ما من شك ان الجنوب في المرحلة المقبلة سوف يشهد مواجهة للمخاطر المحدقة به والتي باتت وشيكة في نظر غالبية المحللين والمراقبين عربيا واقليميا ودوليا وفقا لكل التداعيات والمعطيات الراهنة التي تشهدها المنطقة برمتها. ان هذه المخاطر المحاكة من قوى عربية واقليمية ودولية مساندة لنظام الاحتلال بصنعاء تستهدف الجنوب سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وتاريخيا , وذلك بغية ابقاء الجنوب تحت براتن الاحتلال,عبر اجندة معدة سلفا تهدف الى فرض الوحدة بالقوة بالشكل الفدرالي تحقيقا لمصالحها,حيت مارسة تلك القوى الصمت والتعتيم الاعلامي المحكم والمتعمد في سياستها الاعلامية تجاه القضية الجنوبية وانتهاجها اسلوب الزيف والتضليل الاعلامي لتتمكن من تضليل الرأي العام العربي والاقليمي والدولي لمضمون القضية الجنوبية وخلق صورة مشوهة للجنوبين المطالبين بحقهم باستعادة دولتهم بوصفهم تارة بالانفصالين وأخرى بالارهابين ,الاان هذا النهج الذي اتبعته في سياستها الاعلامية تجاه قضيتنا لم يكلل بالنجاح وهذا يعود لصمود شعبنا على الواقع من خلال فعالياته المليونية المتتالية والتي وجه شعبنا رسائله المباشرة الى شعوب العالم بأسره والمنظمات الدولية متمسكا بحقه المشروع المكفول له وفقا لقرارات الشرعية الدولية , وبالرغم من فشل سياستها الاعلامية هذه الا اننا نجدها اليوم تسعى للقيام بمحاولة اخرى بالاستعانة باطراف سياسية في نظام الاحتلال بصنعاء في تاديتها وهذا ماظهر جليا وواضحا في التقرير الصادر من مركز الدراسات لقناة الجزيرة في هذا الوقت بألذات ,لخلق حالة من الاحباط والانكسار لدى المواطن الجنوبي للقبول بمشروع الدولة الفدرالية . وهنا نرى قناة الجزيرة انحرفت عن مسارها الاعلامي واتخاذها موقفا سياسيا فاضحا ضد شعب الجنوب وقضيته العادلة ,فلا غرابة في ذلك اذ سبق لها وان تبنت الجزيرة هذا الاسلوب في دول عربية عدة ابتعدت فيها عن دورها الاعلامي ومارسة دسائسها في خلط الاوراق وزرع الفتن لتحقيق اجندة سياسية تخدم قوى خارجية . ومايتعلق بما نشره مركز الجزيرة للدراسات لايعد تقرير لسيناريو اعلامي تسعى لتنفيذه قناة الجزيرة ,بل يعد سيناريو لمؤامرة تحاك ضد الجنوب بدعم ومساندة لنظام انشئها قائما على المؤامرة فقد نقلت صحيفة (يديعوت احرانوت) ان الحكومة الاسرائيلية تقدمت بالشكر لنظام هذه الدولة على ماقدمته من خدمة لدولة اسرائيل في سوريا