شهدت مناطق جنوبية عدة, أمس, بينها حضرموتوعدن تظاهرات شارك فيها الآلاف في إطار ما يسمى "الهبة الشعبية", احتجاجاً على مقتل شيخ قبيلة الحموم زعيم حلف قبائل محافظة حضرموت سعد بن حربيش العليي برصاص قوات الأمن مطلع ديسمبر الجاري بمدينة سيؤون شرق اليمن, في وقت انقطعت شبكة الاتصالات والإنترنت عن معظم مناطق الجنوب. وأرجعت وزارة الاتصالات ذلك إلى اعتداءات تخريبية في شبوة وعمران ومأرب, أدت إلى خروج الشبكة الوطنية للاتصالات عن الخدمة في محافظات مأرب والجوف وحضرموتوشبوة وأبين وعدن وعدد من المناطق والمديريات في المحافظات الأخرى. وقال مصدر محلي إن مسلحين قبليين هاجموا النقاط الأمنية التي تحمي الشركات النفطية في منطقة المسيلة, كما سيطروا على مركزين للشرطة في منطقتي دوعن والقطن بحضرموت. وفي عدن, قال مصدر أمني ل"السياسة" إن مسلحين مجهولين حاولوا اقتحام سجن المنصورة الذي يوجد فيه 28 سجيناً من تنظيم "القاعدة" إلا أن قوات الأمن أفشلت محاولتهم, فيما وزع عناصر من "الحراك الجنوبي" منشورات لمطالبة قوات الجيش والأمن بمغادرة أرض الجنوب, وأمهلتهم 10 أيام, في الوقت الذي أعاد فيه آخرون من عناصر الحراك البراميل التشطيرية إلى نقطتي سناح وكرش بمحافظة الضالع, وأغلقوا بعض المنافذ البرية المؤدية إلى عدن لساعات عدة. واتهم رئيس المجلس الثوري بمحافظة حضرموت عضو مؤتمر الحوار صلاح باتيس السلطات بقطع شبكة الاتصالات والإنترنت عن حضرموت, كما هاجم بشدة قناة "عدن لايف" المملوكة لعلي سالم البيض. وقال باتيس ل"السياسة" إن من يتابع "عدن لايف" سيجدها تنشر الإشاعات والأخبار الكاذبة لتؤجج الصراع وتفجر الأوضاع في حضرموت, مشيراً إلى أنها "لم تذكر حلف قبائل حضرموت الذي دعا إلى الهبة لأن موقف قبائل حضرموت وبياناتهم الصادرة أول من أمس, وتنفيذ الهبة وسلميتها لا يخدم أهداف القناة ولا من يقف وراءها لذلك هي تنشر كل ما يتعلق بالخروج عن الإجماع الحضرمي وتفجير الوضع عسكرياً وتنسبها لقبائل الحموم فقط". ولفت إلى أن حلف قبائل حضرموت الذي أعلن عن الانتفاضة كان حدد أماكنها وطبيعتها وأنها سلمية وأوقات التظاهر وأنها حقوقية, مؤكداً "أنهم لا يريدون التدخل من أي طرف يريد أن يستغل هذه الهبة التي تهدف إلى تحقيق مطالب أبناء حضرموت لإعطاء المحافظة حقها الكامل وتمكين أبنائها من إدارة شؤون المحافظة لأنهم همشوا خلال الفترة الماضية". في المقابل, أكد مستشار الرئيس لشؤون الدراسات والبحث العلمي فارس السقاف أن "ما يجري حالياً في حضرموت هو ركوب الموجة التي خلفها مقتل العليي والانطلاق من حضرموت على اعتبار أن ما تم في عدن والضالع كلها محاولات باءت بالفشل, وهذه وسيلة غير نزيهة أو صحيحة وغاية ملتبسة تحت راية استعادة الدولة والانفصال والتحرر من الاحتلال". وقال السقاف إن "من يقفون وراء الهبة, بدأوا الخطة انطلاقا من حضرموت على أساس أنها محل مطمع إقليمي تتقاطع فيها مصالح هؤلاء مع مصالح إقليمية واستغلوا الفرصة وركبوا الموجة". وأكد "أن مصير هذه الهبة سيكون الفشل لأن ليس بها أي مقومات للنجاح لا وطنياً ولا إقليمياً ولا دولياً ومن يقودها لم تتوافر لديه مقومات النجاح والنزاهة, كما أن هادي مد يده إلى هؤلاء وقبل انطلاق تلك الهبة ووعد بتحقيق مطالب مشروعة لهم". وأشار إلى أن من أراد الهبة, أراد أن يقتل ويجهز على الحقوق المشروعة لأبناء حضرموت التي يمكن أن تتحقق بالحوار والتفاهم, بدلاً من العنف وأساليب التخريب, مشدداً على أن "أي دولة كانت لن تقبل أن يمارس على أرضها مثل هذا الأمر". ورأى "أن الهبة الحضرمية قد تؤدي إلى تكتل شمالي مقابل, حيث ستساعد شماليين ممن لهم أجندات", موضحاً أن الشماليين سيقولون لهادي "نحن مشاركون في الحوار, أما الجنوبيون فهم يريدون الانفصال ووأد كل جهود الحوار", في الوقت الذي تعتبر الدول الإقليمية غير مهيأة للتجاوب مع هذه الأمور حالياً. وكانت اللجنة الأمنية في حضرموت أهابت في بيان, بالمكونات السياسية والشبابية والنقابية والمدنية استشعار المسؤولية الوطنية ومساندة أجهزتها في ترسيخ الأمن وصون السكينة العامة والسلم الأهلي. ودعت إلى تحلي الجميع بالسلوك السلمي في التعبير عن المطالب بعيداً عن مظاهر العنف والفوضى والتخريب.