لم يكن القائد أحمد الجعبري (نائب القائد العام لكتائب القسام) هو الأول ولن يكون الأخير في مسلسل القادة الشهداء العظام، من أحمد ياسين مؤسس حماس إلى ياسر عرفات مؤسس فتح وأبو علي مصطفى زعيم الجبهة الوطنية وفتحي الشقاقي مؤسس حركة الجهاد، وصولاً إلى قادة الجناح الضارب للمقاومة كتائب القسام (الجناح العسكري لحركة حماس) من صلاح شحاته مؤسس كتائب القسام إلى أحمد الجعبري نائب القائد العام للكتائب وبينهما قادة استثنائيون أمثال: عبدالعزيزالرنتيسي وإسماعيل ابو شنب ويحيى عياش ومحمود أبو هنيدة وسعيد صيام.. وكثير من قادة المقاومة التي توهمت إسرائيل أنها استراحت بقتلهم وما أن تقعد حتى تفاجأ بمقاومة اكبر وقادة أخف حركة وأكثر إيلاما، لأن الأرض المقاومة ولادة دائما.. ما إن تفقد قائداً حتى تنبت ألف قائد. المعركة مستمرة والغريب المحتل هو من سيرحل في النهاية. الرد كان سريعاً ولأول مرة تضرب صواريخ المقاومة (تل ابيب) وهذا يعني الشيء الكثير للصهاينة..
واجب الأمة والشارع العربي وشارع الربيع العربي تحديداً أن ينتفض وان يثبت حساسية قوية داعمة للمقاومة بنزوله القوي إلى الشارع .. وهو دعم لا يستهان بتأثيراته.. هذا النزول الداعم الأصل أن يوحد الشارع العربي في قضية مصيرية، فقضية فلسطين ليست قضية الإخوان المسلمين ولا الناصريين ولا الاشتراكيين ولا قضية حماس أو فتح، إنها قضية قومية عربية إسلامية، قضية وجود لا مجال فيها للمكايدة أو المزايدة، لأن المزايدة هنا تعكس خواء وانحطاطاًَ شاملاً لا يوجد في إي امة، ومن المستغرب ان ترى بعضهم وقبل أن ينتهي دخان الجريمة الإسرائيلية يخرج وبكل سخف يهاجم الرئيس مرسي بدلاً عن نتنياهو، ويحلفون بأمهاتهم وعقولهم المنحطة أن حسني مبارك أفضل من رئيس الثورة محمد مرسي.. كلام بلا مبرر ولا مناسبة في محاولة هابطة للاصطياد في المياه الملوثة بحقد الأعداء ودماء الإخوة.. ليكشفوا الإفلاس الواطي الذي يعيشه بعض العرب وعن ضحالة عجيبة في التعاطي مع القضايا المصيرية لم يشهدها تاريخ العرب والعجم.
على العرب شعوباً وحكاماً أن يدركوا أن العرب بدون فلسطين لا شيئ.. هم أمة منقرضة بدونها، بل يكون الانقراض أمنية بعيدة المنال.