افتتح مجلس الأمن الدولي جلسته حول ليبيا بكلمة لمبعوث الأممالمتحدة برناردينو ليون، استهلها بتقديم التعازي لأسر الضحايا الأقباط الذين ذبحوا على يد داعش في ليبيا. وعبر ليون عن استيائه من بربرية تلك الأعمال الهمجية التي يعاني منها المدنيون في ليبيا لا سيما في بنغازي المحاصرة. وفي كلمته المباشرة من تونس عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة، قال ليون إن ليبيا ما بعد الثورة أضحت أرضاً خصبة لعمل المتطرفين، مشيراً إلى أن الأزمة الليبية معقدة، وقد ساهمت العديد من العوامل في انهيار الدولة ومؤسساتها. وأعرب عن أمله "في امكانية التوصل إلى اتفاق سياسي قريبا"، مشيراً إلى أنه "ليس من المستحيل تجاوز الخلافات بين الأطراف". وشدد على ضرورة اخراج ليبيا من الضياع الذي يغذي الارهاب والعنف والدمار، وقال:"علينا مواجهة القوى الراديكالية بالتعاون الإقليمي والدولي." ولفت إلى وجود بصيص أمل في اخراج البلاد من هذا الوضع الخطير. كما أشار إلى احراز تقدم وإن بطيء في الحوار بين الفرقاء الليبيين، مشدداً على أن الحل السياسي يبقى المخرج الوحيد للأزمة الليبية، لذا على الأسرة الدولية دعم العملية السياسية بشكل حاسم. وأكد الالتزام الأممي بمرحلة انتقالية ديمقراطية في ليبيا، لافتاً إلى أن الانتصار على الارهاب لن يتم دون حكومة وحدة وطنية. الدايري: الوضع في ليبيا يهدد أوروبا وبعد كلمة ليون، ألقى وزير الخارجية الليبي محمد الدايري كلمته حول الأوضاع في بلاده، مستنكراً الجريمة الارهابية التي اقترفت بحق 21 مواطناً مصرياً. وأكد أن الارهاب يشكل ظاهرة خطيرة تهدد الدول وأمنها، وقد بدأ بتشكيل جبهة واسعة تمتد على طول الشرق الأوسط والساحل الافريقي. ولفت إلى أن تسليح الجيش الليبي بات حاجة ماسة، لا سيما وأن المتطرفين سيطروا على مدن بأكملها في ليبيا، وأكد على أن الوضع في ليبيا يهدد دول الجوار وحتى أوروبا، معرباً عن أسفه لأن الاهتمام الأممي بليبيا لم يرتق إلى مستواه في العراق وسوريا. كما أعلن أن بلاده طلبت من مصر الاستمرار في شن الضربات ضد داعش في ليبيا. شكري: حذرنا من خطر الاعتماد على المتطرفين في ليبيا من جهته، قال وزير الخارجية المصرية سامح شكري إن مشهد ذبح 21 مواطناً مصرياً روعنا، شاكراً كل من تضامن مع مصر. وأكد أن المطلوب اتخاذ مواقف عملية تدرأ خطر داعش والتنظيمات الارهابية الشبيهة لها. وفي استرجاع للأحداث، أكد أن الأزمة الليبية بدأت منذ سقوط الحكم، لافتاً إلى أن العزل السياسي أقصى عدداً كبيراً من السياسيين الليبيين. وشدد على أن بلاده حذرت منذ البدء من خطورة الاعتماد على القوى المتطرفة، معتبراً أن المجتمع الدولي لم يتحرك بما تقتضيه الأزمة، لا سيما بعد أن احتلت قوى متطرفة العاصمة طرابلس ومؤسساتها الحكومية. كما شدد على ضرورة دعم الحكومة الشرعية، ورفع الحظر المفروض على تسليح الجيش الليبي. ودعا إلى حصار بحري لمنع الأسلحة المتجهة لجماعات غير حكومية في ليبيا. إلى ذلك، حذر من أن أوروبا هي الأكثر عرضة لخطر داعش الدموي. وختم كلمته مؤكداً على أن مصر تدعم مهمة المبعوث الأممي من أجل تفعيل الحوار بين الأطراف وتشكيل حكومة تضم الأطراف الرافضة للإرهاب، إلا أنه اعتبر في الوقت عينه أن الحل السياسي على أهميته والذي تدعمه مصر، لا يغني عن محاربة الارهاب عسكرياً. ورأى أنه لا حل مع داعش وغيره من التنظيمات المتطرفة سوى المواجهة العسكرية.