قال رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف بنيامين نتنياهو الاثنين إن إيران لم تتخل قط عن سعيها لامتلاك أسلحة نووية، وإن إسرائيل لن تسمح لها أبدا بصنعه، في وقت اتهم فيه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف تل أبيب بالوقوف وراء الهجوم، الذي استهدف مفاعل نطنز النووي الأحد. وفي تصريحاته للصحافيين بينما كان وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن يقف إلى جانبه، لم يعلق نتنياهو على اتهام إيران لإسرائيل بتخريب موقع نطنز النووي الإيراني، لكن مسؤولين استخباراتيين سرّبوا إلى وسائل الإعلام الإسرائيلية أن جهاز الأمن الخارجي الإسرائيلي (الموساد) يقف وراء تفجير مفاعل نطنز، وأن الولاياتالمتحدة كانت على علم بذلك.
وقال البيت الأبيض الاثنين إن الولاياتالمتحدة لم تشارك في أي هجوم على موقع نطنز النووي الرئيسي في إيران، وليس لديها تعليق بخصوص التكهنات عن سبب الواقعة.
ووصف وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس الاثنين ما سماه ب"فضيحة التسريبات" حول الهجوم المنسوب لبلاده على منشأة نطنز النووية الإيرانية ب"الخطيرة". وقال غانتس إنه طالب جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) بفتح تحقيق في تسريب تقارير عن هجمات ضد إيران منسوبة لإسرائيل.
وأضاف وزير الدفاع الإسرائيلي "هذا أمر خطير (التسريبات) للغاية يضر بقواتنا ويضر بأمن دولة إسرائيل ومصالحها. هذه فضيحة لا مثيل لها".
وألمح غانتس إلى أن تلك التسريبات جاءت من ناحية القيادة السياسية وجهاز الأمن الخارجي (الموساد)، بشكل غير معتاد ومخالف لسياسة الغموض، التي تنتهجها إسرائيل منذ سنوات في ما يتعلق بعملياتها العسكرية خارج البلاد، وهو ما دفع طهران إلى التهديد بالانتقام من إسرائيل.
بيني غانتس: التسريبات حول الهجوم على منشأة نطنز النووية خطيرة
وحمّل وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف رسميا إسرائيل مسؤولية "العمل التخريبي" الذي لحق بمنشأة نطنز النووية، في محافظة أصفهان وسط البلاد فجر الأحد، متوعدا ب"الانتقام".
ونقلت وكالة فارس الإيرانية عن ظريف القول إن مسؤولي إسرائيل كانوا قد أعلنوا بصراحة أنهم لن يسمحوا بأي تقدم على صعيد رفض الحظر عن إيران، مضيفا أنهم يعتقدون بأنهم حققوا أهدافهم، لكنهم سيتلقون الرد بالمزيد من تطوير الصناعة النووية في إيران.
وموقع نطنز لتخصيب اليورانيوم، الذي يقع معظمه تحت الأرض، واحد من عدة منشآت إيرانية يراقبها مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة.
ولا تزال تفاصيل الحادث غير واضحة. وأعلن المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي في تصريحات متلفزة، أن التعطل وقع في ورشة عمل خارج المنشأة الرئيسية. وقال إنه لم تحدث وفيات، وإن عمليات التشغيل لم تتوقف أبدا.
وفي بداية يوليو، أصيب مصنع تجميع أجهزة الطرد المركزي المتطور في نطنز بأضرار بالغة بسبب انفجار غامض. وخلصت السلطات إلى وقوع "تخريب"، "إرهابي" المصدر، لكنها لم تنشر حتى الآن نتائج تحقيقاتها. وحذرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية إسرائيل والولاياتالمتحدة حينذاك من أي عمل عدائي ضدها.
ويأتي الحادث غداة تشغيل عدد من أجهزة الطرد المركزي الجديدة في مجمع الشهيد أحمدي روشان في نطنز، أحد المراكز الرئيسية للبرنامج النووي الإيراني. وأجهزة الطرد المركزي هذه محظورة بموجب الاتفاق النووي الموقع في 2015.
وافتتح الرئيس الإيراني حسن روحاني في مراسم افتراضية السبت مصنعا لتجميع أجهزة الطرد المركزي في نطنز، وأصدر في الوقت نفسه أمرا بتشغيل أو اختبار ثلاث مجموعات جديدة من أجهزة الطرد المركزي.
وتؤمن أجهزة الطرد المركزي الجديدة هذه لإيران إمكانية تخصيب اليورانيوم بشكل أسرع وبكميات أكبر، بحجم ودرجة تكرير محظوريْن بموجب الاتفاقية المبرمة في 2015 في فيينا بين الجمهورية الإسلامية والأسرة الدولية.
استخباراتيون سرّبوا إلى وسائل الإعلام الإسرائيلية أن جهاز الأمن الخارجي الإسرائيلي (الموساد) يقف وراء تفجير مفاعل نطنز ويأتي الاستهداف الجديد لمنشأة نطنز النووية في وقت استأنفت فيه طهران في فيينا التفاوض من أجل إحياء الاتفاق النووي بمشاركة الولاياتالمتحدة غير المباشرة.
وتعارض إسرائيل بشدة عودة الولاياتالمتحدة إلى الاتفاق النووي مع إيران، وقالت في وقت سابق إن الاتفاق الجديد لن يلزمها ما لم يتضمن مطالبها.
ولا يستبعد مراقبون أن تبادر تل أبيب إلى اعتداء جوي وصاروخي بعيد المدى، تستهدف من خلاله نقاطا محددة داخل إيران، ومنها أهداف معدّة لمواقع ومنشآت نووية، فتدمر بهذه الضربة المنشآت النووية الإيرانية الأكثر قدرة من ناحية الإمكانية والتوقيت على تصنيع قنبلة نووية، وبعد ذلك ستجد أن عودة واشنطن إلى الاتفاق النووي لن تكون مزعجة لها، على الأقل في المدى المنظور.