كان الملا زبارة سريعا في توضيح رأيه حول القاعدة في شبه الجزيرة العربية بأنها مجموعة إرهابية عازمة على مهاجمة الولاياتالمتحدة، لكن ذلك ليس محور اهتمامه. يقول زبارة "الولاياتالمتحدة تصف القاعدة بالارهاب و نحن نرى أن الغارات التي بطائرات بدون طيار يسمى أيضا إرهاب. الطائرات تحلق ليل نهار و تخيف النساء و الاطفال، كما أنها تزعج النائمين. هذا هو الإرهاب" يقول زبارة أن عدة غارات جوية في منطقته خلفت عشرات القتلى من المدنيين و أن القنابل العنقودية التي لم تنفجر بعد منتثرة في المنطقة التي يعيش فيها، لكن بعضها انفجر و قتل الاطفال. زبارة و عدد من الزعماء القبليين طالبوا الحكومتين اليمنية و الامريكية تقديم الدعم لازالة تلك القنابل. و يضيف زبارة "لم نجد أي استجابة، لهذا نقوم باستخدام أسلحتنا لتفجير تلك القنابل. على الحكومة الامريكية ان تدفع تعويضات لاسر المدنيين الذين قتلوا في الغارات التي شنتها عليهم في الثلاث سنوات الماضية. نطالب بتعويضات من الولاياتالمتحدة على قتل مواطنين يمنيين أسوة بقضية لوكربي" و يضيف الملا زبارة "أصبح العالم قرية واحدة. لقد استلمت الولاياتالمتحدة تعويضات من ليبيا عن تفجير لوكربي، لكن اليمنيين لم يستلموا بعد" لقد قابلت الملا زبارة و رجاله في مطار عدن في جنوب اليمن، المدينة الساحلية حيث تم تفجير المدمرة كول في اكتوبر 2000, ذلك التفجير الذي راح ضحيته 17 من البحارة الامريكيين. كان زبارة يرتدي ملابس قبلية سوداء و جنبية حول خصره. و ليضفي عليها لمسات عصرية، يضع زبارة مسدس بريتا على احد جانبيه الملا زبارة شخصية ملفتة و له بشرة كالجلد (خشنة) و علامة جرح كبير بشكل هلال يمر بعنيه اليمنى. قال زبارة لزميلي اليمني أنا لا أعرف هذا الامريكي. و اذا حدث لي أي مكروه بسبب هذا اللقاء،إذا اختطفوني مثلا، فاننا سنقتلك لاحقا ضحك الجميع بتوتر و تبادلنا اطراف الحديث على الكورنيش في الساحل لبعض الوقت قبل ان ياخذنا الملا زبارة في جولة سياحية حول المدينة. و بعد 20 دقيقة من بدء الجولة السياحية، اوقف الملا زبارة السيارة على جانب الطريق و اشترى ست علب من الهينيكن (بيرة) من محل كالكوخ. اعطاني واحدة و قام بفتح الاخرى لنفسه و انطلق مسرعا. كانت الساعة الحادية عشرة صباحا يتذكر الملا زبارة موقفا و قد أسرف في شرب الجعة (البيرة) الثانية قائلا "في إحدى المرات أوقفني شباب القاعدة في إحدى نقاط التفتيش التابعة لهم و كان بحوزتي قارورة جوني واكر. سالوني لماذا هي بحوزتك؟ و هو يضحك بشدة. فأجبتهم قائلا: إذهبوا و أزعجوا شخص آخر غيري و استمريت في قيادة السيارة" هناك رسالة واضحة تلخصها هذه القصة و هي أن شباب القاعدة لا يريدون إحداث أي مشاكل مع زعماء القبائل يقول زبارة "أنا لا أخشى القاعدة، بل إني أذهب إلى مواقعهم و التقي بهم. كلنا أبناء قبائل معروفة، و عليهم ان يلتقوا بنا لحل النزاعات. بالإضافة ان لدينا 30,000 مقاتل في قبيلتي. لا تستطيع القاعدة مهاجمتي" * الحلقة الثامنة من سلسلة الكاتب الصحفي الامريكي الشهير، جيرمي سكاهيل، ترجمة مهدي الحسني لقراءة الحلقات السابقة على هذه الروابط الحلقة السابعة http://yaspr.net/news_details.php?lng=arabic&sid=1604 حلقات سابقة http://yaspr.net/news_details.php?lng=arabic&sid=1351 http://yaspr.net/news_details.php?lng=arabic&sid=1392 http://yaspr.net/news_details.php?lng=arabic&sid=1403 http://yaspr.net/news_details.php?lng=arabic&sid=1564