يتجول هؤلاء الأطفال بزيهم الموحد بين السيارات في شوارع صنعاء لا ليبيعوا المناديل الورقية بل ليوزعوا منشورات عن مشكلة عمل الأطفال. كان تقرير صدر في الآونة الأخيرة عن منظمة العمل الدولية قد جاء فيه أن التقديرات تشير إلى أن اليمن فيه نحو مليون و300 ألف طفل يعملون ليساعدوا أسرهم ماليا. لكن الحكومة أطلقت حملة بالتعاون مع منظمة العمل الدولية لتوعية اليمنيين بالمشكلة بمشاركة ما يزيد على 30 طفلا. تطوع الصبي فواز ساهري للمشاركة في الحملة بتوزيع المنشورات. وقال فواز ‘نشارك لكي ننهي عمالة الأطفال ونوصل رسالة أن عمالة الأطفال غلط لأن أطفالنا.. أنا كهؤلاء.. الكل لنا حقوق وأولها المدرسة.' وتشارك في الحملة الميدانية منى سالم مديرة إدارة المرأة والطفل بوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل حيث تولت الإشراف على الصبية المتطوعين. وقالت منى سالم ‘بلغت الإحصائيات تقريبا مليون و614 ألف طفل عامل على مستوى الجمهورية. هذا الرقم يعتبر رقم كبير وعلينا أن نتكاتف في كل الجهود لكي نخفف من هذا الرقم ونسحب منهم من يعملون في أسوأ الأشكال.' وأشار تقرير منظمة العمل أيضا إلى أن 469 ألفا من الأطفال الذين يعملون في اليمن تتراوح أعمارهم بين خمس سنوات و11 سنة. وقال علي دهاق ممثل المنظمة في اليمن ‘هناك حوالي 21 بالمئة من الأطفال يعملون وهذه نسبة خطيرة. حوالي أكثر من خُمس السكان بهذا السن يقومون بهذه الأعمال الخطرة التي لا تتناسب مع أعمارهم ولا تتناسب مع قواهم الجسدية مما يؤدي إلى تعرضهم لمخاطر مستقبلا.' كما جاء في التقرير أن زهاء 300 ألف طفل يمني يعملون في بيئة لا تتناسب مع سنهم. لكن منى سالم المديرة بوزارة الشؤون الاجتماعية ذكرت أن الحكومة سوف تتصدى لمشكلة عمل الأطفال بإنفاذ تشريعات قائمة بالفعل لحماية الطفل وبحملات التوعية الميدانية للمواطنين. وقالت ‘احنا قمنا بسن وتعديل التشريعات وهذا أهم جانب من جوانب العمل إلى جانب كثفنا برامج التوعية لكي نخفف من حجم المشكلة. أيضا نعمل ونسعى على بناء قدرات العاملين في هذا المجال.' ويعيش ثلث سكان اليمن البالغ عددهم 25 مليون نسمة تحت خط الفقر أي بأقل من دولارين يوميا. ويقدر معدل البطالة في البلد بنحو 35 في المئة بينما تبلغ النسبة بين أبناء الجيل الجديد نحو 60 في المئة.