عندما تستوقفنا ذكرى رحيل المناضل الكبير المهندس فيصل بن شملان رحمة الله عليه تعود بنا ذاكرتنا مباشرة إلى العام 2006 يوم أن وقف هذا البطل الكهل السبعيني يحاكم أسرة النظام البائد في طول وعرض البلاد ويقيم ألف دليل ودليل على عبث وتسلط وإجرام وإفساد أسرة المخلوع ويحفر قبرها بمفرده..!! كان في مهمة نبيلة في تعرية الحاكم الفرد والوثن المقدس الذي لايُسأل عما يفعل وهم يسألون ..!! كان كهول المشترك يقفون خلفك خائفون مضطربون وجلون وأنت في المقدمة في الأمام بكامل ألقك ورونقك ونضارتك تنازل الفساد وتبارزهم بمفردك بقوتك بعنفوان حبك لشعب يعيش خارج الحياة الكريمة وهو يمتلك من مقوماتها ما لاتملكه معظم شعوب الأرض..!!؟؟ كان كهول المشترك يريدونها بروفة لإمتحان الهامش الديمقراطي في البلاد لاغير ..وكنت تريدها بداية البداية للإنعتاق والتحررر من سلطة الفرد المنتفش غرورا ووهما والمتدرع بمعارضة خجولة متعقلة ورؤساء أحزاب مسكونين بهواجس شتى وتقديرات متباينة لطبيعة البلد والمرحلة..!! أباتمام كانت دكاكين الأحزاب في هذي البلد تمتلك برامج ورؤى لكنها لاتمتلك من يوصّل تلك الرؤى للناس فوفّيت وكفّيت وخرجت بتلك الأحزاب بقياداتها وأعضائها إلى العلن إلى مساحات لاتحدّها "الهناجر" أو "السقوف" الضيقة والمحصورة..!! كانت كل خطاباتك ومهرجاناتك مقدّمة تقول أنّك ثورة بمفردك بعيدا عن تصنيفات فقهاء الثورات ومنظيرها البلهاء ..!! وعند إعلان نتائج الإنتخابات قيل اكمال الفرز بكذا الآف من الصناديق ظهرت كالأسد الصهور متصلبا عنيدا شامخا متحديا رافضا التوقيع على نتائج الإنتخابات بقولك "الحكم في البلاد مغتصب" لم ندرك حينها ما معنى أن الحكم مغتصب ومعنا كهول المشترك وعامة الشعب وخاصته ..وفي ثورة فبراير السليمة توقفنا أمام روحك الكبيرة بإعظام وإكبار وعلقنا صورك في كل ساحات وميادين الثورة قائلين بصوت واحد "هذا ملهمنا وحادينا ..!!" نم قرير العين أبا تمام لم يتعافىء البلد بعد ..وثورتنا يبدو أنها قد تاهت في مناورة كبيرة ..لكن كلنا يقين بعودة الثورة وعودة الوطن كما كنت ترسمه لنا قبل سنوات عدّة..ّ!