لقد ثرنا ضد الاستبداد والفساد, ليس لأننا محبطين؛ جراء حاجتنا لرغيف الخبز, أو أننا يائسين كما يروج البعض؛ بل لأننا استوعبنا ضرورة المفاضلة والاختيار بين: العيش حياة قد تكون قصيرة (جسداً وزماناً), ولكنها عميقة المضمون والدلالة والنتائج, بالمعيار الإنساني والوطني؛ فهي مُسيَّجة بالحرية والكرامة والعزة. وبين كُلفة حياة طويلة زمنياً, ولكنها مجردة عن الإنسانية, ومكبلة بالعبودية والمذلة والخنوع؛ فاخترنا الأولى. فعلى سبيل المثال: لم يكن كاتب هذه السطور يعاني من ضيق العيش وشظفه, ولم يكن قانطاً ولا يائساً؛ بل كان, ومازال, في قمة الثقة والأمل والتفاؤل بتحقق حياة إنسانية كريمة وعزيزة له, ولكل اليمانيين واليمانيات. لذا؛ فقد قررنا وشبابنا التضحية والعيش حياة, قد تكون قصيرة, وتبدو مرتفعة المهر والكُلفة, ولكنها, واقعاً ونتاجاً, تجسد الحرية والكرامة والعزة, لنا ولأجيالنا من بعدنا. فثورتنا, إذن, ليست ثورةً باحثة عن رغيف خبز رغم ضرورته, أو (هروب من حياة ميئوس منها), بل إنها ثورةٌ ترفض الظلم والفساد والاستبداد ابتداءً, وتنشد الحريةَ والكرامةَ والعزةَ انتهاءً. يا هؤلاء: إن المُحبط واليائس ينتحر ولا يثور, بينما الثائر يضحي وقد يستشهد ليحيا غيره من بني وطنه, (أولاداً وأحفاداً). لذا فقد أكدنَّا, وذَّكرنا مراراً: أننا وشبابنا ثائرون وثائرات ولسنا انتحاريين وانتحاريات, ولا محبطين أو محبطات. فاتعظوا أيها المُحبطون الصامتون, والمُتخاذلون. تباً لكم!