الزمان ال 18 من مارس 2011م عام الثورة ،المكان العاصمة اليمنية صنعاء - ساحة التغيير- الحدث دموي بامتياز من قبل النظام السابق ،سقوط قرابة ال 54 شهيداً من شباب الثورة في مجزرة ندى لها الجبين وألهب مشاعر الناس وامتزجت فيها دموع الثكالى وأطفال الشهداء الذين قتلوا ظلماً وعدواناً بساحة التغيير عقب صلاة الجمعة . في الثامن عشر من مارس في عام الثورة 1201م التي انتفض فيها الشعب ضد النظام الذي أظهر دموية وبشاعة المنظر حين سفكت الدماء وقتل شباب اليمن والأطفال وجرح من جرح جراء المذبحة البشعة التي أوصلت للعالم صورة واضحة لما يمارسه النظام ضد المدنيين من أعمال عنف وانتهاكات لحقوق الإنسان التي تتنافى مع القوانين والأعراف الدولية . المذبحة تركت صورة مؤلمة استنفرت مشاعر كل اليمنيين لهول ما حدث والذي لم يكن في الحسبان أن تُطلق كل تلك الرصاصات على المدنيين العزل الذين خرجوا للمطالبة بحقوقهم المشروعة التي كفلها القانون والدستور لكل مواطن يمني للعيش بحرية وكرامة ومن أجل أن يسود الأمن والاستقرار وسيادة القانون والدستور . نظام المخلوع صالح بكل وسائله الإعلامية حاولت التضليل لما حدث في جمعة الكرامة وقالت إن ما حدث كان مواجهة بين المعتصمين وسكان الحي الذين رفضوا نصب المخيمات أمام منازلهم وأسفر ذلك الحادث عن استشهاد أكثر من خمسين وهو ما كذبته الصور والفيديو الذي بين ذلك التضليل من قبل الإعلام الرسمي الموالي للنظام السابق . وعقب المجزرة اتضحت الصورة لدى الجميع بتورط قوات الأمن المركزي ومجاميع مسلحة تابعة للنظام وقوفها وراء تنفيذ العملية وقتل الشباب من أجل إخماد صوت اسمه ثورة إلا أن آلة القتل لن تستطيع إخماد ذلك الصوت الذي سمع في كل أنحاء اليمن وتجاوب معه كل الأحرار والشرفاء للوقوف الى جانب شباب الثورة في العمل النضالي ضد حكم الاستبداد والتسلط على الشعب منذ ثلاثاً وثلاثين عاماً. ذلك اليوم الذي أصبح عنواناً لمأساة حقيقية عاشها الشباب بالساحة بفعل الإقدام على ارتكاب مجزرة تتنافى مع قيم ومبادئ الدين الإسلامي وأن من ارتكبها أناس تجردوا من تلك القيم التي دعا لها الدين الإسلامي الحنيف الذي دعا إلى حقن دماء المسلم إلا أن الروح العدائية لم تتوارى عن فعل تلك المجزرة . وأفرزت جمعة الكرامة الكثير من التغيرات في مسار الثورة ومسار النظام السياسي الذي لم يستطع الوقوف للتستر على جريمته الشنعاء بحق الشباب المعتصمين سلميا بساحة التغيير وكانت الصدمة كبيرة بالنسبة لنظام صالح حين أعلن الكثير من رموز حكمه براءتهم من فعله الشنيع وسفك الدماء دون وجه شرعي ،وأصبح النظام لا ثقة فيه بعد ارتكاب مجزرة اهتزت لها الإنسانية جمعاً. من يذكر ذلك اليوم يزداد إصراره على اجتثاث النظام بكل رموزه التي تسانده في مواصلة أعمال القتل ضد المدنيين الذي خرجوا إلى الساحات للمطالبة بحقوقهم بطرق حضارية بعيداً عن العنف والاقتتال وإيصال صورة إيجابية إلى العالم عن اليمنيين أنهم أهل إيمان وحكمة . وما تزال القضية رهن الانتظار للاقتصاص من القتلة الذين تم إلقاء القبض عليهم فور وقوع الحادث الإجرامي بحق الشباب ،وها هي الذكرى السنوية الأولى للمجزرة وأهالي الشهداء يطالبون بكشف التحقيقات وملابسات الحادث وتقديم المتورطين القتلة إلى المحكمة وإنصاف كل أسر الشهداء وتعويضهم .