يتبين من البيانات التي تتسرب تدريجياً أن حجم الخسائر الإسرائيلية من جراء الحرب على غزة يتجاوز التوقعات، وأن استمرار الحرب لمدة طويلة سوف يكبد الاقتصاد الإسرائيلي خسائر ربما لن يكون بالمقدور تحملها، حيث يخسر الإسرائيليون 10 ملايين دولار يومياً كتكاليف للقبة الحديدية وحدها التي تتولى مهمة اعتراض الصواريخ الفلسطينية. وكشف تقرير نشرته جريدة "هآرتس" العبرية واطلعت عليه "العربية.نت" أن تكلفة الصاروخ الإسرائيلي الواحد ضمن منظومة "القبة الحديدية" تبلغ 50 ألف دولار، فيما تنفذ هذه المنظومة نحو 200 عملية اعتراض يومياً، أي بكلفة إجمالية يومية لا تقل عن عشرة ملايين دولار أميركي. وبهذه المعلومات يتبين أن "القبة الحديدية" وحدها كلفت الإسرائيليين خلال 20 يوماً من الحرب ما لا يقل عن 200 مليون دولار، وهو مبلغ كبير نسبياً بالنسبة للاقتصاد الإسرائيلي الذي يعتبر صغير الحجم، فضلاً عن أنه لا يمثل الخسائر الإجمالية التي تكبدها الإسرائيليون في هذه الحرب. ويقدر خبراء الاقتصاد أن تكون إسرائيل قد تكبدت خسائر مباشرة في ثلاثة أسابيع من الحرب تتجاوز 5 مليارات دولار، وهو ما يمثل نحو 1.5% من إجمالي ناتجها المحلي البالغ في العام 2013 نحو 256 مليار دولار، هذا فضلاً عن الخسائر غير المباشرة التي يتكبدها الاقتصاد، كانخفاض عوائد القطاع السياحي، وتراجع نسب الإشغال الفندقي، وتراجع مبيعات التجزئة في الأسواق بنسبة وصلت 40%. ويقدر الإسرائيليون تكلفة إنتاج الصاروخ الفلسطيني الواحد في قطاع غزة بأنها تتراوح بين ألف دولار كحد أدنى وثلاثة آلاف دولار كحد أعلى، حيث يتم تصنيعه محلياً في ورشات داخل قطاع غزة، ويتم تحميله بمواد متفجرة، يتم تصنيع أغلبها محلياً أيضاً. لكن عمليات اعتراض الصواريخ الفلسطينية لم تقتصر خلال الحرب الحالية على "القبة الحديدية"، وإنما امتدت لأول مرة إلى استخدام صواريخ اعتراض متطورة من طراز "باتريوت"، وتكلفة الصاروخ الواحد من طراز "باتريوت" تتراوح بين مليون ومليوني دولار أميركي، ما يعني أن الكلفة الإجمالية لاعتراض الصواريخ الفلسطينية خلال عشرين يوماً من الحرب قد تتجاوز ربع مليار دولار. يشار إلى أن الحرب الإسرائيلية الحالية تسببت لأول مرة بتعطيل مئات الرحلات الجوية من وإلى مطار بن غوريون في تل أبيب، بعد أن اتخذت العديد من شركات الطيران الأجنبية والإقليمية قرارات بتعليق رحلاتها إلى إسرائيل نتيجة المخاطر الأمنية وعنف القتال بين إسرائيل ومقاتلي حركة حماس.
