شارك المئات من أبناء الصبيحة صباح اليوم الاحد بمسيرة عفوية انطلقت من خارج مبنى كلية التربية والتي اتجهت إلى داخل المبنى تردد شعرات الثورة الجنوبية وتحمل صور الشهداء الذين سقطوا برصاص جنود الاحتلال اليمني فور وصول موكب محافظ المحافظة ( احمد عبد الله المجيدي ) للقاء بأبناء الصبيحة للنظر في الأوضاع المزرية التي تعيشها المديرية منذ أشهر . وفي قاعة الرئيس قحطان الشعبي كان قد وصل اللواء محمود الصبيحي قبل وصول المحافظ بمعية شيخ الصبيحة عبد القوي محمد شاهر فتحدث الى الحاضرين شارحا لهم الوضع الراهن التي تعيشها المحافظة والصبيحة والذي قوبل بترحاب شديد من قبل الحاضرين الذين اكتظت بهم القاعة حيث هتفوا له بصورة مستمرة ، وعند وصول المحافظ الذي كان محاطا بحراسة مشددة بلباس مدني تغير المشهد وساد القاعة الهرج والمرج في صورة تعبر عن السخط الجماهيري الذي يكنه أبناء الصبيحة للمحافظ الذي ينتمي إلى مديريتهم . وقال بعض من حضروا لم تجدي محاولات البعض من تهدئة الموقف حيث قاطع المواطنين الغاضبين كلمة المحافظ بالهتاف للواء محمود الصبيحي ( بالروح بالدم نفديك يامحمود ) كرسالة أراد أبناء طور الباحة إيصالها للمحافظ بصورة مباشرة تعبر عن عدم رضاهم عنه ، وفي هذا الجو المشحون داخل القاعة وخارجها وصلت المسيرة إلى القاعة والشباب يهتفون ( ثورة ثورة ياجنوب ، برع برع ياستعمار ، عاهدنا كل الشهداء .. ) وهم يحملون صور الشهداء حيث قالوا أن المحافظ لم يقم بواجبه تجاه اسر الشهداء وتعامل مع قضيتهم بالتراخي والسلبية . وقال ناشطون حضروا للقاء بالمحافظ أن أحدا لم يستطع إيقاف الهتافات التي تعالت بشدة بعد انضمام أغلبية من كانوا في القاعة لينسحب الجميع ويغادر المحافظ وموكبه عائدا للمحافظة دون أن يحقق شيء يذكر من أهداف زيارته . وتأتي زيارة المحافظ الى مديرية طور الباحة بعد تزايد حالة السخط الشعبي على الأوضاع التي وصلت لها مديريتهم حيث نظموا في الأيام الماضية سلسلة من المظاهرات والوقفات الاحتجاجية المطالبة بإقالته ومدير المديرية الذين يحملونهم مسؤولية ما يجري في مديريتهم ، فهم كما يقولون : إن مصالح ضيقة تجري في إطار محدود حول المحافظ ومدير المديرية سحبت نفسها على مصالح الغالبية العظمى من أبناء الصبيحة حيث تم إغلاق المستشفى نتيجة صراع قائم بين أقطاب السلطة المحلية ، بالإضافة الى إغلاق كلية التربية بسبب عصابات تتقطع للباص الذي يقل الموظفين من عدن كل صباح مما حدا بالمعلمين الى عدم الحضور لعدم قيام السلطة بواجبها تجاههم وحمايتهم ، علاوة على تدمير مشروع الكهرباء والمياه التي كانت تعمل منذ سبعينيات القرن الماضي .. كما ان الكثير يشكوا من عدم توظيفهم سواء في السلك المدني أو العسكري لان تلك الوظائف أصبحت بيد قلة فاسدة تعبث بحقوقهم . ويشير آخرون الى إقدام المحافظ ومدير المديرية بالترتيب لبناء المجمع الحكومي خارج نطاق عاصمة المديرية بمسافة تقد بعشرات الكليلومترات في منطقة الخطابية بالقرب من المعسكر وفي أملاك المحافظ نفسه وهو ما أظهرته وثيقة قام ناشطون بتوزيعها منذ أيام ، الأمر الذي اخرج حالة السخط للعلن فهذا كما يقولون سيزيد من معاناتهم فوق ما هم فيه نتيجة للمسافة التي يجب قطعها لمتابعة قضاياهم .
