وثقت منظمة العفو الدولية (أمنستي إنترناشونال) شهادات مواطنين يمنيين -وأقرباء لهم- تعرضوا للاختطاف والتعذيب المفضي إلى الموت أحيانا على يد الحوثيين. وتكشف الشهادات كيفيات الاحتجاز والتعذيب عدة أيام باستخدام الجلد والضرب بالعصي حتى فقدان الوعي أو الموت، وإلقاء بعض المختطفين على قارعة الطريق. وأفادت الشهادات أن الحوثيين يريدون إجبار المختطفين على الاعتراف بتلقي الدعم من الولاياتالمتحدة الأميركية والسعودية والإخوان المسلمين، وشخصيات مرتبطة بالنظام السابق. وقالت دوناتيلا روفييرا، كبيرة المستشارين لشؤون مواجهة الأزمات بمنظمة العفو الدولية، "إن الحوثيين اتخذوا منحى جديدا وخطيرا من الترهيب والعنف لبث الخوف في نفوس أي شخص يحتج على حكمهم". وأردت المنظمة شهادة علي طاهر الفقيه (34 عاما) وعبد الجليل الصباري (40 عاما) وقد اعتقلا خلال مظاهرة سلمية في صنعاء يوم 11 فبراير/شباط، إلى جانب صلاح عوض البشري، وهو أب لسبعة أطفال ويبلغ من العمر 35 سنة، وتوفي في وقت لاحق جراء إصابات لحقت به بعد ساعات من التعذيب. ونقل الناشطون الثلاثة، جنباً إلى جنب مع ناشط رابع، إلى مكان مجهول حيث احتجزوا حتى مساء 13 فبراير/شباط. وعندما التقتهم منظمة العفو الدولية في 15 من نفس الشهر كانت علامات التعذيب وآثاره لا تزال شديدة الوضوح مع كدمات غائرة، وفي حالة الصباري كانت الجروح على أردافه ما تزال مفتوحة. وتحدثت منظمة العفو أيضا إلى فؤاد أحمد جابر الهمداني، وهو ناشط معروف يبلغ من العمر 34 عاماً، واختطف من مظاهرة صغيرة جداً صباح 31 يناير/كانون الثاني، حيث احتجز لمدة 13 يوماً بأربعة مواقع مختلفة، وتعرض أيضاً للتعذيب. وكان كدمات غائرة لا تزال مرئية أسفل ظهره. ودعت روفيبرا الحوثيين إلى الوقف الفوري لأساليبهم غير القانونية في الاعتقال التعسفي والتعذيب وغيره من ضروب إساءة المعاملة، وقالت إنه "يتعين على النائب العام اليمني التحقيق فوراً في هذه وغيرها من الحالات المشابهة، وتقديم المسؤولين عنها إلى العدالة".