أكد القيادي في المعارضة البرلمانية اليمنية محمد الصبري لوكالة فرانس برس السبت أن إعلان الرئيس اليمني علي عيد الله صالح عن استعداده للتخلي عن السلطة في الأيام القادمة ليس سوى "فرقعة إعلامية موجهة للخارج ويراد منها تضليل الرأي العام"، متسائلاً "إذا كان الرئيس جاداً، فلماذا لا يفعلها الليلة ويغادر؟". كما رأى الصبري في إعلان الرئيس صالح "عملية استباقية للتقرير، الذي سيقدمه الموفد الأممي جمال بن عمر الذي غادر اليمن وهو غاضب من الموقف الرسمي". كما اعتبر أن الرئيس يهدف إلى "التغطية على الاهتمام الإعلامي بتوكل كرمان"، التي حازت جائزة نوبل للسلام بسبب دورها القيادي في الانتفاضة السلمية ضد النظام اليمني. من جهتها قالت الناشطة اليمنية توكل كرمان الحائزة على جائزة نوبل للسلام إنها لا تصدق الرئيس اليمني فيما يقوله. وأكدت لقناة الجزيرة الناطقة بالانكليزية قائلة: "نحن لا نصدق هذا الرجل، وإذا أراد أن يتنحى فهذا شأنه". وتابعت "عليه أن يسلم السلطة التي سرقها إلى شعب الثورة وقانون الثورة. نحن لا نصدقه"، مضيفة "سنتابع ثورتنا السلمية". وفي توضيح لكلام صالح، أكد مستشاره الإعلامي أحمد الصوفي لقناة العربية أنه ليس مطروحاً أن يتخلى الرئيس عن السلطة في خطوة أحادية. وقال إن أي تنح عن السلطة يكون "في إطار تسوية سياسية وليس في إطار تخل عن السلطة". كما أكد أن أي تخل عن السلطة يكون بعد أن يتم التوصل مع المعارضة إلى اتفاق حول تنفيذ المبادرة الخليجية التي تنص على تسليم السلطة إلى نائب الرئيس. وسبق أن تراجع صالح مراراً عن التوقيع على المبادرة التي ترعاها دول مجلس التعاون الخليجي وتدعمها القوى الغربية الكبرى. وكان الرئيس اليمني قد أعلن استعداده، السبت (8 تشرين الأول/ أكتوبر 2011)، للتخلي عن السلطة خلال أيام، قائلاً "أنا أرفض السلطة وسأرفضها في الأيام القادمة وسأتخلى عنها". وأضاف في كلمة عبر التلفزيون اليمني: "ولكن هناك رجال يمسكون بالسلطة سواء كانوا مدنيين أو عسكريين". ولم يوضح صالح كيفية تنحيه ولا إلى من ستؤول السلطة في البلاد وهل سيكون ذلك ضمن ترتيبات معينة، لكنه أضاف، خلال اجتماعه مع أعضاء في البرلمان اليميني: "هناك رجال يمسكون بالسلطة سواء كانوا مدنيين أو عسكريين"، مشيراً إلى "أن هؤلاء يخربوا الوطن"، في إشارة إلى خصومه في المعارضة. صالح والمشاكل صحية وفي مقابلة مع قناة الجزيرة الفضائية قال طارق الشامي، رئيس الدائرة الإعلامية في المؤتمر الشعبي الحاكم الذي يرأسه صالح، معلقا على خطاب صالح، إن الأيام القادمة ستشهد التئام المؤسسات الدستورية وتحديد ما الذي يجب عمله إزاء الأوضاع القائمة. وعند سؤاله عما إذا كان صالح سيتنحى فعلاً في الأيام القليلة القادمة، قال الشامي إنه ليس من "حق صالح أن يتنحى"، مؤكداً مجدداً أن انتقال السلطة يجب أن يكون من خلال الانتخابات. يُذكر أن صالح بدا في أكثر من مناسبة عازفاً عن السلطة ومنذ بدء الاحتجاجات قبل نحو تسعة أشهر وهو يكرر بأنه غير متمسك بالسلطة ومستعد للتخلي عنها "حتى من يوم غد". وكان موقع "مأرب برس" الإلكتروني للمعارضة اليمنية السبت قد نقل عن مصدر في الحزب الحاكم، لم يسمه، قوله صحة صالح تدهورت بشكل كبير منذ عودته المفاجئة من السعودية أواخر الشهر الماضي، وإنه يعاني من العديد من المشكلات الصحية لاسيما في التنفس والسمع. وتابع المصدر أن أسرة صالح طلبت من السعودية إرسال فريق طبي للإشراف الطبي عليه، وهذا الفريق أوصى بإرسال صالح (69 عاماً) خارج اليمن لإجراء علاج طبي وفقاً لمأرب برس. ولم تؤكد مصادر رسمية معلومة هذه الأنباء.