قال مراسل الجزيرة في عدن إن شخصاً على الأقل قُتل وجرح اثنان آخران برصاص عشوائي أثناء فتح قوات الأمن الطرقات التي أغلقت بعد محاولات لفرض عصيان مدني، وفي الأثناء يزور الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي عدن بعد ثلاثة أيام من الاشتباكات بين أنصار الحراك الجنوبي وقوات الأمن. وبث ناشطون صوراً على الإنترنت تظهر انتشار قوات الأمن بعد قطع مسلحين من الحراك الجنوبيطرقات وإحراقهم مقرين لحزب الإصلاح في عدنوالمكلابحضرموت وكذلك محال تجارية. وتأتي أعمال العنف هذه بعد مقتل عدد من الأشخاص برصاص قوات الأمن في اشتباكات يوم الذكرى الأولى لتولي الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي السلطة الخميس الماضي. وقال مراسل الجزيرة إن الرئيس اليمني وصل إلى عدن أمس السبت في زيارة مفاجئة تأتي بعد ثلاثة أيام من الاشتباكات بين أنصار الحراك الجنوبي، الذي يدعو إلى الانفصال عن الشمال، وقوات الأمن وحزب التجمع اليمني للإصلاح المؤيد للوحدة الوطنية. ووقعت أعمال العنف هذه بعد يومين من مقتل ستة أشخاص في اشتباكات واكبت مظاهرات انفصالية بجنوب اليمن الذي يسعى قياديون جنوبيون إلى فصله عن الشمال. وقال مصدر أمني إن مواجهات اليمن بدأت عندما تدخل الجيش لفتح طرق أغلقها انفصاليون موالون لرئيس اليمن الجنوبي السابق علي سالم البيض، مؤكدا مقتل شرطي وجرح آخر برصاص الانفصاليين، وأضاف أن مسلحين انفصاليين انتشروا حينها في عدد من المباني، وفتحوا النار على الجيش فبدأت الاشتباكات. ووفقا للمصدر ذاته, فإن العشرات من أنصار البيض أغلقوا الطرق بالإطارات المشتعلة, واشتبكوا مع الجيش في خور مكسر والمعلا والشيخ عثمان ودار سعد بعدن. وذكر مصدر طبي أن عنصرا من الحراك الجنوبي قتل بالرصاص في المواجهات، في حين أفاد شهود بأن عنصرا آخر من الحراك الجنوبي قُتل برصاص الأمن في غيل باوزير التي تقع قرب مدينة المكلا، مركز محافظة حضرموت التي شهدت احتجاجات مماثلة لاحتجاجات عدن. وفي المكلا نفسها -التي شهدت أمس غلقا للطرق مثلما حصل في عدن- أحرقت عناصر من الحراك مقرا لحزب الإصلاحومحال تجارية، وفق ما قاله الحزب وشهود. من ناحية أخرى، قال محافظ البيضاء الظاهري الشَدّادي إنه تم التوصل إلى اتفاق يقضي بإجلاء مسلحي تنظيم القاعدة من منطقة المَناسِح بالمحافظة، مقابل توقف الجيش عن عملياته في المنطقة التي شهدت معارك شرسة بين الجانبين الشهر الماضي. وأعلن الشدادي خلال مهرجان شعبي في هذه المنطقة أنها أصبحت تحت سيطرة الدولة بعد أن كانت معقلا للتنظيم في وسط البلاد. ويلقي التوتر في اليمن بظله على أفق الحوار الوطني المنتظر, حيث كان فصيلان من الحراك الجنوبي قد قررا المشاركة في الحوار الذي يفترض أن ينطلق يوم 18 مارس/آذار المقبل في إطار تنفيذ اتفاق انتقال السلطة والسعي لحل مشكلات البلاد الكبرى مثل القضية الجنوبية والتمرد الشيعي في الشمال، فضلا عن تعديل الدستور. يأتي ذلك بينما لا يزال قسم كبير من الحراك يرفض الانضمام إلى الحوار، ولا سيما الفصيل الذي يتزعمه علي سالم البيض المقيم في المنفى. وهدد مجلس الأمن بفرض عقوبات على أي طرف يعرقل المرحلة الانتقالية في اليمن.