ما اتمنى ان يفهمه المتحمسون لمضادات الطيران، بعمى لاسقاط الطائرات المعادية، هو انهم يشاركونها العدوان المحتمل على اليمنيين، بما تخلفه من ضحايا، فيما الطائرات بمامن تام من خطرها. ما ينبغي ان يدركوه ان منظومة الدفاع الجوي اليمنية التي بناها اساسا محمد صالح الاحمر، بنيت بذات العقلية الخربة التي اشترت اسراب الطائرات في معظم صفقاتها من قمامة السوق السوداء. وبناء على مواصفات تلك الطائرات المتهالكة تم شراء اسلحة الدفاع الجوي للتعامل مع طائرات بمستوى طائراتنا التي تنخفض معظمها لارتفاع يصل احيانا دون 1500 متر لتقصف، بمعنى ان العقلية الحاكمة كانت تفترض في الدفاع الجوي احدى ادوات مواجهة تمرد او انقلاب داخلي يصل حد السيطرة على سلاح الجو، او انقسامه بين دولتين او قاعدتين جويتين، بحيث يكون بامكانه التعامل معها، اما ان بكون الدفاع الجوي سلاح استرتيجي يؤمن الدفاع منظومة دفاعية استراتيجية قادرة على التصدي لاي خطر من الجو يقدم من خارج الحدود.. هذا ليس واردا.. بالنسبة لطائرات حديثة كتلك التي يستخدمها تحالف عاصفة الحزم، ك F16- F15 والتايفون وغيرها، التي تتميز ﺑﺘﻌﺪﺩ ﺍﻷﺩﻭﺍﺭ ﻭﺍﻟﻤﻬﺎﻡ، ﻭﻗﺪﺭﺍﺕ ﻗﺘﺎﻟﻴﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﺧﻼﻝ ﻇﺮﻭﻑ ﺟﻮﻳﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ، ﻣﺰﻭﺩﺓ ﺑﺄﺳﻠﺤﺔ ﻭانظمة ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺇﻟﻜﺘﺮﻭﻧية ﻗﺎﺩﺭة ﻋﻠﻰ حماية ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺓ ﻣﻦ ﺃﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﺘﺸﻮﻳﺶ ﻭﺍﻟﺼﻮﺍﺭﻳﺦ ﺍﻟﻤﻮﺟﻬﺔ ﻭﺍﻟﺤﺮﺍﺭﻳﺔ، وتحتاج لاسقاطها منظومة رادارات قادرة على اكتشاف الطائرة واخرى للتشويش على انظمتها وصواريخ متطورة تستطيع التغلب على سرعة الطائرة وانظمتها الدفاعية، فضلا عن انها لا تحتاج للانخفاض لتضرب الهدف اذ تضربه من ذات الارتفاع الذي تحلق به. في حالتنا اليمنية القائمة دمرت معظم رادارات كتائب الدفاع الجوي فضلا عن انها متواضعة، وانظمة التشويش لا توجد، والصواريخ الموجهة غير متوفرة وان وجدت بعضها كالفولكا والاستريلا، وبيتشورا فهي اما غير جاهزة، او منتهية، كما انها لا تبلغ علوها فضلا عن ان الطائرات تمتلك انظمة دفاعية قادرة على ابطال الموجه.. مثل هذه النوعيات من الطائرات تحتاج صواريخ سام 300 الروسية لاسقاطها، فلو كانت متوفرة لديكم فتفضلوا ويبقى الامر بالحظ، اما هذا العبث والغوغاء فهو يضاعف الخطر على المدنيين سواء بالراجع منها او بما يمثله من قلق وترويع. باختصار ولمن يريد ان يفهم دفاعتنا الجوية تم شراؤها بمواصفات تتناسب مع متطلبات اسقاط طائراتنا الخردة فقط، كالجنازة 231 التي يحاكم الطياران طلال الشاوش وصادق الطيب صادق بسبب امتناعهما عن الطيران عليها في الوقت الذي تقول فيه التقارير الرسمية في قاعدة العند الجوية ان الطيران عليها بحد ذاته عمل انتحاري، واسقاطها وارد بهذه المفرقعات التي يزعجون بها الهاجعين في مساكنهم عشرات الاضعاف ما تقعله طائرات تحالف العصف. وان اردتم اسقاط طائرات فعليكم ان تبحثوا عن طيارين انتحاريين وتجربوا حظكم معهم مع طائرات ميج 21 والسوخواي 22 التي اشتراها محمد صالح الاحمر من زبالة اوكرانيا، وان اردتم ان تتاكدوا فسالوا خليفته راشد الجند الذي كان من بين سعاة احدى الصفقات الخردة عام 2007 وهو بيقول الصدق، ان هكذا صفقات منتهية ومربحة للغاية كانت هم وشغل كبار رجال نظام صالح، وصالح نفسه. رجاء.. ارحموا الناس من هذا العبث والغوغاء، والخطر المحدق بهم اكثر من خطر الطائرات السعودية الامريكية.. الناس يعرفون انكم "باشتين" ولا تنامون، لكن هذا العبث لا داعي له فعلا وكل قصص اسقاط الطائرات المعادية طلعت مجبر "فشنك" مثل نفط خولان. والنصيحة، ليكن شعاركم في التعامل مع وضع كهذا هو شعار زعيمكم او حليفكم علي صالح اذ قال ردا على سؤال حول مقتل ابو علي الحارثي من قبل طائرة امريكية "طائرة جت من السماء ما نسوي لها". وهو كذلك!! من صفحة الكاتب على فيسبوك