يصف محللون اغتيال اللواء القطن بأنه يمثل خسارة كبيرة للجش, وتصنف الحادثة على أنها مؤشر على اتجاه تنظيم القاعدة إلى شن حرب انتقامية ضد حكومة الرئيس اليمني عبد ربه هادي وحلفائه في الحرب على الإرهاب بعد تلقي التنظيم مؤخرا ضربات قوية فقد خلالها قيادات بارزة في صفوفه والمئات من أنصاره. ووصف الكاتب الباحث المتخصص في شؤون الإرهاب فارس غانم, اغتيال قائد المنطقة الجنوبية سالم قطن بأنه خسارة عسكرية قد تترك أثرا مباشرا إذا ما استمرت إستراتيجية القاعدة في استهدافها للقيادات العسكرية والأمنية بالتزامن مع انتقالها إلى حرب العصابات في المدن الرئيسية. ولفت في حديث مع الجزيرة نت إلى أن عملية الاغتيال تحمل بعدا سياسيا في ظل الأزمة المرتبطة بتعثر تنفيذ المبادرة الخليجية والتسوية السياسية, وإعادة هيكلة الجيش من بوابة مكافحة الإرهاب وتنظيم القاعدة عبر قيادات مؤهلة شبيهة باللواء سالم قطن. وأضاف أن الآثار المباشرة للعملية, إذا ما سارعت الأطراف المعطلة للمبادرة في تبادل الاتهامات المعزز لفرضية المؤامرة والوقوف وراء العملية، من شأنها التأثير السلبي على القيادات الوسطية والأفراد في الجيش والأمن. وقال الخبير العسكري في وزارة الدفاع اليمنية مدير مركز الدراسات الإستراتيجية الأكاديمية العسكرية العليا للجيش العميد الركن علي ناجي عبيد إن استهداف اللواء القطن سيمثل خسارة كبيرة لقوات الجيش, لكنه لن يثني القيادة العليا عن مواصلة ما سماه بمشواره البطولي في الحرب على الإرهاب. وأشار إلى أن الوضع الأمني في البلاد بدء التحسن مؤخرا مع انتصارات الجيش التي حققها في أبين إلا أن المعركة مع الإرهاب لا تزال مستمرة. وأشار إلى أن هناك اختلالات وقصورا في الجوانب الأمنية "مكنت هذه العناصر الإرهابية من القيام بالجريمة البشعة". وأكد الخبير العسكري أن المعركة التي يقودها الجيش اليمني مع تنظيم القاعدة ليست تقليدية وإنما هي حرب مع "عصابات متخفية من فلول الإرهاب في أكثر من مكان", وأن حسمها بحاجة إلى تهيئة القوات المسلحة وتدريبها على خوض مثل هذا النوع من الحروب. ويشار إلى أن اللواء قطن من القيادات العسكرية البارزة في البلاد, وقد تقلد عددًا من المناصب القيادية منذ التحاقه بصفوف القوات المسلحة عام 1970م بدءًا من قائد سرية وحتى قائد لواء ثم نائبا لرئيس هيئة الأركان العامة لشؤون القوى البشرية, وكان آخر منصب له هو قائد المنطقة العسكرية الجنوبية قائد اللواء 31 المدرع.