توالت ردود الأفعال في كنائس أوروبا المنددة بفتوى رئيس هيئة كبار العلماء,مفتي عام السعودية/عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ بوجوب هدم جميع الكنائس في شبه الجزيرة العربية. وندد مجلس الأساقفة النمساويين أمس الجمعة بشدة بالدعوة التي وجهها مفتي عام المملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ. وجاء في بيان صادر عن المجلس نشر في ختام اجتماع له في مدينة تايناخ، جنوبالنمسا، "إن تصريحا من هذا النوع يعتبر بالنسبة الينا كاساقفة غير مقبول على الإطلاق وغير مفهوم، في الوقت الذي توجد فيه مبادرات عدة للحوار بين الأديان في الجزيرة العربية". وقال الأساقفة النمساويون "إن تصريحا من هذا النوع لا يهدد المسيحيين في جزيرة العرب فحسب بل في العالم أجمع. وأضاف البيان "في مرحلة مثل المرحلة التي نمر فيها اليوم، وحيث تؤدي الثورات العربية إلى اضطرابات في كامل المنطقة، فان تصريحات من هذا النوع لا تساعد الناس". وتابع البيان "نطالب بتوضيح رسمي وإعلان واضح عن الحق في وجود كنائس ومسيحيين في هذه المنطقة". وأوضحت وكالة الانباء النمساوية "أن الأساقفة الألمان نددوا أيضا الجمعة على لسان الأسقف (روبرت زوليتش )بهذه الدعوة إلى هدم الكنائس في شبه الجزيرة العربية. وكانت النمسا والعربية السعودية افتتحتا في تشرين الاول (اكتوبر) الماضي مركزا للحوار بين الاديان في فيينا. وظهرت انتقادات في النمسا لهذا المشروع لأنه جاء بمبادرة وبتمويل من السعودية التي يسودها الفكر الوهابي المتشدد. من جانبه أعرب القاصد الرسولي في دولة الكويت عن ‘الدهشة الكبيرة' لتصريحات مفتي عام السعودية عبد العزيز بن عبد الله آل شيخ بوجوب هدم جميع الكنائس في شبه الجزية العربية. وفي تصريحات لوكالة ‘آكي' الايطالية للأنباء، أضاف القاصد الرسولي في الكويت وقطر والممثل الفاتيكاني في سائر الجزيرة العربية (المونسنيور بيتر)" فاجأت هذه الفتوى الجميع في المنطقة من مسيحيين ومسلمين"، وبشكل خاص "هنا في الكويت، حيث يتمتع المجتمع بمستوى عال من التسامح والقبول إزاء المسيحيين وغيرهم من أبناء الديانات الأخرى". وأوضح المونسنيور رايتش أن "هذه الفتوى فضلاً عن الدهشة التي أثارتها بشكل عام، فهي تثير القلق أيضاً"، من حيث العواقب التي يمكن أن تترتب عليها في المنطقة بأسرها، كونها ‘تتعارض مع جوّ التعايش وتاريخ بلدان الجزيرة العربية التي شهدت الوجود المسيحي منذ قرون عديدة، وأردف قائلا"إننا نقتصر في الوقت الراهن على متابعة تطورات الأمور، ونرى إن كانت ستحدث ردود أفعال من جانب الصحافة أو غيرها،أوكان الأمر يتعلق بحالة معزولة وتصريحات منفردة،على الرغم من أنها جاءت على لسان شخصية معروفة ومهمة تمتلك ثقلاً كبيراً، مكرراً القول ‘سنبقى في حالة انتظار".