لاقت القرارات الرئاسية الاخيرة التي أصدرها رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي وقضت بإعادة 785ضابط جنوبيا إلى أعمالهم من الضباط الجنوبيين المبعدين قسرا في المؤسستين العسكرية والأمنية ترحيبا واسعا لدى النخب السياسية والقيادات الحزبية والمدنية والشبابية الذين رحبوا بتلك القرارات وأشادوا بها باعتبارها خطوة إيجابية لإعادة بناء الثقة في الشارع الجنوبي وتهيئة الأجواء لمخرجات الحوار الوطني الذي قارب على الانتهاء خلال الأيام القادمة , كما رحب عدد من الضباط الجنوبيين المبعدين قسرا و المعاديين إلى أعمالهم وفقا للقرارات الرئاسية الأخيرة وأكدوا في تصريحات للثورة نت، ،أن قرارات الرئيس هادي خطوة ايجابية لإعادة بناء الثقة لدى الشارع الجنوبي وتمنوا أن تكون تلك القرارات مقدمة لإنهاء كافة المظالم ورد الحقوق المسلوبة إلى أصحابها .. وطالب الضباط وزارة الدفاع وضع آلية تضمن إعادتهم إلى أعمالهم وفقا لتخصصاتهم ومؤهلاتهم ومواضعهم السابقة. فقد قال محمد قاسم نعمان رئيس مركز اليمن لحقوق الانسان بمحافظة عدن وعضو مؤتمر الحوار الوطني ، إن قرارات الأ خ عبدربه منصور رئيس الجمهورية الأخيرة ومنها المتعلقة بإعادة عدد من الضباط الجنوبيين الى الخدمة وقبلها توجيهه للحكومة بمتابعة تنفيذ النقاط ال ( 20 + 11 ) اضافة الى خطوات وإجراءات وقرارات قادمة جميعها تندرج ضمن خارطة طريق لإعادة الثقة لدى الجنوبيين من أن المرحلة القادمة بالفعل تتضمن معالجة الانتهاكات والأخطاء والسلبيات التي تعرض لها الجنوبيون خلال السنوات الماضية وبالذات تلك التي تلت حرب 1994م وتعالج كل الاختلالات والتشوهات التي مست وأضرت بوحدة 22مايو 1990م .
وأشار نعمان إلى ان هذه القرارات والخطوات التي تتم ويتولى الرئيس عبد ربه مسؤولية اتخاذها ومتابعتها هي رسائل تأكيد للجنوبيين بوجه خاص ولليمنيين عموما ان هناك وضع جديد يعتمل ويتشكل في البلاد وبالتالي لابد ان يسهم الجميع وخصوصا القوى المؤيدة للتغيير والتحولات الديمقراطية ، قوى الحداثة والديمقراطية والدولة المدنية الحديثة في الانتصار له وتأييده ودعمه وهو ما يعمل عليها مؤتمر الحوار الوطني الشامل ، لان غير ذلك يعني انتصار قوى التخلف والفساد المناهضة والمعارضة للتغيير والدولة المدنية الديمقراطية الحديثة والمعارضة لتحقيق العدالة الانتقالية والمعادية للقضية الجنوبية والمعادية للدولة المدنية و الحكم الرشيد والمعادية اصلا لوحدة اليمنيين . وفي يتعلق بمخرجات الحوار الوطني أكد "نعمان" أن مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل تشارف على الاكتمال قريبا ، وهي مخرجات جدا رائعة وتمثل حقيقة أنموذجا رائعا في تاريخنا ( العربي ) السياسي الحديث والمعاصر وبالذات من حيث اسهام المجتمع بمختلف شرائحه ومكوناته في حل مشكلاته وصناعة مستقبله الأفضل والأحسن .. لكن الأهم هنا هو وجود ضمانات تحقيقها والتقيد بها ، وضمانات عدم تشويهها وبالذات عند التنفيذ والتطبيق ، وتتطلب وجود آلية وطنية ديمقراطية تنفذ وتراقب وتتابع بشفافية كاملة وبمراقبة حاضرة وفاعلة لمنظمات المجتمع المدني والإعلام والشباب والشابات والمرأة وكل افراد المجتمع .
وفي نفس السياق أشاد رئيس المكتب التنفيذي للتجمع اليمني للإصلاح بمحافظة عدن وعضو مؤتمر الحوار الوطني في فريق التنمية المستدامة إنصاف مايو بالقرارات الرئاسية التي قضت بإعادة مئات الضباط الجنوبيين في السلكيين العسكري والأمني إلى أعمالهم .وقال "انصاف مايو" في تصريح خاص ل"الثورة" إن القرارات الرئاسية الخاصة بإعادة مئات الضباط الجنوبيين إلى أعمالهم خطوة إيجابية في الطريق الصحيح كونها تأسس لجنوب خال من المظالم ، ترد فيه كافة حقوق أبناءه في مختلف الصراعات التي شهدتها الساحة الجنوبية منذ العام 67م وحتى الان. مشيرا إلى أن الشارع الجنوبي بحاجة لمثل هذه القرارات التي تلامس جوهر المعاناة وترفع الجور الذي طال أبناء الجنوب ، الأمر الذي يجعلنا أكثر ثقة وتفاؤل بأنها ستقود إلى معالجات إيجابية و جريئة ، من شأنها حل المشكلات المتراكمة في الجنوب. من جهة أخرى قال القيادي في الثورة الشبابية م/عدن مجدي النقيب وعضو مؤتمر الحوار الوطني بفريق استقلالية الهيئات "قضايا خاصة " في تصريح ل"الثورة نت" أن القرارات الرئاسية الأخيرة الخاصة بإعادة مئات الضباط الجنوبيين إلى أعمالهم أتت في وقت جيد رغم تأخرها.. "مضيفا" كنا نتمنى أن تصدر في بداية الحوار من أجل خلق أجواء حوارية ملائمة وتهيئة الظروف المناسبة للحوار ، لكن وكما قيل "أن تأتي متأخرا خيرا من أن لا تأتي " .
و أكد عضو مؤتمر الحوار الوطني عن شباب الثورة المستقل مجدي النقيب أن صدور القرارات الرئاسية في هذا التوقيت يدل على أن هناك توجه حقيقي من الرئيس هادي نحو حل القضية الجنوبية ، مشيرا إلى أن هذه القرارات تأتي كخطوة أولى نحو رد المظالم وإعادة الحقوق لابناء الجنوب الذين كانت قضاياهم الحقوقية وعلى رأسها قضية العسكريين والمدنيين المبعدين قسرا من وظائفهم هي الشرارة الاولى التي أشعلت ثورة الحراك الجنوبي. من جهته قال العميد محمد عبدالله سيف جواس أحد ضباط الدفاع الجوي المعادين، القرارات الرئاسية بإعادة الضباط الجنوبيين إلى العمل خطوة إيجابية وأضاف " نحن متفائلين بهذه الخطوة الايجابية من أجل تهيئة الظروف وبناء الثقة .
وأشاد العميد جواس بطبيعية القرارات من الناحية الإدارية قائلا: القرار بطبيعته الإدارية قرار جيد لا ينتقص من حقوق الضباط المعادين للخدمة وهي حق من حقوق الضباط المبعدين قسرا . وأضاف نحن لا نريد عودة من مركز البريد إلى مركز البريد التابع لإدارة شئون الضباط بوزارة الدفاع .. ولكن نريد أن نمارس عملنا الذي كنا نمارسه قبل حرب صيف 1994م وفقا لنظام الخدمة الداخلية لجيش وطني حقيقي متحرر من هيمنة القبيلة والوجاهات والمحسوبية وخاضع لإدارة وطنية وليس عصابات وإقطاعيات قبلية . مشيرا إلى أن ضباط القوات المسلحة المعاديين إلى أعمالهم يراهنون على الإصلاحات الهيكلية التي قام بها الرئيس هادي في المؤسستين الأمنية والعسكرية خلال الفترة الماضية ."مضيفا، لايسعني إلا أن أتقدم بالشكر والتقدير للأخ الريس عبدربه منصور هادي على قراراته الشجاعة التي انتصر من خلالها لقضايانا وحقوقنا ونتمنى له التوفيق في قيادة سفينة الوطن إلى بر الأمان وسنكون عونا له في كل الظروف .
العميد عباس درويش أحد ضباط الدفاع الجوي الذين شملتهم القرارات الرئاسية الأخيرة بإعادتهم إلى اعمالهم أكد أن صدور القرارات الرئاسية خطوة إيجابية جيدة وبداية طيبة رغم أنها جاءت متأخرة . وقال العميد درويش في تصريح ل"الثورة " أتمنى أن تكون هذه القرارات بداية طيبة لإنهاء سنوات من المعاناة التي ذاقها أبناء الجنوب عقب أحداث حرب صيف 1994م م من خلال اتخاذ إجراءات واضحة وشفافة لتنفيذها وفقا لما ورد في مضمون وصيغت القرارات الرئاسية حتى لا تبقى حبر على ورق . وأشار عباس درويش إلى أن الناس تريد أن تلمس أن هناك إرادة سياسية جديدة وتوجه جديد لمعالجة أوضاعهم بما يساعد على ردم الفجوة العميقة التي أحدثتها السياسات الاقصائية السابقة في نفوس أبناء الجنوب الذين فقدوا الثقة في كل شئ نتيجة سياسات التهميش والإقصاء ومصادرة أبسط حقوق المواطنة .
"مؤكدا،أن جميع الضباط المبعدين قسرا الذين شملتهم القرارات الرئاسية.. لديهم رغبة كبيرة في العودة إلى أعمالهم وفقا لمؤهلاتهم وتخصصاتهم وتمنى درويش أن يعطى كل فرد حقوقه وفق وضعه الوظيفي و تخصصه ومؤهلة من دون الانتقاص من حقوقنا القانونية والمادية وفقا للقانون بما يسهم في إعادة اللحمة الوطنية لصفوف القوات المسلحة وضمان استمرارية وحدتها وترابطها الوطني . و في ختام تصريحه ل"الثورة نت" تمنى العميد عباس درويش بأن تكتمل فرحة أبناء الجنوب في نجاح مؤتمر الحوار الوطني في الوصول إلى حل عادل للقضية الجنوبية بما يلبي تطلعات أبناء الجنوب في استعادة حقوقهم المسلوبة منذ حرب صيف حرب 1994م بما يفضي إلى تعزيز الوحدة الوطنية الحقيقة في نفوس الجنوبيين وذلك من خلال استعادة الجنوب لوضعه الطبيعي في الشراكة الوطنية . من جهة أخرى وصف العميد أحمد محمد نعمان القرارات الرئاسية الأخيرة بأنها قرارات سليمة وتأتي في الاتجاه الصحيح وأرجو ان يتم تنفيذ هذه القرارات وفقا لما جاء في مضمونها وهو أن العودة إلى أعمالنا وفقا لتخصصاتنا ومؤهلاتنا ومواضعنا السابقة . وقال العميد احمد نعمان وهو أحد ضباط الدفاع الجوي الذين تم إعادتهم للخدمة في تصريح مقتضب ل"الثورة نت" أتمنى من الرئيس هادي أن يصدر قرارات إضافية تعيد ما تبقى من زملاءنا المبعدين قسرا منذ حرب صيف 1994م وهم كثيرون من أجل وضع حد نهائي لمعاناة الجنوبيين وإعادة الثقة للجنوبيين بأن القادم سيكون أفضل وان سنوات الظلم والإقصاء والإذلال لكرامة الجنوبيين قد ولت إلى الابد."الصورة أرشيفية" .