دعا عدد من المواطنين اليمنيين أعضاء مؤتمر الحوار الوطني بمختلف تكويناتهم، تجاوز الخلافات وتحمل مسؤوليتهم في إخراج اليمن من حالة التشرذم والانقسام، إلى بر الأمان. وأشار المواطنون إنهم ينتظرون بفارغ الصبر مخرجات مؤتمر الحوار الوطني وأنهم "يعولون على نتائجه ليتجاوزا ما يعانوه من مشاكل على مختلف الأصعدة السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، وغيرها". وأعربوا عن أملهم أن تصب مخرجات الحوار الوطني في صالح استعادة الحقوق، ورد المظالم، وتحقيق الأمن والعدل، وتوزيع عادل للثروة، وتحقيق تنمية حقيقية". أمل كبير وفي هذا الصدد قال ياسر ناجي حزام (25 عاما)، والذي يعمل حارسا بأحد المدارس الأهلية، قال "نأمل بان يضع المشاركون في الحوار مصلحة الوطن فوق أي شيء، والاتفاق على رؤية واضحة لنسيان الماضي وبناء يمن المستقبل الذي نسعى جميعا للوصول إليه". من جانبه قال سامح الصوفي طالب بجامعة صنعاء(20 عاما) إن "ما وصل إليه أعضاء مؤتمر الحوار الوطني من نتائج بمختلف تكويناتهم بفرقهم التسع، يعتبر شيئاً هاماً". وأضاف "بالرغم أن كثير من المواطنين اليمنيين لا تصلهم أخبار المؤتمر والمخرجات التي توصل إليها أعضاءه حتى الآن، لكن الغالبية العظمى تعول على المؤتمر أن يخرج اليمن من حالة التشرذم والانقسام والوصول به إلى بر الأمان". وقال: "نأمل ان يكونوا عند حسن ظن الشعب اليمني، الذي عاني وما يزال الكثير من الويلات وان يخرجوا بحلول لكافة القضايا الوطنية، وان يصوغوا دستور جديد معاصر للبلاد". متفائل جدا في غضون ذلك قال سيف ماطر، صحفي بوكالة الانباء اليمنية (سبأ): "بما أن الحوار الوطني آخر فرص اليمنيين لتجاوز مآسي الماضي، ورغم المعوقات والرغبات لدى بعض الاطراف سواء في الداخل أو الخارج لإفشاله وإذا لم تخلص النوايا فلا يمكن لألف مؤتمر حوار أن ينجح ويخرج البلاد مما هي فيه، لكني متفائل جداً بان تكون المرحلة القادمة مرحلة استعادة الحقوق وصون كرامة الانسان اليمني وإنهاء مرحلة الظلم والوصول إلى مرحلة الرفاه الاجتماعي". وأضاف: "أتمنى أن تصب جميع المخرجات في أهم استعادة الحقوق، ورد المظالم، وتحقيق الأمن والعدل، وتوزيع عادل للثروة، وتوفير فرص عمل، وتحقيق تنمية حقيقية". تسامح وتصالح إلى ذلك، أعرب ماجد المرولة، يمني مغترب في دولة كندا، عن أمله أن تتحمل كل المكونات مسؤوليتها -وخاصة تلك التي قاطعت مؤتمر الحوار الوطني". وقال: "خيار المقاطعة في الفترة التي كان من المفترض ان تقر فيها جميع المخرجات للفرق التسع ويختتم المؤتمر اعماله، في غير محله، فيجب أن نصل إلى نتائج ترضي الجميع، ويسود بموجبها التصالح والتسامح ونعيش سويا في الشمال والجنوب والشرق والغرب بود وسلام". طي صفحة الماضي إلى ذلك قال الباحث والكاتب، عبدالله هاشم الصنعاني، إن "الجميع مدرك أن مؤتمر الحوار إنما هو فرصة للتصالح والتسامح وإعلاق صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة ومما لا شك فيه أن جميع القوى تدرك ذلك تماما". وأضاف: "بالرغم من أن هناك نتائج تبدو مهمة كاد أن يتوصل إليها مؤتمر الحوار ومع أن هناك نجاح نسبي لا نستطيع أن ننكره إلا أن الإشكالية تكمن في بعض القوى التي تريد طي صفحة الماضي دون أن تعيد الحقوق لأهلها وتكف عن المظالم التي مارستها ولا تزال تمارسها"، مشيراً إلى أن "تلك القوى لا تريد من مؤتمر الحوار إلا أن يؤيد الأمر الحاصل والواقع الحالي الذي تمارسه هذه القوى من سيطرة وعدم الالتزام بالقانون والامتثال للدولة". وتابع: "ومع ذلك فنحن لايزال لدينا الأمل بأن المشاركين في الحوار والقوى السياسية كافة ستتحمل المسؤولية وستتنازل عن مصالحها الشخصية من أجل المصلحة العامة... وأنا على يقين من أن هناك الكثير من القوى صارت تدرك أن تحقيق مصالحها الشخصية لا يمكن أن يكون إلا إذا كان هناك مجتمع مستقر". وشدد الصنعاني على أن "المصلحة تقتضي على هذه القوى أن تحقق الاستقرار وأن يخرج مؤتمر الحوار بنتائج مثمرة لأن فشل المؤتمر واضطراب المجتمع والانقسام السياسي والاجتماعي سينعكس سلبا ليس على فصيل بعينه أو جماعة بعينها وإنما على المجتمع برمته".