يافع نيوز – البيان تتجه معركة الموصل إلى خواتيمها في أعقاب إعلان القوات العراقية عن استعادة أكثر من ثلث أراضي الساحل الأيمن، مخلفة وراءها مأساة ومعاناة إنسانية، تحتاج سنوات عديدة لتلافي آثارها، وبينما أعلنت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية أن عدد النازحين الفارين من المعارك كسر أمس حاجز 100 ألف نازح، روت العديد من الأسر مشاهد مروعة تعرضت لها أبان معركة التحرير وما سبقها من تنكيل التنظيم الإرهابي بالعوائل الأمر الذي يجعلهم الخاسر الأكبر في المعركة. واقتحمت قوات جهاز مكافحة الإرهاب صباح أمس أحياء الموصل الجديدة والأغوات، كما تمكنت من استعادة السيطرة على شارع حلب والتقدم في منطقة «باب الطوب». وقال قائد عمليات قادمون يا نينوى الفريق الركن عبد الأمير رشيد يار الله، في بيان، إن قوات مكافحة الإرهاب مستمرة بالتقدم في عملية تطهير البنايات في الأحياء التي تم اقتحامهما صباحاً، مشيراً إلى أن أكثر من ثلث مساحة الساحل الأيمن بات تحت سيطرة القوات العراقية. فيما ذكر مراسلون ميدانيون، انه «بالرغم من الاشتباكات العنيفة والهجمات القوية التي تقوم بها القوات العراقية على نقاط داعش، فإن تلك القوات لم تتقدم بالشكل المطلوب». وتواجه القوات في الأيام الثلاثة الماضية مقاومة عنيفة في أحياء الموصل القديمة، يستخدم فيها داعش السيارات المفخخة والعمليات الانتحارية، خاصة بالقرب من مبنى المحافظة والمقرات الحكومية، وقال المراسلون إن الإرهابيون اتخذوا سياسة «الأرض المحروقة» . مشيرين إلى أن دماراً واسعاً حاق بالساحل الغربي على عكس الشرقي الذي اتخذت فيه القوة المهاجمة استراتيجية خطوة خطوة في عمليات التحرير بينما سارع التنظيم الإرهابي إلى الفرار باتجاه الساحل الغربي. إلى ذلك فاق عدد النازحين من الساحل الأيمن، منذ انطلاق عمليات تحريره في 19 فبراير الماضي، 100 ألف شخص، حسبما أعلن وزير الهجرة والمهجرين العراقي جاسم محمد الجاف. وقال الوزير في بيان إن عدد «النازحين من الأحياء التابعة لساحل الموصل الأيمن بمحافظة نينوى منذ انطلاق عمليات تحريره بلغ 99852 نازحاً». وأضاف، أن «فرق الوزارة استقبلت امس 10607 نازحين من مناطق الجانب الأيمن من الموصل بمحافظة نينوى»، مبيناً أنه «تم إيواؤهم بمخيمات الوزارة في جنوب الموصل وشمال تكريت ومحافظات الإقليم». وفي السياق نشرت صحيفة صنداي تلغراف في عددها الصادر أمس، تقريراً أعدته جيسي إنسور في مدينة الموصل العراقية عن المواطنين العالقين بين قوات التحالف وتنظيم «داعش»، مؤكدة أن الخاسر الوحيد في الموصل هم المدنيون. ونشر التقرير عشرات القصص على لسان الفارين من الموصل تكشف عن حجم الخراب الذي حاق بالمدينة التي تحولت إلى جبل من الركام، موردة في ذات الوقت قصص عن مقتل عائلات كاملة جراء القصف المتبادل بين عناصر التنظيم والقوات العراقية. وروى أحد سكان حي الصمود يدعى هاشم عبد الله لإنسور عن اجتماع أفراد من «داعش» في بناية مقابلة لمنزله، وحين خرج أحد أفراد التنظيم إلى الشارع ظهرت طائرات وبدأت القصف، مبيناً أن المسلح أصيب بينما قتل 11 فردا من المدنيين. ويلخص عراقي آخر من سكان الموصل، ويُدعى أحمد، الوضع بالقول، «الخاسر الأكبر هنا هم المدنيون». Share this on WhatsApp