صعّد ثوار اليمن تحركاتهم الميدانية "بمسيرات مليونية" بالعاصمة صنعاء تهدف إلى نزع الحصانة عن الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح وتقديمه للمحاكمة وأعوانه بتهم قتل المتظاهرين عام 2011، وذلك في رد على الظهور العلني لصالح الأسبوع الماضي في احتفال حزب المؤتمر الشعبي الذي يترأسه. وشمل تظاهر الثوار شوارع ومناطق "حساسة" بجنوب صنعاء كانت تعد "خطوطا حمرا" كونها تخضع أمنيا لقوات موالية لصالح أهمها الحرس الجمهوري التي يقودها أحمد نجل صالح، وقوات الأمن المركزي، التي يتولى قيادتها نجل شقيق صالح. وكان لافتا تظاهر مئات الآلاف من شباب الثورة أمام منزل صالح الثلاثاء الماضي الذي أحاطت به قوات حراسته، وهو ما دفع صالح لنشر مئات المسلحين من أنصاره حول منزله تخوفا من اقتحامه. كما دعا حزب المؤتمر الشعبي أتباعه للتجمع بميدان السبعين في صنعاء للدفاع عن "الزعيم" بحسب وصفهم للرئيس السابق صالح الذي يطلق عليه الثوار صفة "المخلوع"، واعتبر الحزب منزل صالح "خطا أحمر" وحذر من نفاد صبرهم ومن الانقلاب على المبادر الخليجية. ويعتقد مراقبون أن الضغط الذي يمارسه ثوار اليمن على الرئيس عبد ربه منصور هادي، يأتي في إطار دفعه للإسراع بإقالة العميد أحمد نجل صالح من قيادة قوات الحرس الجمهوري، باعتباره الهدف الأهم بعد إزاحة صالح من السلطة. متظاهرات يمنيات رفعن شعارات تقول إن دماء الشهداء أمانة في أعناق الثوار (الجزيرة نت) رد على "الثورة المضادة" ورأى د. عبدالله الفقيه -أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء، في حديث للجزيرة نت- أن تصعيد شباب الثورة لمسيراتهم هو بمثابة رد على تصعيد "قوى الثورة المضادة" التي يقودها الرئيس المخلوع وأقاربه، وخاصة أعمالهم الهادفة إلى زعزعة الأمن والاستقرار في البلد، والتي كان أبرز مظاهرها الاحتفال بالذكرى الثلاثين لتأسيس صالح حزب المؤتمر الشعبي. وقال الفقيه "إن المدى الذي سيذهب فيه الشباب في تصعيدهم للمسيرات سيتوقف على الطريقة التي سيتصرف بها صالح منذ اليوم فصاعدا وخصوصا بعد صدور قرارات الرئيس عبد ربه منصور هادي أمس الثلاثاء والتي أقالت عددا من مسؤولي أجهزة الأمن والاستخبارات عقب التفجير الذي استهدف اغتيال وزير الدفاع وأدى إلى قتل وجرح العشرات". وأضاف الفقيه "إذا التزم صالح بالشرعية الجديدة وابتعد عن تصعيد الموقف وتجنب زعزعة الأمن والاستقرار، فلا أعتقد أن شباب الثورة سيصعّدون، ولكنه إذا ركب رأسه، وأصّر على تمرده، ورفض قرارات الشرعية وحاول التشويش على أعمال الرئيس هادي وحكومة الوفاق فإن خيارات التصعيد ضده ونزع حصانته ستكون واردة". رسائل الثوار من جانبه أشار حبيب العريقي -عضو اللجنة التنظيمية للثورة السلمية- إلى أن شباب الثورة بدؤوا تصعيدا ثوريا سلميا بمظاهرات مليونية في شهر سبتمبر/أيلول الجاري من أجل إحياء الذكرى الأولى للمجازر التي ارتكبتها قوات صالح ضد المتظاهرين السلميين عام 2011، والتي ذهب ضحيتها المئات من الثوار في تقاطع كنتاكي بشارع الزبيري، وحي القاع وشارع الكهرباء. العريقي: نعمل على مسارين، الأول ثوري بمسيرات ومظاهرات، والثاني قانوني (الجزيرة نت) واعتبر العريقي في حديث للجزيرة نت أن "المظاهرات المليونية نهدف من خلالها توجيه رسائل واضحة لرعاة المبادرة الخليجية (أميركا والاتحاد الأوروبي ودول الخليج) الذين منحوا الحصانة لصالح، بأن ثوار اليمن ماضون لإسقاط تلك الحصانة وتقديمه للمحاكمة، وبأننا لم نستكين حتى ينال القتلة جزاءهم العادل". وبشأن توجه المتظاهرين بمئات الآلاف نحو منزل صالح والهتاف بمحاكمته، قال العريقي إن "المسيرات الثورية والمظاهرات حق مكفول للمتظاهرين في أي مكان بالعاصمة صنعاء، ولا خطوط حمرا أمام تحركاتهم السلمية، كما أننا لا نستهدف منزل صالح أو اقتحامه، ولكن نريد توجيه رسالة للمخلوع صالح بأنه لن ينجو من العدالة، وسيقدم للمحاكمة". وأضاف "نعمل على مسارين، الأول ثوري بمسيرات ومظاهرات، والثاني قانوني حيث يقوم حاليا مجموعة من القانونيين بتحريك قضايا بالمحاكم اليمنية ضد مرتكبي جرائم قتل شباب الثورة، ابتداء من مجزرة جمعة الكرامة بساحة التغيير بالعاصمة صنعاء، وتحريك الدعاوى القضائية على المستوى الدولي بالتعاون مع منظمات حقوق الإنسان". الجزيرة نت