يافع نيوز – إرم نيوز قال شاهد من وكالة "رويترز" للأنباء، إن الكتالونيين بدأوا في سد بوابات مراكز الاقتراع والتجمهر أمامها لحمايتها تحسبا لقيام الشرطة بتحرك لمنع الاستفتاء المحظور على استقلال الإقليم عن إسبانيا. كذلك بدأ الناخبون في تكوين طوابير للتصويت في استفتاء على الاستقلال عن إسبانيا في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأحد، في تحد لمحاولات الحكومة الإسبانية منع هذا الاستفتاء. وقال شاهد من رويترز إن منظمين عند أحد مراكز الاقتراع في مدرسة بمدينة برشلونة طلبوا من الناس سد مدخل المركز واستخدام المقاومة السلبية إذا تدخلت الشرطة لمنع التصويت الذي من المقرر أن يبدأ في الساعة التاسعة صباحا(0700 بتوقيت غرينتش). وتجمع الناس عند الأبواب والأروقة لسد المدخل. وأعلنت الحكومة المركزية الإسبانية عدم شرعية الاستفتاء ولم يتضح ما إذا كان سيُسمح لمراكز الاقتراع بفتح أبوابها كما هو مقرر عند الساعة التاسعة صباحا. كذلك ذكر شاهد من رويترز، إن قافلة مؤلفة من نحو 30 عربة تابعة لشرطة الحرس المدني ومركبات لا تحمل علامات وشاحنة مليئة برجال الشرطة غادرت ميناء برشلونة في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأحد. وأُرسل آلاف من رجال الشرطة من كل أنحاء إسبانيا إلى كتالونيا لمنع إجراء هذا الاستفتاء المحظور. وتواجه إسبانيا أكبر أزمة في عمر ديمقراطيتها الممتد منذ نحو 42 عامًا، باستفتاء يجري اليوم، على انفصال إقليم كتالونيا، رغم حظر المحكمة الدستورية لذلك الاستفتاء والتهديد بقمع من جانب الشرطة. ومنذ أن انتهت ديكتاتورية فرانكو عام 1975، نجت إسبانيا من انقلاب فاشل وهزمت انفصاليي حركة "إيتا" في إقليم الباسك. وهي الآن معرضة لانفصال إحدى أكثر مناطقها نموًا، وتضم واحدة من أكثر المدن الأوروبية شهرة في العالم، وهي برشلونة. وتصاعد التوتر بين مدريدوبرشلونة منذ أن وافق البرلمان الكتالوني على قانون الاستفتاء يوم 6 أيلول/سبتمبر. وقد أبطله القضاة الدستوريون بعد يومين، مما أعطى أساسًا قانونيًا لأعمال الشرطة والحكومة التي تهدف إلى وقفها. وتولت وزارة الداخلية السيطرة على الشرطة الكاتالونية (موسوس دي اسكوادرا) وأرسلت تعزيزات إلى إقليم تنمو فيه الحركة الانفصالية السلمية حتى الآن. وكتالونيا لها لغتها الخاصة، وهي اللغة الكتالونية، التي كانت مكبوتة تحت نظام فرانكو (1939 – 19745). واليوم هي واحدة من أكثر المناطق تمتعًا بالحكم الذاتي في إسبانيا، إلا أن الأزمة الاقتصادية التي أعقبت عام 2008 والمحاولات الفاشلة لكسب المزيد من السلطات من مدريد أدت إلى تفاقم الاتجاهات الانفصالية. كما تقوم المصالح الاقتصادية بدور في ذلك: إذ إن الكتالونيين يساهمون في الدولة الإسبانية بمبلغ يتراوح بين 8 و 10 مليارات يورو (5ر9-12 مليار دولار) سنويا، ويقولون إنهم عرضة للإهمال في خطط الاستثمار الحكومية. والمجتمع الكتالوني ينقسم تقريبًا إلى نصفين حول مدى تأييد الاستقلال. وقالت الهيئة الانتخابية التابعة لحكومة كتالونيا في تموز/يوليو الماضي إن 45% فقط من سكان الإقليم يشعرون بأنهم كتالونيون أكثر من كونهم إسبان، بينما تعهدت البقية بولاءات مختلطة أو الولاء الخالص لإسبانيا. ومن المرجح أن يجتذب استفتاء اليوم الأحد معظم الناخبين الموافقين على الاستفتاء فى الغالب، ونظرًا لأنه سيكون من الصعب ضمان التصويت المنظم والفرز الموثوق به، فإن الكثيرين يرون أنه يمثل أكثر من مجرد عمل رمزي للتحدي الذي سيقاس النجاح فيه من خلال أرقام المشاركة. وشارك نحو 2.3 مليون شخص – أي نسبة إقبال بلغت 36 % – في الاستفتاء الأخير غير المصرح به في عام 2014. وفي هذا الاستفتاء، يرغب الانفصاليون في تجاوز حاجز المليونين. لكن هذه الرغبة غير مضمونة في ظل الإجراءات المعرقلة للاستفتاء من جانب الحكومة الإسبانية. Share this on WhatsApp