هي فعلا الأمور لا تزال مبعثره في اليمن – والأسباب كثيرة وبعضها تدخل في نطاق الطبيعي جراء اعادة تشكيل سياسة البلاد وترتيب وضع بناء الدولة على حساب عدد لا يستهان به من شطب والغاء مصالح مراكز القوى واصحاب النفوذ في البلاد .. الأمر الذى اوجد عند المتضررين ردود فعل غاضبة وافعال كيديه ومواجهات وسخط وعدم رضاء .. لكن السواد الأعظم من الناس بداء يحس ويلمس تقدما ملحوظا في اتجاه صناعة مستقبل جديد لليمن .. القضية الجنوبية هي الأخرى تتعرض هذه الايام لما يشبه الملل والسبب ان نتاج الحراك الشعبي في الميدان لم يستطع احدا ان يستخرج منه الزبدة او ما ينفع تطور القضية نفسها ويدفعها الى مراحل متقدمة من العمل السياسي الخلاق – وبما يقنع الشارع ان جهودهم لم تذهب سدا .ويشعرهم بالرضاء. ان آلية استخراج الزبدة في الحراك الجنوبي شبه منعدمه تماما – وان كنا قد عقدنا الأمل في قيادات الشتات المبعثرة فترة طويلة لكن هذا الأمل المعقود او بالأصح حسن النيه تجاه هذه القيادات قد ذهب سرابا ولم تكن في محلها على الاطلاق واثبت الواقع ان هذه القيادات تسببت في حرق المراحل واهدار الطاقات ان هذا الحراك سيعيد نفسه من جديد وفي حراك وحراك جديد حتى ينتج من داخله قيادة قادره على استخراج زبدة هذا العمل – واستثماره الاستثمار الوطني الأمثل – بمايواكب المرحلة والأمكانات المتاحة . صحيح ان بعد كل عمل وجهد يبذل هناك مخلفات وهناك ركام وهناك توالف وهناك ترسبات عالقة وهناك ضحايا وهناك تضحيات وهناك جهود وافكار تنظر التقييم وتقديم الشكر والثناء وان كان العمل الوطني لايقبل دفع الأجور المادية الا ان التطور والتقدم وملامسة النتائج تعد اجورا عاليه عند كل فآت الشعب بكافة شرائحهم الاجتماعية . وفي هذا المعنى فان اعادة ترتيب الصفوف وتصحيح الاخطاء – والاعتذار للضحايا والغارمين الذين تكبدوا خسائر فادحة جراء اساليب العصيان الطويلة والتصرفات العنيفة وغير المسئولة والانتظار الممل– وعدم تكرار الأخطاء سيكون سببا منطقيا لعودة حركة الحراك في الشارع مرة اخرى في جو يحفر الآخرين على تقديم التضحيات من جديد – لكن في مثل هذه الأحوال لن يكون هذا مقبولا ولا مجديا مالم تاتي قيادات جديده مخلوقة من الميدان نفسه ومصنوعه من معانات الناس في الجنوب يتم تشكيلها من كافة طبقات المجتمع من دون استثناء .والغاء تدخل القيادات الفاشلة .بكل عناوين مزايداتهم وشطحاتهم غير المنطقية .وبضاعتهم الراجعة من الاسواق .