قال الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية إنه لن يشارك في مؤتمر جنيف 2 المزمع تنظيمه في الشهر المقبل ما لم يتم تحديد موعد نهائي للتوصل لتسوية، تقوم على رحيل الرئيس بشار الأسد. يأتي ذلك فيما اختتمت أعمال مؤتمر دولي بطهران حول سوريا، دعا لإيجاد تسوية سياسية للأزمة. وقد أعلن الائتلاف اليوم في إسطنبول عن موقفه بشأن مشاركته في مؤتمر جنيف الذي دعت له الولاياتالمتحدةوروسيا، وقال إنه متسمك بإبعاد الرئيس الأسد وكبار مسؤوليه. وجاء في بيان للائتلاف -صدر بعد اجتماعات استمرت سبعة أيام هيمنت عليها الخلافات الداخلية- أن مشاركة المعارضين السوريين في أي مؤتمر متوقفة على تحديد موعد نهائي للحل وتقديم الضمانات الدولية الضرورية الملزمة. وأضاف البيان أن الائتلاف الوطني السوري يرحب بالجهود الدولية الرامية للتوصل الى حل سياسي لما تعانيه سوريا منذ عامين، في الوقت الذي يلتزم فيه بمبادئ الثورة. من جهة أخرى، شهدت مشاورات أعضاء الائتلاف خلافات بشأن توسيع عضويته وتعيين قيادة جديدة، حيث فشل في الاتفاق على توسيع العضوية الذي اقتصر على إضافة ثمانية أعضاء جدد فقط. وفي وقت سابق، أصدرت قوى الحراك الثوري السوري في الداخل بيانا قالت فيه إن قيادة الائتلاف السوري المعارض فشلت في التصدي لمسؤولية تمثيل ثورة الشعب السوري سياسيا. وطالبت كل من الهيئة العامة للثورة السورية ولجان التنسيق المحلية واتحاد تنسيقيات الثورة والمجلس الأعلى لقيادة الثورة بتمكين الثوار عبر ممثليهم السياسيين من المشاركة الفاعلة في صنع القرار داخل الائتلاف، وذلك عبر منحهم نسبة لا تقل عن 50% من مقاعد الائتلاف ومؤسساته القيادية. موقف دمشق وفي دمشق، قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم إن بلاده ستشارك بدون شروط مسبقة في مؤتمر جنيف 2، وأشار في تصريحات تلفزيونية إلى أن الحكومة تنتظر مزيدا من التفاصيل ولم تقرر بعد تشكيل وفدها إلى تلك المحادثات. وأكد الوزير السوي ضرورة أن يطرح أي اتفاق تسفر عنه المشاروات في جنيف على استفتاء شعبي، وأكد أن الرئيس الأسد سيبقى في منصبه حتى الانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل، ويمكن أن يترشح لخوضها.
من جهة أخرى، قال وزير الداخلية السوري محمد الشعار إن صمود بلاده يسهم في رسم عالم جديد متعدد الاقطاب، وأكد أن بلاده تعمل على إقامة حوار داخلي وطني من دون تدخل خارجي. وعلى صعيد آخر، نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط تصريحات أدلى بها مصدر سوري لموقع الكتروني مقرب من نظام الحكم، قال فيها إن موسكو وعدت دمشق بضمان تأجيل انعقاد مؤتمر جنيف 2 حتى يتمكن الجيش السوري من حسم معركة القصير لصالحه، ويستطيع بذلك تحسين موقعه التفاوضي.
مؤتمر بإيران وفي تداعيات إقليمية أخرى للملف السوري، اختتمت اليوم أعمال مؤتمر دولي في إيران حول تلك الأزمة تحت شعار "التسوية السياسية والاستقرار الإقليمي".
وقالت وزارة الخارجية الإيرانية إن هذا المؤتمر هدف إلى إيجاد حل عملي للأزمة السورية بالطرق السياسية والسلمية. وأضافت أن هدفه أيضا هو مساعدة الشعب السوري على تحديد مصيره بنفسه، دون تدخلات خارجية، ووقف تزويد المسلحين بالسلاح والمال. وشارك في المؤتمر ممثلون عن الحكومة السورية، ومن يعترف بهم النظام السوري كمعارضين، إضافة إلى مندوبين عن حوالي أربعين دولة أهمها روسيا والصين اللتان تقفان إلى جانب النظام السوري. وخلال المؤتمر، قال وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي إن بلاده تدعم جهود مؤتمر جنيف 2 لحل الأزمة في سوريا, وأضاف أن على دول المنطقة أن تدرك أن حل الأزمة يجب أن يكون عبر الطرق السلمية بدل العمل العسكري.