افتتحت مساء أمس الجمعة (19ذي القعدة-الخامس من أكتوبر)أعمال الحلقة العلمية الثالثة عشر في ذكرى الإمام المجدد/عبدالله بن علوي الحداد تحت شعار (من أجل إبراز النماذج التربوية للمدرسة النبوية الأبوية القائمة على مبادئ الوسطية الشرعية والاعتدال الواعي)وبتنظيم مركز الإبداع الثقافي للدراسات وخدمة التراث ومنتدى السلامة ، البداية كانت بتلاوة آيات عطرة من القران الكريم, ثم ألقى الدكتور/عبدالله محمد بن شهاب-مدير مركز الإبداع الثقافي بوادي حضرموت كلمة المركز مرحباً بالحضور ومبينا دور مركز الابداع الثقافي ومنتدى السلامة اللذان قاما بتنظيم هذه الحولية إسهاما في ربط الجيل الحالي بالجيل الماضي إذ لايمكننا أن ننهض نهضة فكرية وحضارية وشاملة إلا بالرجوع إلى هدي وسيرة الجيل السابق المقتدين بهدي المصطفى عليه الصلاة والسلام,وأضاف بن شهاب" لقد خصصت بحوث هذه الحولية عن التربية عند الامام الحداد،وما أحوجنا اليوم إلى هذه التربية كون الإمام الحداد قد عرف كُنه النفس البشرية،إن التربية يحتاجها كل شخص منا مهما بلغ علمه خاصة في هذا الزمن الذي كثر فيه الهرج والمرج وما يحصل فيه من حسد وحقد وخروج عن الأمور السوية وما حدث ذلك إلا بسبب الابتعاد عن التربية ". تلى ذلك كلمة الحبيب /علي المشهور بن محمد بن حفيظ مدير دار المصطفى ومجلس الافتاء بتريم كلمة عن الإمام الحداد استهلها باستعراض مختصر عن سيرته وعلمه ومآثره, موضحا أن نفع الإمام الحداد شامل بقلمه وفمه وقدمه,ولذا لابد أن نتذكر الإمام الحداد كي نتخذ منه منهجاً نستمد منه همة تعينا على الاقتداء به،إن الامام الحداد له منة وفضل على كل فرد لأنه قدم الكثير والكثير ولعلّ كتبه المنتشرة اليوم في شتاء أنحاء العالم لهي دليل على مدى ما قدمه الامام الحداد من نفع للامة الاسلامية . وألقى الحبيب العلامة /عمر بن محمد بن حفيظ -عميد دار المصطفى للدراسات الاسلامية بتريم كلمة قيمة تحدث فيها عن عظمة الانبياء وضرورة اتباع هديهم مشيرا الى ان هناك توكيل من رب العالمين بالذود عن الشريعة مدى الازمان كونهم أخذو اعتماد الوكالة من سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام . كما ألقى الحبيب العلامة/أبي بكر العدني بن علي المشهور-الموجه العام لأربطة التربية الاسلامية ومراكزها التعليمية والمهنية كلمة وصف في مستهلها الحوليات التي تنظر في منهج تزكية الرجال . وقال المشهور"إن من أغراض الحولية ابراز النماذج التربوية للمدرسة النبوية الأبوية وهي مدرسة لا تخص أسرة أو قبيله معينة على العكس ، هي مدرسة عالمية ولو نظرنا الى عمق الحولية لأدركنا إستخلاص النماذج والعبر منها, عندما تغرق الشعوب في البلاء فإن مهمة البيوت الصالحة ومن تعلم عندهم إنقاذ الناس من أي طوفان في هذه الارض بصناعة أطواق النجاة،وكُتب الإمام الحداد مليئة بالكثير من التبيان لهذه المعضلات " وحث المشهور جميع الطلاب في مختلف الجامعات وجميع الشرائح الإجتماعية ترتيب أنفسهم قائلاً : نريد أن يتحول كل النشاط خدمة للإنسان فكلما اتسعت المرحلة والعقول كلما اتسع الوعي,وقال" كلنا محتاجون الى التعمق في الدراسة لأننا محتاجون اليها ,إننا نكتوي حينما نرى أبنائنا يتفلتون علينا عبر وسائل الإعلام,إننا بحاجة الى صون ابنائنا وبناتنا ووطننا،سائلاً الله أن يرزق الجميع حسن التوفيق لهذه الحوليات وأن تسهم هذه الحوليات في توحيد الأمة". والقيت في افتتاح الحولية عدد من الوصلات الإنشادية الجماعية والفردية وكذا عرض مادة فلمية مواكبة للمناسبة,ومقرر أن تستمر اليوم السبت والأحد بتقديم عددا من الأبحاث القيمة من قبل عددا من أساتذة الجامعات والباحثين وستختتم الاثنين القادم . ويُعد الإمام/عبدالله بن علوي الحداد المولود بتريم سنة 1044هجري من أعلام مدرسة حضرموت الإسلامية الضاربة في القدم والتي أسلمت على إثرها أمم في شرق آسيا وفي مجاهل القارة الإفريقية وترتكز المدرسة الحضرمية الإسلامية على الصدق و المعاملة الحسنة سلوكا,وعلى ثوابت الوسطية الشرعية والإعتدال الواعي منهجا قوامه العلم والعمل والإخلاص والورع والخوف من الله والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة.