قتل شرطي تركي وجرح آخر في هجوم انتحاري نفذته «امرأة متنقبة تتحدث الإنجليزية» رجحت مصادر رسمية تركية انتماءها إلى منظمة يسارية متطرفة اعتادت تنفيذ هجمات على المصالح الحكومية. ورفضت المصادر «التسرع» في تحديد المسؤوليات فيما خص الهجوم، مشيرة في اتصال مع «الشرق الأوسط» إلى أن الشرطة التركية باشرت التحقيقات لتحديد هوية الانتحارية. لكن المصدر نفسه شدد على أن المعلومات الأولية تفيد بأن الهجوم لا يرتبط بالنزاع السوري أو بالقضية الكردية، في نفي ضمني لتورط تنظيم داعش أو جماعات كردية معارضة في الهجوم. وقال إنه من المرجح أن جماعات يسارية متطرفة تقف وراء الهجوم، وهي ترتبط بمهاجمي قصر دولما بهجة الأسبوع الماضي والسفارة الأميركية قبل نحو عام والتي استهدفت بهجوم انتحاري مماثل. وقالت المصادر التركية إن الانتحارية كانت ترتدي النقاب الكامل، وقد تقدمت إلى كشك الشرطة مخاطبة عناصره بالإنجليزية مدعية أنها أضاعت جواز سفرها وأنها تريد المساعدة. وأشار المصدر ل«الشرق الأوسط» إلى أن العناصر اشتبهوا بها لارتباكها الشديد، فأوقفوها بانتظار وصول الدعم، ففجرت نفسها على الفور عندما لمحت شرطية أنثى تقترب من المركز بغية تفتيشها. وبعد وقوع الانفجار، سارعت الشرطة التركية إلى إقفال موقع الحادث، وأعلنتها منطقة محظورة، وأوقفت حركة القطارات القريبة من موقع الهجوم. وأفاد حاكم إسطنبول واصف شاهين بأن الشرطي الأول أصيب إصابة بالغة، فيما كانت إصابة الشرطي الثاني متوسطة. وفي وقت لاحق أعلنت الشرطة عن وفاة الضابط متأثرا بجروحه في المستشفى. وكانت السلطات التركية أوقفت أمس 3 عناصر من «داعش» لدى محاولتهم عبور الحدود السورية باتجاه تركيا فجر أمس. وقالت مصادر تركية إن الموقوفين كانوا يحاولون عبور الحدود في منطقة كيليس من دون أية أسلحة، لكن الشرطة سارعت إلى توقيفهم ونقلهم إلى مركزها لاستجوابهم. وأكدت المصادر التركية عدم وجود رابط بين عملية التوقيف، واستعادة الجندي التركي الذي فقد في مواجهة مع المهربين ليل أول من أمس. وكان رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، أكّد عودة صف الضابط التركي الذي اختطف من قبل مهربين داخل الأراضي السورية، الخميس الماضي إلى تركيا، مشيرا إلى أن إعادته جرت بفضل عملية ناجحة للاستخبارات الوطنية التركية. وأجرى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، اتصالا هاتفيا بزوجة صف الضابط «أوزغور أورس»، الذي اختطف من قبل مهربين داخل الأراضي السورية. وأضافت معلومات واردة من مصادر في رئاسة الجمهورية، أن الرئيس إردوغان اطلع على معلومات متعلقة بالموضوع، خلال اتصال هاتفي مع رئيس الأركان العامة للجيش التركي الجنرال «نجدت أوزال». ووفقا للمعلومات الواردة، فإن قوات الأمن التركية رصدت مجموعة من المهربين يحاولون الدخول إلى الجانب التركي عبر الحدود عند قرية «ياوزلو» بطريقة غير قانونية، حيث منعت قوات الأمن عبورهم إلى الجانب التركي، وفي تلك الأثناء عبر ضابط صف تركي الحدود إلى الجانب السوري، وانقطعت أخباره. وقالت صحف محلية، إن ضابط الصف التركي فُقِد إثر نفاذ ذخيرته، وهو يلاحق مهربين في منطقة كِيليس الحدودية التابعة لولاية غازي عنتاب جنوبتركيا. وأضافت التقارير أن السُّلطات نفذت عملية لإنقاذ ضابط الصف بالاستعانة بطائرات دون طيار، وإنزال جوي من قبل قوات خاصة، على النقطة التي فُقِد فيها. ولم تعلن السُّلطات عن وقوع أي مواجهات عسكرية خلال العملية، وتم التعتيم الإعلامي على تفاصيلها، ونتائجها، ومصير العسكري المفقود.