لم تصمد الهدنة في صيدا، خصوصاً في منطقة عبرا وضواحيها، حيث اشتعلت امس الجبهة مجدداً ولكن هذه المرة بين مسلحي الشيخ احمد الاسير، امام مسجد بلال بن رباح، والجيش اللبناني، ودارت اشتباكات عنيفة في منطقة عبرا وحارة صيدا استخدمت فيها الاسلحة والقذائف الصاروخية. وقال مصدر امني لبناني ان ستة من الجيش أحدهما ضابط سقطوا، إضافة إلى اصابة اكثر من 19 بجروح. في وقت ترددت معلومات عن مقتل مسؤول الامن الشخصي للاسير. وقام الجيش بارسال تعزيزات إلى المنطقة ونجح في تنفيذ طوق امني حول مسجد بلال بن رباح، بعد إسكات مصادر النيران التي كانت تطلق من بعض الابنية المحاذية للجامع. وبدأت الاشتباكات بين جماعة الاسير والجيش عند حاجز للجيش قرب الجامع في عبرا، على خلفية توقيف الجيش لسيارة فيها مرافقون للشيخ الاسير من بينهم شقيقه، مما دفع مسلحي الاسير إلى اطلاق النار باتجاه مراكز الجيش في المنطقة، كما طالت عمليات قنص كل من يمر بآلية عسكرية في المحيط، مما أدى الى احتراق احدى آليات الجيش، وهرعت سيارات الاسعاف الى المكان لإنقاذ المصابين في داخلها. وكان لافتاً ظهور ملثمين مسلحين انتشروا في حارة صيدا ومداخلها، كما قاموا بقطع طريق البوليفار البحري الذي يربط بيروت بصيدا وبالجنوب. الاسير يدعو للانشقاق ودعا الأسير عبر حسابه على تويتر جميع مناصريه في جميع المناطق للتوجه فوراً إلى صيدا لنجدة احوانهم الذين يتم قتلهم من قبل حزب الله والجيش اللبناني، حسب زعمه، داعياً العسكريين السنة إلى الانشقاق. في المقابل، اكد مصدر عسكري ان لا انشقاقات داخل الجيش، وان ما ينقل عبر مواقع التواصل الاجتماعي هو مجرد اكاذيب واضاليل لا تستحق الرد. في حين نقلت «رويترز» عن مصدر أمني آخر قوله ان الجيش اتخذ قراراً بالضرب بيد من حديد كل المسلحين الذين يجدهم على الأرض مستعيناً بفرق من المغاوير. وقالت قيادة الجيش إنها لن تسكت عمّا تعرّضت إليه سياسياً أو عسكرياً، وشدّدت على مواصلة مهمتها لقمع الفتنة في صيدا وغيرها من المناطق، وستضرب بيد من حديد كل من تسوّل له نفسه سفك دماء الجيش، وسترد على كل من يغطي هؤلاء سياسياً وإعلامياً. ودعت قيادة الجيش قيادات مدينة صيدا السياسية والروحية إلى التعبير عن موقفهم علناً وبصراحة تامة، فإما أن يكونوا إلى جانب الجيش لحماية المدينة وأهلها وسحب فتيل التفجير، وإما أن يكونوا إلى جانب مروّجي الفتنة وقاتلي العسكريين. حركة نزوح كثيفة وناشد اهالي المنطقة المعنيين بهدنة للهروب من المنازل، خصوصاً بعد اشتداد حدة المعارك. وسجلت حركة نزوح كثيفة للسكان من الاحياء المجاورة لمنطقة الاشتباك، في السيارة أو سيرا على الاقدام، وهم يحملون اكياساً وبعض الامتعة التي تم تحضيرها على عجل، متوجهين إلى قرى شرق صيدا او إلى منطقة جزين. في وقت أقفلت فيه المحال التجارية، وشلت الحركة في الشوارع. وشهدت شوارع عديدة في بيروت وطرابلس حرق اطارات وتجمعات متضامنة مع جماعة الاسير في صيدا. ميقاتي يدعو إلى الحكمة من جهته، دان رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي «التعرض للجيش»، داعياً «الجميع الى الالتفاف حول المؤسسة العسكرية ودعم مهمتها في حفظ الامن والاستقرار وعدم الانجرار وراء محاولات تفجير الاوضاع». مناشداً الجميع الحكمة والتروي وعدم اطلاق المواقف الانفعالية. من جانبه، دعا رئيس الحكومة المكلف تمام سلام: القوى السياسية الى مؤارزة الجيش لوضع حد للصدامات. ومن تداعيات الاشتباكات, انقطع التيار الكهربائي عن جميع المناطق اللبنانية بما فيها بيروت الإدارية امس، واعلنت مؤسسة كهرباء لبنان ان سبب الانقطاع هو انفصال معمل الزهراني بكامله عن الشبكة الكهربائية العامة بفعل تعطل خطي الزهراني- عرمون اللذين من المرجح أن يكونا أصيبا خلال الأحداث في صيدا، وتعذر وصول الفرق الفنية للكشف ميدانيا على الوضع.