عقد رئيس جهاز الأمن القومي (الاستخبارات) اللواء الدكتور علي الأحمدي مؤتمرا صحافيا أمس، هو الأول من نوعه لرئيس جهاز استخباراتي في اليمن منذ إنشاء هذه الأجهزة في البلاد. وحاول الأحمدي بهذا المؤتمر الصحافي الذي ضم كافة وسائل الاعلام اليمنية المؤيدة والمعارضة تغيير الصورة السلبية عن جهاز الأمن القومي المترسخة في العقل الباطن لليمنيين بأنه جهاز (القمع القومي) خلال فترة نظام الرئيس السابق علي صالح. وعلى الرغم من تصحيحه لكثير من الاتهامات التي وجهت إلى جهاز الأمن القومي من قبل الصحافيين اعترف بوقوع الكثير من الأخطاء من قبل بعض العاملين فيه، ولكنه اعتبرها حوادث فردية، وقال 'لا يعني هذا أن جهاز الأمن القومي مثالي ويخلو من الأخطاء ولكنه يعمل بمهنية عالية وأن الأخطاء فردية ويمكن محاسبة مرتكبها كأي مواطن عادي'. وحاول الأحمدي بهذا المؤتمر الصحافي فتح قناة تواصل وعلاقة جديدة بين الجهاز والصحافيين، بعد أن كان ينظر لهذا الجهاز بأنه مجرد جهاز قمعي للصحافيين. وحاول الأحمدي إنكار ارتكاب جهازه ل(أخطاء) خلال فترة رئاسته له، لكنه اعترف ان أخطاءً ارتكبت خلال العهد السابق. واتهم ايران بدعم الانفصاليين وبعض القوى السياسية اليمنية مالياً ومعنوياً، ودعاها الى فتح صفحة جديدة من العلاقات بين البلدين. وقال الأحمدي خلال مؤتمر صحفي، إن "إيران تقدّم دعماً للانفصاليين لإفشال المبادرة الخليجية، لكن ذلك لا يعني أننا داخلون في عداء مع إيران"، موضحاً أن إيران تدعم الانفصاليين وبعض القوى السياسية اليمنية مالياً ومعنوياً،وليس بالسلاح. وأشار الى أن العلاقات اليمنية -الإيرانية لم تنقطع رغم ما يشوبها من فتور في الفترة الحالية،ولفت الى أن موقف إيران كان إيجابياً من الوحدة اليمنية منذ قيامها في عام 1990،معتبراً أن الظروف لازالت متاحة أمام إيران لأن تصلح علاقاتها مع اليمن. ويأتي المؤتمر الصحفي لرئيس جهاز الأمن القومي اليمني بعد يومين من تصريحات للسفير الإيراني بصنعاء محمود زاده،نفى فيها تصريحات نسبت للأحمدي اتهم فيها إيران بالتدخّل في الشأن اليمني.وحول التنسيق بين اليمن وأمريكا بخصوص الضربات الجوية التي تطال عناصر تنظيم القاعدة في اليمن،قال الأحمدي "ما دام هناك عناصر مطلوبة من عناصر التنظيم فستستمر العمليات حتى يتم القضاء على عناصره،وما دامت القاعدة موجودة سيظل التعاون قائماً بين البلدين". وفي ما يتلعق بنشاط الحوثيين في اليمن،أكد الأحمدي أن الحروب الستة كانت عبثية،ودعا الحوثيين الى الانخراط في العملية السياسية وترك السلاح، مشيراً الى أنه لا دخل للأمن القومي بقضايا الاختفاء القسري أو العنف أو الاختطاف. وقال إن "قضية صعدة قضية معترف بها، وهي مطروحة على جدول الحوار الوطني الشامل الذي يشارك فيه الحوثيون كأحد مكونات مؤتمر الحوار الوطني وفقاً للمبادرة الخليجية". وأضاف أن "مشاركة الحوثيين في الحوار الوطني وطرح قضاياهم ورؤاهم عبر الحوار والطرق السلمية، هو الطريق الصحيح الذي نأمل أن يستمروا فيه لتحقيق رؤاهم ضمن رؤية وطنية شاملة لمستقل البلاد بعيداً عن العنف واللجوء إلى السلاح".