في غضون أقل من 24 ساعة تقهقرت قوة تنظيم القاعدة أمام جحافل الجيش الوطني الباسل ورجال اللجان الشعبية ,لقد تجلى بشكل مثير للدهشه عمقه الهزيل أمام أعيننا كتنظيم إرهابي مسلح خلناه بعبعا لا شيء يقوى على دحره وإلحاق الهزيمة فيه ..ناهيك عن أن يجابهه جيشا منهكا يعيش ذروة تمزقه وانكساره وتشظيه . لن أخوض في التفاصيل الكيفية لوقائع الانتصار الذي حققه الجيش في أبين ,ولاتلك التي هزمت بها القاعدة واندحرت مخلفة وراءها دماراّ هائلا لمدينة كتب لها أن تعيش على حواف الفواجع والنكبات القاصمة ! كثوار سنضع كل شيء جانبا ,ونذهب لمشاركة أبين الجريحة احتفالاتها بجسامة الانتصار الذي تحقق لها على يد جيش الثورة ,وبإسناد حاسم من لجان المقاومة الشعبية المؤلفة من المواطنيين ورجال القبائل . سيكون أمامنا متسع من الوقت لكي نغرد ,ونبترع ونرقص على نحو محموم وصاخب ,ولن يتمكن ثلة الرعاع من إفساد بهجتنا بتخاريفهم الجوفاء التي سيخلتقونها حتما لمواساة خيبتهم ,والتخفيف من هول الصدمة التي تلقوها على إثر الانتصار المدوي لجيش الثورة وقبائلها ,ورجالها على تنظيم أنصار الشريعة الباغي ! أقول ذلك ويقيني قاطع بأن صحافتهم ستلجأ لنشر التخاريف ,لن تنال ماكناتهم الاعلامية شرف الاحتفاء بهذا الانتصار الكبير,فهم يدركون أن لا حق لهم بذلك .وبدوافع انتقامية سيذهبون فقط باتجاه محاولة تعويم الانتصار المدهش للجيش على المجاميع المسلحة ,والتشكيك فيه ..سيجاهدون في لي عنق الحقيقة ,وسيعمدون لاختلاق الأكاذيب والأخبار المفبركة _كعادتهم _ لصرف الناس عن السعي للبحث في واقع التفاصيل الدقيقة لوقائع معركة التحرير الحاسمة ومن يقف وراءها ! أتخيل تخريفا يأخذ شكل " مانشيت عريض " في إحدى الصحف الصفراء مصاغا بهذه اللغة :الإصلاح يوجه أنصار الشريعة بالانسحاب من أبين "لماّرب أحمرية " ! واّخر :جبهة إنقاذ الثورة تكشف عن تبعية اللجان الشعبية لهاوتستنكر محاولات اختطافها واستثمار انتصاراتها لصالح علي محسن والاخوان المسلمون ! أخبارا أخرى على شاكلة أخواتها السابقات أتوقع تواليها على مسامعنا وأعيننا بشكل باعث للفجاجة : المؤتمر نت _على سبيل المثال _ يزعم بأن ألوية الجيش التي خاضت معركة التحرير ضد القاعدة في أبين وانتصرت تعود في أصلها للحرس الجمهوري !لكن " محسن " تحايل على صالح في اواخر التسعينات و "سرقها " ,مستغلا طيبة الرجل وتسامي روحه ! حدث ذلك في إثر هبوط "استثنائي " لجبريل عليه السلام إلى مقر قيادة الفرقة الأولى مدرع في إحدى الليالي المظلمة لإبلاغ " محسن " بما ستكون عليه هذه الألوية من شأن عظيم ذات يوم ,وكيف أنها بعد عقد ونصف ستمثل مفتاح الخلاص لمحافظة جنوبية يجتاحها طوفان الإرهاب المدمر ! ناصحا إياه في ختام اللقاء المقتضب بالبحث عن وسيلة للتحايل على صالح ,واستلاب هذه الألوية وضمها إلى صفوف قواته . خبرا اخر يضاهي أخاه المذكور في القبح والتدليس ربما يتحفنا به موقع " أنصار الله " التابع للحوثي مفاده بأن صباحية الانتصار العظيم للجيش على القاعدة لم تخلقها الصدفة ! وأن الله بالأساس ماكان ليهب النصر لجيش "علي محسن " لو لم يكن السيد عبد الملك _ قدس سره _ هو الذي تقدم بطلب ذلك إلى الله ,وذلك حينما دفعته غيرته على وطنه ,وقلبه الذي يتمزق ألما وحرقة لما اّلت إليه أحوال المجاميع النازحة من أبين إلى تكلف عناء قيام الثلث الأخير من الليل بما يتطلبه ذلك من أعمال شاقة كالوضوء و " دق ركعتين من العيار الثقيل " لله عزوجل يتخللهما ابتهالات صادرة من أعماق الحوثي بأن يمكن الله لجيش يقوده علي محسن ,ولايخذله بجريرة صراعاته القديمة معه ..وبالتالي فلم يكن ثمة من خيارات أخرى أمام الله الناقم على "محسن " ,والذي يعطي اهتماما " خاصاواستثنائيا " لابتهالات الحوثي المباركة سوى الاستجابة ,بحيث لم تكد تمضي ساعات معدودة حتى أمطرتنا وسائل الإعلام بوابل الأنباء التي تتحدث عن ملاحم مثيرة تسطرها ألوية الجيش في زنجبار وجعار ! أخبارا كثيرة وكثيرة نتوقع انهمارها أمام أعيننا كزخات المطر ,لكنها بالتأكيد لن تتمكن من إفساد لذة الانتصار التي تناغي مسامات أعماقنا الان ,ولن يكون بمقدورها _ مهما فعلت _ ذر رماد التدليس في عيون الحقيقة التي تفيد بأن اللواء الركن علي محسن صالح كان "رجل معركة تحرير أبين ..بلامنازع " ..!