وجه الشاعر الدكتور جنيد محمد الجنيد رئيس اللجنة التحضيرية لاتحاد أدباء و كتاب الجنوب رسالة إلى قادة الجنوب في الخارج بمناسبة ذكرى يناير هذا نصها: حضرات السادة قادة الجنوب في الخارج المحترمون وأنتم هناك موزعون في الشتات،تدركون جيدا ركام معاناة السنين العجاف ومرارة الحياة التي مر بها شعب الجنوب،حتى أصبح منطويا طيلة عقدين على جرحه،والجوع يشحذه على قارعة الطريق دون رحمة، متكئا على عصا الصبر ، منتظرا ساعة فرج قادمة تحمل مفتاح الخلاص- النصر.. سنينا ..سنينا وشعب الجنوب يطارد معجزة علّها تجيء وتخلصه من غابة الوحوش الكاسرة التي التهمته والتهمت خيراته وأكلت الأخضر واليابس وابتلعت كل ما في جوف أرضه من ثروات.. سنينا..سنينا وكل ما حول جنوبنا- من قبل لاينبئ بشيء يحمل بصيص بشارة أو بارقة أمل تندي قليلا من عطشه الذي يتشربه في صحارى لا تمر بها قوافل تنقذه من بئر رموه فيها إخوته الذين توهموا أنهم الأصل وأن الجنوب فرع،وهم بأفعالهم هذه ليسوا أصلا إطلاقا.. سنينا..سنينا ومعاول هدمهم لم تتوقف لحظة في تغيير ملامح الجنوب..حاولوا شطب كل شيء يشير إلى ثقافة الجنوب، إلى عاداته وتقاليده ،إلى معالمه التاريخية، إلى أعلام الجنوب وأدبائه ومفكريه، إلى حقيقة الجنوب،إلى شهداء الجنوب، إلى خارطة الجنوب ،إلى مسمى الجنوب..ورغم كل أفعالهم تلك إلا أنهم لم يتمكنوا،ولن يتمكنوا أبداً من إحداث تغيير أو اختراق في هوية وانتماء شعب الجنوب، أو القضاء على شعب الجنوب الذي ظل يقاوم أساليبهم الاحتلالية الماكرة والمتخلفة بأسلوب ثوري متفرد الإبداع ومقاومة سلمية تدل على عقل جنوبي منفتح على العصر يحمل إرثاً مدنيا عظيما عبر تاريخه الثري الموغل في الحضارة.. وأنتم هناك موزعون في الشتات – بالتأكيد – يلوح أمامكم الآن مشهد الداخل الذي يرسم ملامحه شعب الجنوب في مليونيته العظيمة، في هذا اليوم من شهر يناير الذي كان في زمن مضى ذكرى أليمة لعبثية المزاج السياسي ،أنذاك، تمر علينا بظلالها السود، فانسحبنا منها وحولنا بقدراتنا الحرة تلك الذكرى إلى فرح جميل نطل منه على أفق أزرق يأخذ قلوبنا بيضاء نقية كالبلور على أجنحة السلام،لنسمو تسامحاً ونتعانق تصالحاً ونرقص على إيقاع انتصاراتنا التي تحمل تباشير استقلالنا القادم لامحالة.. وأنتم هناك موزعون في الشتات يتطلع إليكم شعبنا في الجنوب في هذه الذكرى العظيمة البهية الآن على شعبنا، في أن ترسموا لنا مشهدا قياديا موحداً قوياً يتناغم مع مشهد الداخل المليوني لتكتمل لوحة الفرح بكل ألوان الطيف الجنوبي.. لا نريد لأحد أن يكون خارج المشهد .. لا نريد لأحد أن يكون خارج المشهد.. الجنوب يتسع لجميع أبنائه.. وليكن هدف الجميع التحرير والاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية المدنية الكاملة السيادة.. د.جنيد محمد الجنيد رئيس اللجنة التحضيرية لاتحاد أدباء وكتاب الجنوب