغط العصبي عقب الصدمة, حالات الاكتئاب الحادة, تعاطي الكحول والمخدرات,انجراحات الدماغ الرضية, بتر الأطراف, إصابة العود الفقري. 11. استنزفت الحرب الولاياتالمتحدة اقتصاديا وبلغت المديونية التي تعاني منها الميزانية الفدرالية 10ترليون دولار حتي نهاية عام 2007 , مع ضرورة تسديد الفوائد المترتبة عليها , ناهيك عن الفوائد عن القروض المستقبلية التي يستوجب دفعها. وقد تضاعفت أسعار الطاقة ثلاث مرات مما يرفع مقدار العجز بمقدار 12بليون دولار بالسنة , إضافة الي الرهن العقاري, وانهيار الأسهم المالية, والعجز المتزايد في الميزانية, وأثار التغذية الارتجاعية, وانكماش التنمية, وانكماش العرض وترجع الطلب, وفقدان الوظائف وتعاظم البطالة , ونفقات الجنود المسرحين والرعاية الطبية, والاكلاف الاجتماعية..الخ. وأشار تقرير صدر من "وحدة الاستخبارات الاقتصادية البريطانية" يحذر من مضاعفات الأزمة الاقتصادية والتي ستخلف مشاكل اجتماعية واضطرابات أمنية في '95' دولة اغلبها تعصف بها الأزمة الاقتصادية. *المراسم السرية لجنازات القتلي في العراق* حسب ما ورد في تقارير الإصابات فان القتلي الأمريكيين ليس كما تعلنه وزارة الدفاع الامريكي ما يقارب 5000 آلاف جندي أمريكي فان أعداد القتلي بازدياد ومن مختلف الصنوف والأسلحة , خصوصا أذا علمنا أن كل جندي يرافقه ثلاث من المرتزقة لإغراض المعلومات والدعم اللوجستي والأسلحة المتطورة, ولا يمكن القفز علي حقيقة عدد الإصابات ضمن العجلات الأمريكية التي أثبتت فشلها في التصدي لعمليات المقاومة مقارنة مع عدد العمليات التي صرح بها جنرالات الاحتلال, ولو ذهبنا بعملية حسابية مبسطة تشير الي أن الخسائر في كل عملية جندي مضافا إليها الإصابات القاتلة والبالغة 14 ألف جندي وهم في عداد الأموات , ناهيك عن الإعاقة الجسدية الكامل 100% والذي يفضي الي الموت خلال سنوات قليلة , ناهيك عن العطب الجسدي والنفسي عقب الصدمة سيتجاوز عدد الخسائر 50 ألف جندي وقد يصل الي ضعف العدد, إذا ما أدرجت خسائر المرتزقة وهي تعد القوة الخامسة في القدرة العسكرية الأمريكية الشاملة, ناهيك عن المتطوعين لإغراض منح الجنسية الأمريكية, وبات من الضروري لديمومة الحرب في العراق وأفغانستان أخفاء هذه الخسائر عن الرأي العام الامريكي وعن وسائل الأعلام تحسبا من الوقوع في فخ فيتنام ,عندما عرضت صور الخسائر الأمريكية مما اجبر الرأي العام الحكومة علي الانسحاب, وقد أنشئت الإدارة الأمريكية السابقة مقابر تهبط طائرات الشحن الجوي من طراز سي5 و سي17 وأحيانا سي747 المحملة بالنعوش للقتلى الأمريكيين العائدين من العراق وأفغانستان علي مدار الساعة في قاعدة سلاح الجو في "دوفر" بولاية "دويلاوير" التي تبعد حوالي1.6 كيلومتر عن خليج "دويلاوير" التي تستقبل نعوش الجنود القتلى الأمريكيين في العراق وأفغانستان حيث يوجد اكبر مستودع جثث في العالم هناك' مستودع جثث ميناء قاعدة دوفر الجوية التي تبلغ مساحتها 6500كيلو متر مربع' وهو المستودع الوحيد بهذا الحجم في الولاياتالمتحدة وكلف 300مليون دولار وافتتح في عام 2003 ومنذ بداية الحرب علي العراق ويعملون فيها حوالي12 ساعة بدون توقف, وجري التعتيم علي مراسم دفن القتلي في العراق وأفغانستان وسط إجراءات سرية وغياب الرئيس الأمريكي عن تشييع تلك الجنازات وعدم تقديم العزاء لأسر القتلي,وكان النائب الديمقراطي "جاك ميرتا" قد طالب الكونغرس بخروج القوات الأمريكية من العراق خلال ستة اشهر في17/11/2005 وطالب اتخاذ قرار بإقالة الرئيس بوش بسب حرب العراق؟ أكدت صحيفة" إنترناشيونال هيرالد تريبيون" أن الإدارة الأمريكية ترفض عرض النعوش علي التلفزيون أو حضور الرئيس لجنازات الجنود القتلى لأنها سوف يقوض دعم الجمهور الأمريكي للحرب , وهذا يعتبر اعتراف صريح بقذارة هذه الحرب ومروجيها ومخططيها, وعدم تأييد الرأي العام الأمريكي لها, ولم يحظر بوش أي مراسيم تشييع لأي جندي, وأما وزير الدفاع السابق غيتس يقول أن أسوء اللحظات لديه تلك التي يجلس فيها كل مساء ليوقع برقيات العزاء لآسر القتلى في العراق وفي تصريح له نشرته وكالة الصحافة الفرنسية في25/5/2007 أنه يأمل أن يتوقف عن توقيع رسائل التعزية اليومية لأسر الجنود القتلى وانه أمر رهيب والناس يعانون منه لكننا لن نستطيع قلب الأمور بين عشية وضحا, واعترف بذلك في تصريح لإذاعة سوا الأمريكية ألموجهه إلى الرأي العام العراقي 'إذاعة حرب' واعترف بما سماهم أعداء العراق يتصرفون بذكاء وبوتيرة أسرع ويملكون تكنولوجيا معقدة.