"لعبة أمريكا الخطرة" فيلم وثائقي يكشف جانباً من الأسرار الخفية عن حرب و اشنطن الغامضة في اليمن، ويتساءل الفيلم إن كانت الولاياتالمتحدة قد خلقت من الاعداء ما يفوق قدرتها على اعتقالهم أو قتلهم. بالرغم من أن استراتيجية الولاياتالمتحدة أحرزت بعض النجاح في التخلص من بعض قيادات القاعدة كما رأينا مؤخرا. إلا ان الفيلم يسلط الضوء على فشل تلك الاستراتيجية التي تعتمدها أمريكا لمكافحة الارهاب في اليمن، و المتمثلة في شن المزيد من الغارات الجوية، التي تؤدي بدورها الى توسع رقعة الإرهاب في تلك البلاد الفقيرة. كاتب سيناريو الفيلم جيرمي سكاهيل الذي يعمل أيضاً مراسلاً لمجلة ذا نيشن الامريكية لشؤون الامن القومي، كان قد التقى ببعض أقارب ضحايا قرية المعجلة في محافظة أبين حيث تم قتل العشرات من الضحايا المدنيين في العام 2009 بصواريخ أمريكية أطلقت من البحر العربي. و نجح سكاهيل في نقل صورة حية لمذبحة المعجلة من خلال استعراض وصف الحادثة على لسان بعض أفراد أسر الضحايا، بالإضافة الى شهادة الزعيم القبلي البازر الشيخ صالح بن فريد، صاحب دعوة التضامن الشهيرة مع أسر ضحايا المدنيين من أبناء المعجلة. و يستعرض الفيلم جانبا من تاريخ أنصار الشريعة، التنظيم الذي برز مؤخراً في جنوب اليمن و تمكن من السيطرة على مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين في جنوب اليمن، بالإضافة الى مدن جنوبية أخرى بأكملها. الفيلم فضح تورط نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح في تسليم محافظة أبين إلى أيدي مسحلي تنظيم أنصار الشريعة وعناصر القاعدة في شبه الجزيرة العربية. دور وحدات مكافحة الارهاب في أجهزة الأمن و الجيش اليمني، كان موضع تساؤل الصحفي، خاصة و أن تلك القوات لم تشارك في قتال المسلحين في أبين حتى هذا اليوم، بالرغم من مئات الملايين من الدولارات التي تلقتها من الولاياتالمتحدة لهذا الغرض. السؤال الذي يطرحه نفسه اليوم هو :من يشكل خطراً أكبر على مصالح البلاد؟! هل هي الجماعات المسلحة المدعومة من قبل النظام السابق و التي تسعى إلى اعلان دولة الخلافة في الجنوب أم أنها استراتيجية الولاياتالمتحدة الخاصة بمكافحة الإرهاب؟