في موقفٍ سياسي جديد يزيد من غموض الموقف الأميركي حيال مجريات الأوضاع في سوريا، وجهت الولاياتالمتحدة انتقاداتٍ لاذعة إلى رئيس النظام بشار الأسد، متهمةً إياه بالوقوف وراء ظهور تنظيم »داعش«، ومعتبرةً أن مصدر التهديد الإرهابي يأتي منه لا من التنظيم، في وقتٍ هدد 11 فصيلاً معارضاً بإلقاء السلاح ما لم يحصل على دعم لمواجهة »الدولة الإسلامية«، في حين بدأ نقل أسلحة كيماوي سوريا إلى السفينة الأميركية كيب راي بهدف تدميرها. وأكد نائب مستشارة الأمن القومي الأميركي بين رودز أن المعارضة السورية »ليست مقتصرة على مواجهة داعش، وإنما تقاتل أيضاً ضد نظام الأسد«، محملاً النظام السوري المسؤولية في ظهور التنظيم. وأضاف رودز أن »مصدر التهديد الإرهابي ليس تنظيم داعش بل النظام السوري، الذي خلق أزمة إنسانية خلقت فجوة للتنظيم ساعدت على تمدده«. وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قال مؤخراً إنه »لا توجد معارضة معتدلة داخل سوريا قادرة على هزيمة الأسد«. ورداً على سؤال فيما إذا قررت واشنطن دعم قوات المعارضة المعتدلة في سوريا، فهل سيكون هذا الفراغ موجوداً، أجاب أوباما: »فكرة وجود قوة سورية معتدلة جاهزة لهزيمة الأسد ليست صحيحة«. وفي تطورٍ لافت، هددت 11 مجموعة مقاتلة في شمال سوريا وشرقها بإلقاء السلاح وسحب مقاتليها ما لم تقم المعارضة السورية بتزويدها بالأسلحة خلال اسبوع لمواجهة هجوم تنظيم »الدولة الإسلامية«. وجاء في البيان: »نحن قيادة الألوية والكتائب الموقعة على هذا البيان نمهل الائتلاف (الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية) والحكومة المؤقتة وهيئة الأركان وجميع قادة الثورة السورية مدة اسبوع من تاريخ اصدار هذا البيان لإرسال تعزيزات ودعم كامل لمواجهة تنظيم البغدادي ودحره خارج ارضنا وايقاف تقدمه في المدن المحررة«. ومن المجموعات الموقعة على البيان »لواء الجهاد في سبيل الله« و»لواء ثوار الرقة« و»تجمع كتائب منبج« و»الجبهة الشرقية احرار سوريا«. ولا يعرف حجم هذه المجموعات وقوتها، لكن أهميتها تكمن في تواجدها في مناطق تقع تحت سيطرة »الدولة الإسلامية« بشكل شبه تام. وتقاتل هذه المجموعات في ريف حلب الشمالي والرقة (شمالاً) ودير الزور (شرقاً). ونفذ التنظيم أمس حملات دهم في مدينة البوكمال على حدود العراق إثر سيطرته عليها.