حركة كثيفة لسيارات الإسعاف و المواطنين ذهابا وإيابا ، بعد الإعلان عن عدة حوادث أدت إلى وقوع عدد من الإصابات المختلفة ,رغم انه ليس وقعا حقيقا ولكنها أشبه بالحقيقة ,أننا نتحدث عن مناورة حدثت في محافظة خان يونس واستهدفت عدد من المؤسسات المدنية الخاصة بحالات الطوارئ ,حيث شكلت غرفة عمليات مشتركة، تولت خطوة بخطوة عمليات الإنقاذ والإسعاف وإخلاء سبيل المحاصرين ونقل المصابين إلى المستشفيات. شارك في المناورة العشرات من أفراد جهاز الدفاع المدني، وعدد من سيارات الإطفاء، ومجموعة من المُسعفين وسائقي الإسعافات والشرطة ، و بحضور وإشراف أطباء العالم- إسبانيا وأطباء العالم -فرنسا ، للاطلاع على مدى جاهزية الأجهزة المذكورة للتعامل مع الكوارث. هدف المناورة وعن الغاية من هذه المناورة قال د.أيمن الفرا مدير قسم الاستقبال والطوارئ في مستشفي ناصر ومدير عملية المناورة بالمستشفي "نحاول من خلال هذه المناورة تكريس التكامل في تأدية المهام الإنسانية في مجال العمل الإسعافي اليومي، كونه يصادف في أغلب الأحيان حدوث عدد من الحوادث مرة واحدة ولمعرفة جاهزية الطواقم الطبية في حاله وصول عدد كبير من ألجرحي ". وأضاف :"كما تم تدريب الكوادر على كيفية النقل و الفرز السريع للحالات المصابة و التعامل مع كل الحالات بمختلف أنواع الإصابات وتحديدها بسرعة فائقة حسب أولويات الإصابة" ,وعن آلية التواصل الصحيحة بين أفراد الطواقم المختلفة للوصول إلى المصابين وتعزيز روح التعاون فيما بيننا ,واختبار مدى جهوزية وقدرة الطواقم في التعامل مع مثل هذه الحوادث ونظيرتها، " وبين انه تم مشاركة 50 عنصر من عناصر الطواقم الطبية من بين دكاترة وممرضين ومساعدين ومسعفين وداعمين مزودة ب16 سيارة إسعاف من مستشفى ناصر الطبي ومستشفى الهلال الأحمر ووحدة إدارة الكوارث,كما شارك الدفاع المدني والشرطة في إخلاء المصابين وأبعاد المواطنين عن مكان الحدث وعن أمام المستشفى ,كما شارك الهلال الأحمر الفلسطيني بطاقم طبي وعدد من سيارات الإسعاف . ومن جهة الإشراف على المناورة قال الفرا "أشرف على متابعة ومراقبة سير عمل الأطقم عدد من الممثلين عن الشرطة والدفاع المدني يتقدمهم نائب مدير عام الدفاع المدني بالقطاع سعيد السعودي، ومدير الدفاع المدني بالمحافظة رامي العايدي، ومدير جهاز الإسعاف والطوارئ بالهلال الأحمر بشار مراد،ومسئولين من أطباء العالم الاسباني والفرنسي وغيرهم من الشخصيات الطبية والمراقبة ". المناورة وعن تفاصيل المناورة أشار الفرا إلى أن المناورة بدأت عند الساعة 11:45، بعدما جلب القائمون باصا وبداخله عددا من الركاب، اصطدم بسيارة أمام جامعة الأقصى غرب محافظة خان يونس ، مما تسبب بإصابة جميع ركاب المركبتين، وسقوط بعضهم خارج الحافلة بمسافات وإصابتهم بجراح متفاوتة، ويظهر عليهم الإصابة بجروح افتراضية مختلفة تم إعدادها سابقا كذلك حالات وفاة لدمى كذلك تم جلبها إلى مكان الحادث . ويتابع :"في نفس وقت حدوث الحادث بالحافلة يكون هناك شجار عائلي أدى إلى حدوث عدد من الإصابات والتي تم استخدام أسلحة مختلفة في هذا الشجار ويحدث في منطقة السكة وسط خان يونس , كذلك يحدث حادث لدراجة نارية تنقل 3 أشخاص على متنها في منطقة أخرى من خان يونس ويصاب الركاب ويتم استدعاء الطواقم الطبية في كل الحوادث على التوالي عن طريق مواطنين باتصالات هاتفية بالأرقم المجانية للإسعاف والطوارئ وهي 101 و102 ". ويذكر انه وقت وصول الاستدعاء هرعت على الفور سيارات الإسعاف في ناصر بمشاركة الدفاع المدني للمساهمة بعملية نقل الجرحى من حادث الحافلة ومن حادث الدراجة النارية والشجار إلى مستشفي ناصر الطبي وإطفاء الحريق الوهمي الذي نشب بأجزاء من الحافلة,كما تدخلت الشرطة لفض الشجار العائلي وانتشرت على طول الطريق لتسهيل انتقال سيارات الإسعاف". وأفاد الفرا إلى وصول 80 إصابة إلى مستشفى ناصر الطبي حيث تم متابعة حالاتهم وتقديم الخدمة الطبية أليهم بعد أن تم فرز الإصابات على حسب درجتها ,أما باقي الإصابات فقد تم علاجها أما في الميدان أو في البندر الشرقي حيث شارك الأخير في استقبال المصابين والهلال الأحمر . وعن مجمل الإصابات قال : " 70 إصابة وهمية في حادث الحافلة و13 إصابة في الشجار العائلي و3 إصابات في حادث الدراجة النارية حيث كان من بين الإصابات حالات وفاة وهي عبارة عن دمي لمحاكاة الواقع ,حيث تم معالجة جميع الإصابات,بمشاركة عدد من المتطوعين من أطباء العالم اسبانيا في هذه المناورة , واستخدمت في عمليات الإسعاف والإنقاذ أحدث المعدات ووسائل الإغاثة السريعة ". وقيّم الفرا المناورة في ختامها بالجيدة جدًا، حيث أبدى الجميع درجة عالية من إتقان وبراعة والجدية في العمل الميداني رغم أنها غير حقيقية ,مؤكدا انه يجب تكرار مثل هذه المناورات وإيجاد طرق جديدة للتواصل بين جميع المؤسسات ,وشكر في الختام كل من ساهم بإنجاز وإنجاح المناورة. فيما أعرب الدكتور احمد الأغا عن ساعدته لمشاركته في مثل هذه المناورة فهو لأول مرة يتعرض لمثل هذه الحوادث والضغط في العمل فهو مازال في بداية مرحلة مزاولته لمهنة الطب. وتابع "لأول مرة أشارك في مناورة حيث استفدت بشكل كبير فالتعلم العملي يختلف عن ما تتعلمه نظريا أو تسمع عنه خلال ما حدث في الحرب على زة ,حيث اعترف بأنني حصلت على خبرة كبيرة في هذا اليوم وأتمنى تكرار مثل هذه لزيادة خبرات الكوادر الطبية في التعامل مع الحوادث في ظل تكرارها في قطاع غزة ". ومن جهته قال أسامة المصري 19 عاما احد المتطوعين في المناورة "حصلت على عدة تدريبات في أطباء العالم- اسبانيا ,حيث قمنا بالتطوع في هذه المناورة من اجل خدمة المجتمع الفلسطيني في حاله حدوث أي حادث أو كوارث ,وقيل لنا انه يهدف إلى قياس مدى الاستجابة العالية لطواقم الإسعاف والدفاع المدني مع مثل هذه الحوادث، وسرعة الوصول للمكان، ونقل الجرحى والمصابين للمشافي، وإنقاذ حياتهم". وبين انه سعيد جدا على مشاركته في هذه المناورة وعلى سرعة استجابة الدفاع المدني والشرطة للمصابين الذين تضرروا نتيجة الحادث وعلى سرعة تعامل الطواقم الطبية مع حالته ومع جميع المصابين . وتقلد المناورة حادثة انقلاب الحافلة في قرية جبع قضاء رام الله بالضفة الغربية قبل أسابيع، بعد أنّ اصطدمت بسيارة نقل أجرة تسير على نفس الطريق، الأمر إلى أدى لوقوع عشرات الضحايا والمصابين, من خلال الحادث الذي وقع أمام جامعة الأقصى. المواطن أبو اسعد ابدي في البداية عن انزعاجه من هذه المناورة حيث قال "سببت الخوف الشديد لدينا من حدوث كارية حقيقة ولكن بعد أن توجهنا إلى المستشفي اكتشفنا انه مجرد تدريب أطمئنت قلوبنا ". ودعا إلى ضرورة إعلام المواطنين بمثل هذه المناورات من اجل سلامته المواطنين وخاصة بعد التجمهر الكبير الذي حدث في أماكن حوادث وفي مستشفي ناصر الطبي ولتقليل هاجس الخوف لدينا فنحن دائما معرضين للكثير من الحوادث وخاصة من قبل إسرائيل .