في موكب جنائزي مهيب لم يسبق له مثيل من قبل,ودع مئات الآف من اليمنيين من مختلف شرائحهم وتوجهاتهم ومن مختلف المحافظات جثمان الشهيد العميد الركن حميد القشيبي قائد اللواء 310 مدرع بعمران ورفيقيه الذين قتلوا برصاص مليشيا الحوثي أثناء دفاعهم عن الوطن والنظام الجمهوري في الثامن من يوليو الجاري. وتوافد اليمنيون من مختلف مديريات العاصمة صنعاء ومن خارجها من المحافظات إلى ميدان السبعين لأداء الصلاة على جثامين الشهداء وهم يرددون شعارات تشيد بصمود وتضحيات القشيبي ورفيقيه وتؤكد وفاء الشعب لهم. لم يعتد اليمنيون مشهداً اختلطت فيه مشاعر الحزن والتعاطف والروح الوطنية كما حصل في تشييع جثمان القشيبي الذي أصبح رمزاً وطنياً وملهماً للأجيال في التضحية والفداء من أجل الوطن ومكتسبات الشعب. حمل المشاركون صور القشيبي وبعضهم لا يعرفه إلا من الإعلام وما نقله لهم عن بطولاته الخالده وهو يؤدي واجبه الوطني دون مساومه أو خذلان رغم التأمر الذي تعرض له. وإلى جانب صور القشيبي ورفيقيه ارتفعت أعلام الجمهورية عالية خفاقة وسط أهازيج وأصوات الجموع الهادرة الغاضبة وهي تمجد النظام الجمهوري وتعتبر الحوثيين عدوهم وأكبر خطر على نظامهم. ألقى معاذ نجل القشيبي كلمة في الحاضرين حيا مشاركتهم في تشييع جثمان والده وأكد السير على نهج أبيه في الدفاع عن الوطن ومكتسباته,وبادله الحاضرون عبارات الوفاء والتعهد بالقصاص للقشيبي ممن قتلوه غدراً وخيانة. وألهب الشاعر فؤاد الحميري حماس المشيعين بقصيدة شعرية أشادت بالدور الوطني للقشيبي وبطولاته الخالدة واعتبرت شهادته ميلاداً لعهد جديد من الولاء للمبادئ الذي ضحى من أجلها. جمع القشيبي في جنازة تشييعه اليمنيين صغاراً وكباراً ومن مختلف التوجهات وهو حشد اعتبره من شاهده دليلاً عملياً على الرفض الشعبي للحوثي فكرةً وسلوكاً على حاله. انطلق المشيعون في موكب جنائزي إلى مقبرة الشهداء بشارع خولان في مسيرة طويلة وسيل بشري يصعب على من كان في الأمام أن يرى من في المؤخرة من كثافة الحشود غير المسبوقة في موكب جنائزي. حرص المشيعون على ترديد عبارات التمجيد والثناء العطر للقشيبي وما قدمه لوطنه متعهدين بالوفاء لمبادئه كما اعتبروا جماعة الحوثي خطراً على اليمن أرضاً وإنساناً. ويقول عبداللطيف ياسين وهو أحد القادمين من محافظة إب إنه قدم للمشاركة في تشييع الشهيد القشيبي باعتباره بطلاً وطنياً قدم حياته ثمناً للدفاع عن وطنه. وأشاد المشيعون بالادوار البطولية والشجاعة والاستبسال التي جسدها الشهيد القشيبي في مواقفه الوطنية منذ قيام ثورة ال26 من سبتمبر الخالدة وحتى استشهاده وهو يتصدى للاعمال التخريبية التي أقدمت عليها العناصر الخارجة عن النظام والقانون والاجماع الوطني للجماعات من المليشيات الحوثية المسلحة بمحافظة عمران. وطالب المشيعون من المواطنين وأسرة وأقارب الشهيد ومرافقيه سرعة كشف ملابسات حادثة استشهاد المناضل القشيبي وعدد من منتسبي اللواء 310 مدرع ومحاسبة من كانوا وراء تلك العملية الغادرة والجبانة وتقديمهم للعدالة وفرض هيبة النظام والقانون على كل شبر من أرض الوطن. وعبر المشيعون من المواطنين عن ادانتهم واستنكارهم الشديدين لكافة الاعمال الارهابية الغادرة والجبانة التي تطال ابطل القوات المسلحة والامن، ومن تلك الاعمال ما حدث في محافظة عمران بشكل خالف عادات وتقاليد وأصالة ابناء اليمن. وقد جرت مراسم التشييع للشهيد ومرافقيه الذين لفت جثامينهم الطاهرة بالعلم الجمهوري بعد الصلاة عليهم في جامع مجمع الدفاع (العرضي) ليتحرك بعدها موكب التشيع بجثمان الشهيد الذي حمل على عربة عسكرية مكشوفة يرافقها حرس الشرف حاملين صور الشهيد والأوسمة والنياشين التي حصل عليها. وتقدم الموكب سرايا رمزية من طلبة الكليات العسكرية وضباط وصف وجنود من القوات المسلحة والأمن، فيما كانت الموسيقى العسكرية تعزف الالحان الجنائزية المهيبة في موقف يجسد عظمة الاجلال والاكبار للشهيد البطل ومرافقيه وما قدموه تجاه الوطن والشعب في مختلف مواقع الشرف والبطولة. واختتمت مراسيم التشييع بالسلام الجمهوري والتحية والاجلال لجثامين الشهداء الابطال.