حتى بعد أن وقع سلاحه من يده وسقط مضرجا بدماه ، لم تهن عزيمته ، ولا خارت قواه .. ظلت قبضته المخضبة بالدماء مكوّرة مشدودة ، وكأنه يمسك بزناد الوردة التي تسلح بها قبل عامين خلال معركة الثورة السلمية التي بدأت عند أسوار الجامعة. أحمد سيف حاشد ، لسان حال الشارع .. ضمير الوطن وداعية التغيير ، أوقد شعلة الثورة وحمل لواءها ولم يأت راكبا على موجتها أو ساعيا لغنائمها ، فاحتشد خلفه شباب الثورة. وحين أنشغل الآخرون بتوزيع الحصص والغنائم ، لم تصبه حمّى التقاسم ، ولم يلهث بحثا عن حصته .. ظل في الشارع وفيا لمبادئ الثورة ، مكافحا لتحقيق أهدافها في العدل والمساواة . أفترش الرصيف بين رفاقه وجنوده من شباب الثورة الجرحى ، وتقاسم معهم الأنين والآلام ، ولما صُمّت الآذان ولم يُسمع صراخهم وأنينهم ، شد حزامه وأقتات مع رفاقه الجوع والعطش وتجرع المرارة بدلا من حلوى القبيطة . سيظل حاشد كما عهدناه ، حتى لو تفرقت فلول الثوار، فهو بمفرده قبيلة في رجل ، وبرلمان في نائب .. يبدو أنه يستعد لمعركة حاسمة ، فالمستشفى الذي يقيم فيه تحول إلى مخزن للورود والقرنفلات الفتاكة . الاشتراكي نت