يبحث خبراء إيران والدول الكبرى الست والوكالة الدولية للطاقة الذرية اليوم في العاصمة النمساوية فيينا تفاصيل تطبيق الاتفاق المرحلي بشأن البرنامج النووي الإيراني الموقع نهاية الشهر الماضي في جنيف. ويهدف الاجتماع الذي يستغرق يومين إلى تحديد تاريخ بدء تجميد بعض نواحي هذا البرنامج وسبل مراقبته، طبقا لما تعهدت به إيران. كما من المقرر أن يلتقي مندوبون إيرانيون الأربعاء المقبل بخبراء الوكالة الذرية فقط.
مهمة تفتيش يأتي اجتماع فيينا بعد يوم من زيارة مفتشيْن من الوكالة الذرية مصنع إنتاج المياه الثقيلة بأراك وسط إيران في إطار اتفاق للتحقق من المواقع النووية الإيرانية. وتنوي إيران تشغيل المصنع نهاية عام 2014.
ويعد هذا المفاعل من أبرز المواضيع التي تثير قلق الدول الكبرى لقدرته على توفير إمكانية استخراج البلوتونيوم الذي يمكن استخدامه بعد معالجته لصنع قنبلة ذرية. وإضافة إلى تفتيش مصنع أراك ومناجم اليورانيوم في غاشين (جنوبي البلاد)، ينص الاتفاق مع الوكالة الذرية أيضا على أن تقدم إيران معلومات عن مفاعلات الأبحاث في المستقبل ومواقع المحطات النووية المدنية الجديدة أو المواقع المستقبلية لتخصيب اليورانيوم.
وبمقتضى اتفاق أبرم الشهر الماضي مع مجموعة 5+1 (الولاياتالمتحدة والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا، وألمانيا)، تعهدت إيران بالحد من إنتاج اليورانيوم الضعيف التخصيب لمدة ستة أشهر وتجميد تطوير مواقع فوردو ونطنز وأراك، مقابل تخفيف جزئي للعقوبات الغربية المفروضة على طهران والتي تخنق اقتصادها. وكان السفير الايراني لدى الوكالة الذرية رضا نجفي قد رجح يوم 29 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بدء تطبيق الاتفاق المرحلي في نهاية ديسمبر/كانون الأول الجاري أو مطلع يناير/كانون الثاني القادم. وتهدف الإجراءات المتفق عليها في انتظار إبرام اتفاق بعيد المدى، إلى إحلال الثقة بعد عقد من التوتر.