قللت المعارضة اليمنية إعلان الرئيس صالح عن استعداده للتخلي عن السلطة خلال الأيام القادمة. واعتبر القيادي المعارض محمد الصبري أن ما قاله صالح مجرد «فرقعة إعلامية» مقللا من أهميته. وقال الصبري المتحدث باسم لجنة الحوار الوطني في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية «هذه فرقعة إعلامية موجهة للخارج ويراد منها تضليل الرأي العام» متسائلا «إذا كان الرئيس جادا لماذا لا يفعلها الليلة ويغادر». كما رأى الصبري عن إعلان الرئيس علي عبدالله صالح أنها «عملية إستباقية للتقرير الذي سيقدمه الموفد الأممي جمال بن عمر الذي غادر اليمن وهو غاضب من الموقف الرسمي». كما اعتبر إن الرئيس يهدف إلى «التغطية على الاهتمام الإعلامي بتوكل كرمان» التي حازت جائزة نوبل للسلام بسبب دورها القيادي في الانتفاضة السلمية ضد النظام اليمني. من جهتها، قالت الناشطة اليمنية توكل كرمان الحائزة على جائزة نوبل للسلام أنها لا تصدق الرئيس صالح في ما يقوله. وأكدت لقناة الجزيرة الناطقة بالانكليزية «نحن لا نصدق هذا الرجل، وإذا أراد أن يتنحى فهذا شأنه». وتابعت «عليه أن يسلم السلطة التي سرقها إلى شعب الثورة وقانون الثورة. نحن لا نصدقه»، مضيفة «سنتابع ثورتنا السلمية». وكان الرئيس صالح قد أعلن اليوم السبت انه سيترك السلطة خلال أيام. وأضاف صالح في كلمة له أمام عدد من أعضاء مجلسي الشورى والنواب «أنا أرفض السلطة وسأتخلى عنها في الأيام القادمة ولكن هناك رجال سواء مدنيين أو عسكريين سيمسكون بالسلطة .. رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه». ويبدو أن صالح يشير بذلك إلى حزبه وأبناءه الذين يتولون مناصب قيادية في قوات الجيش الموالية له. وفي توضيح لكلام صالح، قال مستشاره الإعلامي أحمد الصوفي لقناة العربية إنه ليس مطروحاً أن يتخلى الرئيس عن السلطة في خطوة أحادية. وأضاف «إن أي تنح عن السلطة يكون في إطار تسوية سياسية وليس في إطار تخل عن السلطة». كما أكد أن أي تخل عن السلطة يكون بعد أن يتم التوصل مع المعارضة إلى اتفاق حول تنفيذ المبادرة الخليجية التي تنص على تسليم السلطة إلى نائب الرئيس. ووصف المحلل السياسي اليمني عبد الغني الارياني كلمة صالح بأنها لا تعدو أن تكون استمرارا لموقفه. وقال في تصريح لوكالة رويترز «لا أعتقد أنها تأتي بأي جديد.. أتذكر انه قال ذات مرة انه مستعدا للرحيل في أي يوم.. ولهذا لا اعتقد انه يعني حقا ما قاله». وتراجع صالح ثلاث مرات عن التوقيع على اتفاق لنقل السلطة تم التوصل إليه بوساطة خليجية. وتتهم المعارضة الحكومة بتعطيل المفاوضات بعد عودة صالح من السعودية الشهر الماضي حيث كان يعالج من جروح أصيب بها في محاولة اغتيال في يونيو حزيران الماضي.