غداً يمر عام كامل على 26مارس 2015 أول يوم انطلقت فيه عاصفة الحزم ضد الغزاة المعتدين. في مثل هذا اليوم أراد الحوافيش اجتياح ردفان، أرادوها ليذلّوا أهلها، ولكن ذئاب ردفان أبتْ إلا أن تتصدى لهم، في مثل هذا اليوم حمل البطل وضاح سلاحه وودّع والديه وأبنائه، وقال لوالده بصريح العبارة ( دَعْ أولادي يتعودون عليك فإني شهيد )، انطلق وضاح مع رفاقه الأبطال، نحو الجبال والثغور، انطلق وهو يعلم مصيره، انطلق ولم يتردد للحظة، لإنه يعلم كم الدين والوطن غاليان. زئر وضاح في رفاقه زئير الأسود وقال لهم لن يمروا إلا على جثثنا, صعد وضاح جبال بلة, وكرَّ كرور الأبطال, وواجه الغزاة مواجهة الشجعان, أمْعَنَ فيهم بما جادت يمينه, وبما أعانه الله فيه, ولكن كما هي وصيّتُه وكما هو أراد سقط وضاح شهيداً في أعالي جبال بلة, استشهد وضاح مُقبلاً غير مُدبر, سقط وضاح كأول شهيد في جبهة ردفان-العند. سقط بعد أن حدّد لرفاقه الهدف والمكان, سقط بعد أن شَحذ الهِمم, وقوّى العزائِم, غادرنا وضاح بعد أن وضع الأساس لجبهة كانت الأقوّى والأعْتى على العدو. بتضحيتك ياوضاح وتضحية رفاقك الشهداء ظلت ردفان طاهرة من دنس الغزاة. آااه ياوضاح..! موتك كسر جناحي بل شلّ جسدي، آااه يا رفيقي وسنَديْ أشتقتُ لنصحك أشتقتُ لمزحك أشتقتُ لابتسامتك. آااه يا وضاح كيف ننساك وملحمتكم ماثلة أمامنا، كيف ننساك وأنت من علمنا كيف ندافع عن الدين وكيف نعشق الوطن وكيف نقدّم ونضحي, كيف ننساك وأنت تجري في العروق مجرى الدمِ. هنيئاً لكِ يا جبال بلة أن تشرّفتي باستقبال دَمِه الطاهر. لا عزاء لي فيك إلا أنك استشهدت في سبيل الدفاع عن دينك ووطنك. رحمك الله رحمة واسعة أخي أبو ثابت ورحم الله جميع شهدائنا. هنيئاً لك الجنة حقاً لقد فُزتَّ بها. كتب #صبري العمري