أن تدفع لتوفير جهد ما كان لزام عليك بذله أو أن تدفع لإزالة عائق ما حال بينك وبين ما كان مفترض أن يكون فهذ أمر طبيعي ؛ إما أن يكن الدفع لمجرد الدفع فتلك مصيبةٌ لا تغتفر... كل يوم يمر أذكر حجم ما دفعه شعبنا من تضحيات وبالمقابل أرصد ما حصده من نتائج على كافة المستويات فأصاب بالحسرة والألم.. لازالت تلك الأدوات التي عبثت بالماضي هي نفس الأدوات التي عبثت وتعبث بالحاضر والمستقبل مسنودين بحصانه انتزعوها لماضيهم وبمراكز قوى استخدمت الثورة والسلطة في آن وحصلوا على صكوك غفران المستقبل.. المشكلة إني سأجد من رفاقي في الثورة والتضحيات من يستهجن هذه الأحرف وفي أحسن الأحوال يقول -حبة حبة لا زالت الثورة قائمة حتى تحقيق كل أهدافها، وأنت مو تشتي انجازات الثورة تجيء بيوم - يقول هذا وهو مدجج بتلك التهم الجاهزة التي صنعت لترمى على كل آخر مختلف.. طبعا هي عبارات وألفاظ كثيرة تستخدم لمغالطة النفس أحيانا، أو تسرب من مطابخ العصابات التي اختطفت مجهود الشعب وطموحه لتجد من يلتقفها ويلوكها في الشوارع والأرصفة -عن قصد أو غير قصد - غير مدركين أن مثل هذه المبررات من شأنها تهدئة النفوس وتهيئتها لتقبل التراجع الناعم عن هامش الانجاز الثوري مما سيفضي مؤخرا إلى التسليم بالأمر الواقع.. وحتى نبتعد عن التنظير ادعو الجميع إلى زيارة أي مؤسسة حكومية والاطلاع على معانات الناس عن قرب في كل المرافق الخدمية وعمل مقارنة بين الماضي والحاضر، تفاجأت أمس من على صفحات التواصل الاجتماعي بعينه من الأدلة الطازجة التي تظهر بشاعة تلك القوى المتكئة على السلطة والثورة في آن واحد و أثرها السلبي المدمر للمشروع الإنساني لثورة الشباب.. أكرر أنها عينه فقط من فساد لا حدود له لازال يفرض نفسه على شعب بقوة الثورة والسلطة – وبدمائه شهداء أيضا - الموضوع هو مقارنة بسيطة بين صحيفة الأيام وما تكبدته من خسائر منذُ سنين والى الآن لازالت موقوفة قسرا ولم تستلم فلسا واحد كتعويض، وبين حكم محكمة الصحافة الذي ظهر فجأة وبسرعة الصاروخ قضى بدفع ربع مليار ريال (250,000,000) لصحيفة أخبار اليوم !!!! ، وبالضبط نفس الرقم لطارق الفضلى القيادي في جيش أنصار الشريعة من صندوق إعادة إعمار أبين والبالغ ربع مليار ريال أيضا (250,000,000) وللعلم الصحيفة المستفيدة من ذلك التعويض -أخبار اليوم - تتبع علي محسن الأحمر مثلما هو - الفضلى أيضا صهره!!!! عبث وعبث وعبث وجرحى ثورتكم يفترشون أرصفة الحكومة والبرلمان والمحكمة الإدارية باحثين عن حقهم من الحكومة التي صعدت من عرقهم ودمهم، والأدهى من ذلك أنّ ووزراء مسحوبون على الثورة يقفون دون حصول جرحى ثوركم على حقوقهم، ليس هذا فحسب بل ويتسترون علنا على تلك العصابات التي ضربتهم وجرحتهم وشرعت قتلهم!!! أخيرا أقول لمن يتعامى عن المؤشرات السلبية التي قضت على هيبة الثورة وتطمر تضحيات شعب يوما بعد أخر .. أفيقوا لأجل الله لأجل رفاقكم الشهداء والجرحى الذي بذلوا أنفسهم رخيصة لأجل غد مختلف لأجل يمن متحرر من كل مراكز العبث والفوضى يمن ينتمي للعصر.. الأعزاء رفاقنا في الثورة لا تجمدوا عقولكم ولا تصغوا لملقنيكم المستفيدين من وضع اللادولة، وأعلموا أن الله قد أخلى مسؤوليته عن فشلنا وإخفاقاتنا عندما قال " ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار"..