وللمستعمرين -وإن ألانوا .. قلوبٌ كالحجارة لاترقُّ ففي القتلى لأجيالٍ حياة.. وفي الأسرى فداً لهمُ وعتقُ وللحريةِ الحمراء بابٌ..بكلِّ يد مضرجة يدقّ "لا أجتهاد في معرض النص" ، لقد نطقت أشلاءُ الأطفال والشباب والشيوخ في ضالع الصمود فلم تدعً لمتمنطق أو منظر مقالاً…تأتي المجازر المرتكبة ضد شعب الجنوب الأعزل استمراراً وتجديداً لمسلسل القمع الذي تمارسه قوى الأحتلال بمنطق"الوحدة خط أحمر، الوحدة أو الموت، الوحدة معمدة بالدم" . لم يقدم ساسة ((الفيد والغنيمة والتكفير)) أي مشروع أو مخرج يعيد الثقة لشعب الجنوب ويطمأنه سوى شعارات جوفاء عقيمة تجاوزها الزمن، وتوحي بالعجز والهزيمة . وإن كلَّ جنوبي لم يزل يحمل بين جوانحه بصيص أمل بامكانية التعايش مع التتار الجدد فهو واهم وعليه أن يحزم أمتعته ويرحل…مجزرة اليوم هي جرس إنذار يحتم على الكل إعادة ترتيب الأولويات على الصعيدين السياسي والميداني،، ولملمة الفعل الثوري الجنوبي ليقف على مسافة واحدة والفعل السياسي؛ لإعادة صياغة المشهد بوعي تام وترتيب الأوراق للانتقال نحو المستقبل …اليوم تقصف الضالع وأمس المعجلة وغداً مشهد الأشلاء مفتوحاً على مصراعيه، لكن المتأمل في مشهد الدماء اليوم يجد بشارة النصر جلية و أن العدو قد استنفد كل إمكانية البقاء على أرض الجنوب، وبات يخبط خبط عشواء في لحظة أفلاس حقيقي وهو يتماهى مع الجريمة ليس إلا ،، وإن منطق القوة لا يحمل في طياته إلا الهزيمة كما قرأنا في كثير من تجارب الأنظمة التعسفية المستندة على الغلبة، فقوة الأرض الهمجية لا تستطيع الصمود أمام قوة الحق..وإن العسر لا يعقبه الا اليسر…وأن الخصم أدرك نهايته تماماً أمام فجر الجنوب الصادق والمتشكل من دماء الشهداء والجرحى وأنات المعتقلين.. وما مجزرة الضالع إلا "يوم له ما بعده" كما تقول العرب..والله غالب على أمره .