شكى العديد من المعتقلين في السجن المركزي بالمنصورةبعدن ، من مظالم وانتهاكات جسيمة باتوا يتعرضون لها ، على أيدي قوات الامن المركزي ، التي قالوا انها تحكم السجن ب" قبضة حديدية " ، دون ان تلتفت لهم أي جهة رسمية او حقوقية ، او حتى تستمع لشكاويهم وتنقذهم من الويلات التي يتعرضون لها. وقال المعتقلون ، ان هناك العديد منهم مرضى ، لا يتم السماح لهم بالعلاج ، مؤكدين من انتشار مرض غريب بينهم ، تخوفت مصادر طبية تواصلوا معها من أن يكون " مرض كورونا " المنتشر حاليا ، لحمله نفس الأعراض والشكاوى ، ومع ذلك لم يتم إنزال لجنة طبية لمعاينة المرضى ولا السماح لهم بالخروج للعلاج تحت الحراسة . وفي زيارة لمرسل صحيفة " يافع نيوز " بعدن ، الى السجن المركزي بالمنصورة ، طرح معتقلون عددأ من الشكاوى ، وسردوا بعضاً من معاناتهم حتى داخل معتقلاتهم . واكد المعتقلون ، ان هناك أوامر إفراج عن بعض المعتقلين لانتهاء مدة سجنهم بحسب أحكام القضاء ، إلا ان الأمن المركزي يرفض تنفيذها والإفراج عنهم . اعتقال الرهائن : وكشف معتقلون بسجن المنصورة ، وجود سجناء رهائن ، أي معتقلون تم اعتقالهم من قبل الأمن المركزي بأسلوب " اعتقال الرهائن " بدلاً عن مقربين لهم ، رغم انه لا توجد عليهم أي جرائم ولا يعرفوا المعتقلات طوال أعمارهم . وقال معتقلون أنه بتاريخ 17 -11-2013م ، اصدر القاضي " قاهر مصطفى" رئيس نيابة عدن – أمراً بالإفراج عن المعتقلين الشقيقين ( اوسان عوض عباد ومحمد عوض عباد ) ، وهم جنود في الأمن العام بعدن ، واعتقلهم الأمن المركزي من داخل منزلهم بمديرية "دار سعد " بدلاً عن شقيقهم الذي هرب ،من بين أيدي جنود الأمن المركزي أثناء نقله للعلاج . واكد المعتقلون ، ان تعليمات آخرى لمدير الأمن بعدن ، قضت بالإفراج عنهم ، ولكن الأمن المركزي رفضها ، حيث لا يزال المعتقلين في السجن. سجين آخر من ابناء البريقا بعدن ، يدعى " صلاح جمعان شبرا جمعان " ، تم احتجازه بدلا عن أخوه بأسلوب " الرهينة " ، عقب هرب أخوه من بين ايدي جنود الأمن المركزي ، إثناء نقلة الى المحكمة للمحاكمة بتهم " قتل " فتمكن من الهرب ، وقام الأمن المركزي باعتقال شقيقة البريء ، والذي يقبع في السجن منذ ستة أشهر ، ولم يتم الإفراج عنه ولم يتم تقديمه للمحاكمة . لماذا اعتقل " الامن المركزي " مدير السجن الجديد ؟ يقول المعتقلون في سجن المنصورة المركزي ، أن القرار في السجن المركزي بات قرار الأمن المركزي ، فهو من يحكم السجن ، وبالأخص " يحيى الدعيس " الذي يحمل رتبة ( مساعد ). وأفصح المعتقلون ، عن حادثة باتت شهيرة داخل السجن ، حدثت قبل نحو شهر وهي قيام " الدعيس " باعتقال وحجز مدير السجن الجديد مؤخراً ويدعى " الشعيبي " والذي عين بدلاُ عن القائم بإعمال مدير السجن العقيد " عادي سفيان " . واكد المعتقلون ، ان الحادثة تمت ، بعد قيام " الشعيبي " بإجراءات قانونية وطالب بإخراج الأمن المركزي من السجن لعدم الحاجة لهم ، طالما وهناك امن خاص بالسجن يستطيع حمايته ، إلا أن الأمن المركزي بقيادة " الدعيس " قام وعلى إثر مشادات كلامية ، باعتقال مدير السجن " الشعيبي " لساعات . وعقب الحادثة توجه ، الشعيبي بشكاوى الى محافظ عدن وقيادة الأمن المركزي بعدن ، والى وزارة الداخلية ، ومصلحة السجون ، ولكن لم يتم انصافه ، مما جعله يجمد عمله ، ويلزم منزله ، وعلى إثر ذلك فإن " الدعيس " هو من يحكم السجن وإدارته ، فيمارس اعماله خارج نطاق القانون . وبعث المعتقلون ، عبر " يافع نيوز " نداء الى برنامج ( الخطوط حمراء ) الذي يبث على قناة ( عدن الحكومية ) الذي يقدمه ، " خالد احمد سيف " ، للنظر اليهم والى معاناتهم وتخليصهم مما أسموها " كوابيس الأمن المركزي " . وأضاف المعتقلون في حديثهم ، انه قبل نحو شهرين ، تم نزول فريق قطري حقوقي الى السجن لتتبع معاناة المعتقلين ، ولكن قام " يحيى الدعيس " باحتجازهم ومصادرة كاميراتهم وأغراضهم ، ورفض السماح لهم حتى الاستماع الى المعتقلين . مماطلة المحكمة وتسيب النيابة : وفي سياق متصل علمت " يافع نيوز " من مصادرها الخاصة ، ان المحكمة الجزائية المتخصصة بعدن ، والنيابة العامة ، لا تزال تماطل في قضية المعتقل ( محمد عبدالله محسن المتكل ) وهو متهم بالاشتراك مع عصابة مسلحة بقضية تشكيل خلية مسلحة مع عناصر مع القاعدة . ورغم ان المعتقل لا يزال داخل السجن منذ سنتين ، إلا أن المحكمة الجزائية والنيابة العامة ، لم تبت في القضية ، وتقوم بتأجيلها من موعد لآخر ، فيما عضو النيابة الجزائية " معين إسماعيل العادي" كان قد كشف انه تم إدراج المعتقل بالخطأ ، والى الان لم يتم الإفراج عنه او إحضار دليل تورطه . كما يقبع في السجن المعتقل " محمد احمد الحبشي " صومالي الجنسية ، بتهمة المتهم حيازة وترويج مخدرات ، والذي تم القبض عليه على متن باص الرويشان أثناء سفره لصنعاء قبل أشهر . وفي آخر جلسة لمحاكمته الاسبوع قبل الفائت ، قال المتهم " الحبشي "لرئيس المحكمة الجزائية بعدن ، انت قاضي ظالم ، حيث يتم تأجيل القضية من اسبوع لآخر دون البت فيها أو الافراج عنه . وكانت قالت النيابة العامة، أن الشطنة التي تم احتجازها فيها 140 امبول مخدر ، لكن النيابة لم تستطيع أن تؤكد او تحضر صور الشنطة التي هي موجود بداخل تلفون المقبوض عليه ، حيث يمكث المعتقل منذ 10 اشهر في السجن ، وذلك بسبب تافه جدا ، وهو التحقق من الصورة التي بداخل تلفون المتهم ، والذي قبض عليه اثناء سفره الى صنعاء داخل باص الرويشان ، فيما النيابة قالت انها لا تملك قيمة بطارية تلفون ، كون تلفون المتهم قد انتهت عليه البطارية . ولهذا لا يزال المعتقل يقبع في السجن ، فيما هناك العشرات من المعتقلين لا يزالون تحت طائلة المماطلة ، والممارسات التعسفية من قبل النيابة العامة من جهة والمحكمة من جهة آخرى ، وثالثها الأمن المركزي في سجن المنصورة . وناشد المعتقلون في سجن المنصورة المركزي ، منظمات حقوق الإنسان المحلية والدولية ، بالنظر إليهم ، والمطالبة بتحسين ظروف معيشتهم داخل السجن ، وإنقاذهم من الانتهاكات الجسيمة التي تخالف كل قوانين المعتقلات والمساجين .