شاركت الطالبة البريطانية آنا دياموند، في حديثها إلى وسائل إعلام متعددة، اليوم السبت، تفاصيل التعذيب النفسي المروع الذي تعرضت له عندما اعتقلت في أحد سجون إيران، بتهمة التجسس لصالح المملكة المتحدة. ولا تزال دياموند المولودة في إيران، والتي انتقلت إلى فنلندا في الرابعة من عمرها، قبل أن تنتقل إلى بريطانيا بجواز سفر إيراني – فنلندي مزدوج، تعاني من كوابيس تجربتها الفظيعة في سجن إيفين بطهران، بعد اعتقالها بزعم التجسس. وتقول الطالبة البالغة من العمر 24 عاماً، إن السلطات الإيرانية اعتقلتها فور هبوطها إلى مطار طهران، قبل 3 سنوات، حيث طُلب منها تسليم هاتفها وكمبيوترها المحمول. رقابة صارمة عاشت دياموند، وفق صحيفة "دايلي تلغراف"، تحت رقابة صارمة من قبل ميليشيات الحرس الثوري، لأكثر من عام، بعد العثور على صور لآنا مع رئيس الوزراء الحالي بوريس جونسون، وسلفه ديفيد كاميرون، قبل أن تُحال إلى المحكمة لمواجهة التهم ال 52 التي وجهتها إليها الحكومة الإيرانية، والتي كان من الممكن أن تؤدي ثلاثة منها إلى عقوبة الإعدام. وقالت دياموند للمرة الأولى منذ عودتها بعد قضاء فترة في سجن إيفين، إلى المملكة المتحدة: "كنت شخصاً نشطاً جداً في حملة بوريس جونسون، والتقطت الكثير من الصور معه، ثم حضرت مؤتمراً لحزب المحافظين". وتابعت "أخبروا والدي أننا لن نتعرض لأي أذى على الرغم من كوننا "جواسيس MI6″ طالما أننا نعمل كعملاء مزدوجين، وقالوا إن لديهم العديد من الأشخاص مثل حالتي في جميع أنحاء العالم". سجن إيفين وواجهت دياموند مشكلة عدم التحدث باللغة الفارسية أثناء الاستجواب، فتم إحضارها إلى سجن إيفين سيء السمعة في طهران، حيث توجد نازانين زاجاري راتكليف، وهي سيدة بريطانية إيرانية حوكمت بالسجن لمدة خمس سنوات بعد اتهامها بالتجسس أيضاً. ولدى سؤالها عما إذا كان الحرس الثوري الإيراني قام بتعذيبها أثناء اعتقالها، قالت آنا: "هذا يعتمد على كيفية تعريفك للتعذيب. حيث أنه في بعض الأحيان، كنت أراهم ينهالون بالضرب على إحدى السيدات المعتقلات". ضغط نفسي واعترفت آنا أيضاً بأن النضال النفسي الذي واجهته أثناء الحبس، جعلها تشعر بالراحة عند استجوابها، وتابعت: "هذا يبدو جنوناً ولكني كنت أحب الذهاب إلى الاستجواب لمجرد إخراج نفسي من الحبس الانفرادي. أريد حقاً أن أؤكد على مدى الضغط النفسي الذي شعرت آنذاك". ووفقاً للصحيفة، بقيت آنا في عزلة لأكثر من سبعة أشهر، قبل أن يأخذها الحراس في سجن إيفين من زنزانتها ويجبروها على ركوب سيارة وهي مكبلة اليدين إلى الصحراء خارج طهران. وتقول دياموند: "كنت عنيدة جداً وأرفض أن أتحدث ولم أعترف بأي شيء، ولن أخبرهم بما يريدون أن يسمعونه، كنت أفكر في أنني إذا مت فأريد أن أموت كشخص لم ينحن أمام اعتراف كاذب، وأيضاً من المعروف أنه إذا اعترفت، فسيضعونك على شاشة التلفزيون، ثم يقتلوك". توتر وهلع وبحسب رواية آنا، فإن الحارس أخبرها في النهاية، أنه "لم يكن لديه وقت لإعدامها" وأعادوها إلى سجن إيفين مرة أخرى، إلى أن نجح جدها، وهو رجل دين بارز في إيران، في دفع كفالة معينة، فنُقلت إلى المستشفى، حيث تم تشخيص حالتها بأنها مصابة باضطرابات في القلب. وعقب إطلاق سراحها، تقول آنا إنها عينت محامياً لإسقاط تهمها من عقوبة الإعدام إلى عقوبة السجن لمدة 10 سنوات. ومع ذلك، استمرت في محاولة إعلان براءتها، وطلبت مساعدة المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، إلا أنه لم يفعل شيئاً. وأضافت آنا "بعد عودتي إلى المملكة المتحدة، انتهى بي المطاف في المستشفى لمدة ثلاثة أشهر. خضعت لعملية جراحية في القلب، وقال طبيبي إن ذلك جاء نتيجة تعرضي لفترات طويلة من التوتر والهلع والضغط النفسي الرهيب".