اعتبر عضو مؤتمر الحوار الوطني اليمني، صالح البيضاني، أن اختتام اعمال المؤتمر خلال اليومين المقبلين يأتي بعد فشل المكونات السياسية التوصل الى اتفاق، مشيرا الى وجود توجهات رئاسية لإنهائه. وقال البيضاني ليونايتيد برس انترناشونال، اليوم الاثنين "اعتقد أن هناك توجهات رئاسية لاختتام مؤتمر الحوار خلال أيام خوفاً من أن تبتلعه دوامة التداعيات المتعاظمة في المشهد اليمني سياسياً وأمنياً واقتصادياً". وأضاف "أن الإقتراح الذي قدمه المبعوث الدولي جمال بن عمر لمعالجة مسألة عدد الأقاليم وحدودها في الدولة الاتحادية الجديدة المتوافق عليها، يعكس أعلى درجة من التوافق في اللجنة المصغرة لفريق القضية الجنوبية في مؤتمر الحوار الوطني"، مشيراً الى أنه يأتي "لإنقاذ الموقف بعد الفشل في التوصل إلى اتفاق بين المكونات السياسية الرئيسية المشاركة في الحوار". ورأى أن اقتراح بن عمر هو "انحناء أمام عاصفة التطورات السياسية على الأرض وترحيل آخر للمشكلة ونقلها من بين أيدي القيادات السياسية المتصارعة والمتخندقة إلى القيادات الوسطية التي سيتم انتخابها مستقبلا كقيادات للسلطة المحلية في المحافظات والتي سيصبح قرار الانضمام للأقاليم منوطاً بموافقتها". ولفت البيضاني الى ان "مؤتمر الحوار كان يحاول معالجة آثار الصراعات السابقة لكنه كان يسابق الضوء في ظل حدوث صراعات وإشكاليات جديدة على الأرض بعضها تشارك فيه أطراف تجلس على طاولة الحوار بالفعل". وشهد اليمن خلال السنوات ال3 الماضية منذ انتقال السلطة الى الرئيس التوافقي عبد ربه منصور هادي اثر تسوية سياسية رعتها دول الخليج، المزيد من التدهور الأمني وتصعيد المطالبة بانفصال جنوباليمن عن شماله وعمليات اغتيالات طالت المئات من العسكريين والمدنيين. واعتبر البيضاني ان "التدهور سيستمر في ظل تقاسم السلطة الذي تم الاتفاق عليه وفقا لصيغة الرئاسات ال 3 كما هو الحال في لبنان.. مع الفارق أن الرئاسات ال3 المقترحة في اليمن هي نتاج تحالفات وعصبيات حزبية وليست مذهبية وطائفية كما في لبنان". ويهدف مؤتمر الحوار الوطني اليمني إلى وضع حلول ل 9 قضايا تقف وراء أزمات البلاد، بينها قضية الجنوب، وقضية صعدة (شمال)، وبناء الدولة وقضايا ذات صلة بالحقوق والحريات، والعدالة الانتقالية، والتنمية. وكان من المقرر أن تنتهي فعاليات المؤتمر يوم 18 أيلول/ سبتمبر الماضي، لكن الأمانة العامة للمؤتمر قررت التمديد حتى استكمال كافة أعماله، خاصة فريق '8+8′ الخاص بحل القضية الجنوبية، وهي القضية الشائكة بين قضايا المؤتمر، حيث تدعو فصائل بالحراك الجنوبي إلى انفصال جنوباليمن عن شماله