هذا نداءٌ لمن حجبتهم ظلمات الغفلة والاستكبار، عن واهب النّعم والأنوار، فشقوا بالكفر والإلحاد، أو بالمعاصي التي تطمس بصيرة الفؤاد. من أوجدكْ ؟ من صوَّرك ْ؟ من صاغ أصلكَ من ثَرَى ؟ قد كنتَ في جوفِ الحشايا نُطفةً من زانَ شأنك في الوَرَى ؟ من شقَّ سمعكَ سامعا ؟ يا جاحدا ... من صاغَ عينَك كي ترى؟ من سخَّر الأكوانَ iiلكْ فالنَّجمُ يَخدمُ في iiالسُّرَى الشَّمسُ ترسلُ iiدِفأها تَهدي الشَّعاعَ iiالأنوَرَ والماءُ ينزلُ iiرحمةً يُحيِ التُّرابَ ii الأعْفَرَ يهتزُّ حياًّ رابيا ًيُعطي النَّباتَ iiالأخضر من ذا الذي يرعاكَ في سعي المعيشة والكرى ؟ إن قلت ربِّيَiiصادقاً كن طائعاً كي iiتشكُرَ أَدِّ العبادةَ iiراضيا وارحمْ وأحسنْ في الوَرَى إن تُهت َعنه iiعاصياً بَادِرْ لنيلِ iiالمَغفِرَهْ أما دعاكَ إلى iiالهُدَى حُسْنُ اللَّيالي المُقْمِرَهْ؟ حُسنُ الطُّيورِ iiالشَّاديَهْ بين الجِنانِ المُزهِرهْ ii؟ حُسنُ السُّيولِ الجاريَهْ بين التِّلالِ المُخْضِره ii؟ْ حُسنُ البحارِ iiالهادرهْ أو الصَّحاري المُقْفِرَه ii؟ْ أما زجاكَ إلى iiالهُدى وَقْعُ الزَّلازلِ iiمُنذِرَه؟ وقع العواصفِ إن iiسَطَتْ تَلْوي القِلاعَ iiمُزمْجِرَهْ هوْلُ البراكينِ iiالتي تُبدي الجحيمِ iiمُذكِّرَهْ هوْلُ السُّيولِ إذا طَغتْ تَرْمي البيوتَ iiمُدَمِّرهْ ها أنت تلعبُ غافلا مُستهزئاً iiمُستهترَا خدَّرت عقلكَ iiبالهوى أو بالأمورِ iiالمُسكِرَهْ إذا غَوَتْكَ بَهارِج فَصْلُ النِّهايةِ iiمَقْبرَهْ ثمَّ انبعاثٌ للحسابِ وللجزاءِ ... أما iiتَرَى؟ إنَّ الدَّلائل iiجَمَّة ٌقمْ ناظراً iiمُتفكِّرا اسمعْ وفكِّرْ لا iiتكنْ رُغمَ الحقائقِ iiحائِراً إن تُبتَ تَخلُدُ شامخا أو تُهْتَ تبقى iiمَسْخَرَهْ