على صدى هتافات الثورة الجنوبية وأهازيجها، أحتشد عشرات الالاف من أبناء حضرموت بمدينة المكلا لحضور مهرجان جماهيري أقامته قوى الحراك الجنوبي بالمحافظة لأحياء الذكرى ال47 لإعلان الاستقلال الوطني لجنوب اليمن ورحيل أخر جندي بريطاني منه عقب ثورة مُسلح أستمرت أربع سنوات فجرها أبائهم ضد الاستعمار البريطاني . فيما تشهد العاصمة الجنوبية عدن مهرجاناً مماثلاً بساحة العروض في خور مكسر. وشهدت المكلا حاضرة محافظة حضرموت، توافد جماهيري من مؤيدي الحركة الوطنية الجنوبية من مختلف مدن ومناطق مديريات المحافظة الغنية بالثروات النفطية والمعدنية لتدشين الاحتفالات التي احتضنتها ساحة الاعتصام الجنوبي بالمدينة والمُقامة منذ أواخر شهر أكتوبر الماضي للضغط على السلطات اليمنية الحاكمة لتلبية مطالبهم التي يُناضلون سلمياً من أجلها منذ عام 2007. حيث يرى قطاع واسع من الجنوبيين أن الوحدة بين شمال اليمن وجنوبه، قد انتهت بعد إعلان نظام الرئيس اليمني السابق علي صالح الحرب على شركاؤه الجنوبيين صيف عام 94م، وأنهم يتعرضون لممارسات عنصرية. ورغم تأكيد السلطات اليمنية مسبقاً على عدم اعتراضها للفعاليات الاحتجاجية المزمع إٌقامتها في الثلاثين من نوفمبر، إلا أن بعض الوفود المشاركة في الفعالية والقادمة من مديريات أخرى بمحافظة حضرموت، تحدثت عن تعرضها لبعض المضايقات من قبل عناصر الجيش، في محاولة قد تبدو أنها تأتي لمحاولة عرقلة تقدم مسيرة تلك الوفود. مثلما حدث مع الوفد القادم من مديرية وقصيعر، والذين تعرضوا للضرب والاعتداء بالجنابي (سلاح أبيض ) من قبل بعض الجنود في نقطة الريان. وشهدت الساحة رفع للعلم الوطني الجنوبي وترديد النشيد الوطني الجنوبي المؤقت من قبل الجماهير، وكذلك العديد من الفعاليات الكرنفالية الراقصة والاستعراضية شاركت بها الفرقة النحاسية. المتظاهرون حملوا اللوحات المُعبرة عن مطالبهم باللغتين العربية والانجليزية ومنها عبارة كُتب عليها ( الحرية لشعب الجنوب العربي ). وبارك البيان السياسي للفعالية الجهود المبذولة لعقد المؤتمر الجنوبي الجامع، والذي من شأنه أن يعمل على خلق قيادة جنوبية موحدة تحمل رؤية موحدة للوضع في الجنوب. مجدد دعوته للشركات النفطية العاملة في الجنوب إلى إيقاف إنتاجها، أو توريد عائدات الإنتاج لحساب بنكي باسم الدولة الجنوبية القادمة وفقاً للبيان الذي القاه الناطق الرسمي لمجلس قوى التحرير والاستقلال بحضرموت. وتأتي هذه الفعالية الاحتفالية في وقت صعد فيه الجنوبيين من خطاباتهم وخطواتهم الموجهة لصنعاء في إطار مساعيهم لتحقيق مطالبهم بالحصول على استقلالهم وإعلان دولتهم. وعلى خلاف الفعاليات السابقة التي أحياها الجنوبيون، حظيت هذه الفعالية بتغطية إعلامية واسعة النطاق من قبل وسائل الإعلام العربية والدولية. الحكومة اليمنية وفي خطوة بدت استباقية للتظاهرات الشعبية الجنوبية، أصدرت ليلة أمس قراراً بتشكيل لجنة مشتركة لإعداد مصفوفة تنفيذية عاجلة لمخرجات الحوار الوطني للقضية الجنوبية. وهي المخرجات التي لم تجد قبولاً واسعاً لدى الجنوبيين. وكانت صحيفة عكاظ السعودية قد أشارت إلى وصول لجنة رئاسية إلى مدينة عدن للتفاوض مع قيادات الحراك الجنوبي، لإنهاء الاحتجاجات المتواصلة من أجل نزع فتيل الأزمة في الجنوب، و التي قد تشهد خلال الفترة القادمة تسارعاً في الأحداث، خصوصاً مع إعلان الحراك الجنوبي عن بدء تنفيذ برنامجه التصعيدي ضد السلطات اليمنية ابتداء من يوم غداً الاثنين.