يافع نيوز – البيان خلاف سكان مدن العالم المختلفة، ودّع أهالي العاصمة العراقيةبغداد آخر ليالي العام الماضي بخوف وحزن، فلم تتركهم دوامة العنف ليفرحوا بمقدم عام جديد كانوا يرجون أن يكون آمناً، حيث قتل 30 شخصاً على الأقل في اعتداءين انتحاريين متزامنين في سوق مزدحم في بغداد، هما الأسوأ منذ شهرين في العاصمة العراقية، فيما حررت القوات العراقية حي القدس الثاني في المحور الشرقي في الموصل، ورفعت العلم العراقي فوق مبانيها، بعد تكبيد العدو خسائر بالأرواح والمعدات، لكنه حاول الانتقام بتلغيم السيارات شرقاً. وأكد تنظيم داعش في بيان: «أبو نواف العراقي وأبو عبد الملك العراقي انغمسا وسط أوكار للرافضة المشركين في منطقة السنك في وسط بغداد وفجّرا ستريتهما (…) ما أسفر عن هلاك وإصابة العشرات». وقام الانتحاريان بتفجير نفسيهما بشكل شبه متزامن في ساعة مبكرة يكون السوق خلالها مكتظاً بالباعة والزبائن، لا سيما عشية عيد رأس السنة. وأدى الانفجاران إلى تحطم الواجهات ورفوف عرض البضائع وتناثر الحطام على الأرض الملطخة بالدماء. وذكر عقيد في الشرطة لوكالة «فرانس برس» أن «هناك 30 قتيلاً و53 جريحاً»، وقال تاجر يدعى إبراهيم محمد علي إن «العديد من الضحايا كانوا موظفين في محلات تبيع قطع تبديل. كانوا متجمعين حول رفوف لتناول الفطور حين وقع الانفجاران، ويلقي هذا الاعتداء بظله على عيد رأس السنة في بغداد، حيث يعتزم السكان الاحتفال في الشوارع، بالرغم من الوضع الأمني المتوتر، كما يأتي في فترة من الهدوء النسبي في العاصمة العراقية». هشاشة الوضع وقد وقع آخر اعتداء ضخم في بغداد في أواسط أكتوبر، عندما فجّر انتحاري حزامه الناسف خلال مجلس عزاء في حي الشعب، موقعاً 34 قتيلاً على الأقل. ويكشف الاعتداء مدى هشاشة الوضع الأمني في العراق، حتى في المناطق التي استعادتها القوات العراقية من الجهاديين، خلال هجومها العسكري الواسع النطاق في شمالي البلاد. والأسبوع الماضي، قتل 23 شخصاً على الأقل بتفجير ثلاث سيارات مفخخة، استهدفت سوقاً شعبياً في بلدة قوقجلي الواقعة شرق مدينة الموصل، وهي منطقة استعادتها القوات العراقية من تنظيم داعش في نوفمبر. المرحلة الثانية وعلى مسافة بضعة كيلومترات إلى الغرب، داخل مدينة الموصل، باشرت قوات الشرطة والجيش وجهاز مكافحة الإرهاب المرحلة الثانية من هجومها الواسع النطاق، لاستعادة السيطرة على الجانب الشرقي لمدينة الموصل من تنظيم داعش الذي يحتلها منذ يونيو 2014. وتمكنت قوات جهاز مكافحة الإرهاب العراقية من اقتحام حي القدس الثانية شرقي مدينة الموصل شمالي العراق، حيث قتلت أحد قيادي تنظيم داعش. وقال قائد جهاز مكافحة الإرهاب للمحور الشرقي الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي إن المعارك ما زالت مستمرة بين قوات الجهاز ومسلحي التنظيم الإرهابي، وإن القوات حققت تقدماً ملحوظاً، بعد أن اقتحمت حي القدس الثاني بعد استكمال تحرير القدس الأول. وبيّن الساعدي أن الاشتباكات أوقعت عشرات القتلى من تنظيم داعش، من بينهم القيادي سالم جمال ناصر سليمان السبعاوي الملقب أبو هاجر. سيارات مفخخة إلى ذلك، كشفت مصادر عسكرية، أمس، أن القوات العراقية صدّت أكثر من 21 سيارة مفخخة، استهدفت القوات الأمنية في مختلف المناطق شرق الموصل، في وقت تستمر فيه المعارك بين القوات العراقية وتنظيم داعش في ستة أحياء سكنية، وهي: حي الكرامة السكني، وحي الكرامة الصناعي، وجديدة المفتي، والانتصار، وفلسطين وسومر. من جانبها، وصفت الشرطة الاتحادية معاركها في الموصل ب«المهنية العالية»، من أجل تحييد المدنيين عن نيران المعارك واصطياد الإرهابيين بإسناد الطيران المسيّر، حسب وصفها. هذا، وتحدث ضباط من القوات العراقية عن المرحلة الثانية من معركة الموصل، حيث وصفها بأنها أميركية التخطيط عراقية التنفيذ. أما شمال الموصل، فأفاد مصدر أمني أن «طائرات بي 52 الأميركية قصفت بشكل مكثف مزارع حي الحدباء شمال المدينة، وأن القوات الأمنية العراقية تقترب من حي الحدباء ومنطقة الكفاءات الثانية بعد قصف كثيف من قبل قوات التحالف الدولي بالهاونات والمدافع الذكية. وطال القصف كلية طب الأسنان في جامعة الموصل، بالقرب من حي الحدباء، وسط أنباء عن مقتل قيادات بارزة في تنظيم داعش». وأشار المصدر إلى أن هناك اشتباكات عنيفة في منطقة العركوب، والقوات الأمنية تزيد من وتيرة المعارك بهدف الدخول إلى الحدباء. فرار قال قادة عراقيون إن امرأة يزيدية، أسرها تنظيم داعش أكثر من عامين، تمكنت من الفرار مع توغل القوات العراقية في مدينة الموصل، وقدمت معلومات ساعدت القوات على انتزاع السيطرة على حي في المدينة. وخطف المتشددون المرأة البالغة من العمر 42 عاماً، التي طلبت عدم ذكر اسمها، من مدينة سنجار مسقط رأسها في صيف عام 2014، عندما اجتاح التنظيم شمالي العراق، واضطهد الأقلية اليزيدية في المنطقة. وقال اللواء معن السعدي، من جهاز مكافحة الإرهاب الذي يقود عملية الموصل، إن المرأة قدمت معلومات ساعدت العملية في المنطقة. Share this on WhatsApp