بالأمس قالوا هنا كانت ثورة وبالأمس تدفقت دماء الشهداء والابرياء في مختلف الساحات لتعلن رفضها لجبروت العائلة والتوريث والقبيلة والفيد والنهب والسلب لممتلكات البلاد والعباد واقتطاع الاف الهيكتارات من الاراضي وتجيير ريع ابار البترول الى حساباتهم الشخصية .. بالأمس خرجت الجماهير مزمجرة هادرة تبحث عن هيكل دولة ونظام اداري وامن وقضاء عادل ، تبحث عن حرية وتحرر من نظام متسلط فاسد جثم على انفاس شعبه ثلاثين عاما ونيف. لقد تمكن الثوار بفضل صدقهم وتضحياتهم العظيمة ان يكشفوا زيف ذلك النظام اللفيف من مخلفات الماضي الامامي والقبلي وجيش الجندرمة .. وسقط الاف الشهداء واحرقوا في هولوكوست دعارة المتاجرين بالوطن والشعب وفي مختلف ساحات الوطن .. وعلى الرغم من استيعاب الجميع ان المبادرة الخليجية لم تكن يوما هي الحل ولم يكن رعاة المبادرة الخليجية هم من يؤتمنوا في ايجاد حل عادل لان ايديهم ملطخة بعار ما يحدث في بلادنا وعبث تنابلتهم واذنابهم في البلاد بل و تلك الحلول الواهية المتعلقة بخيوط العنكبوت الاقليمية والدولية وتعدد السيناريوهات في ادارة الازمات وقبول فئات الشعب المختلفة بها على مضض في ظل غياب احزاب معارضة قوية وضعف عام في تواجد واداء منظمات المجتمع المدني ناهيك عن الامية المتفشية في الريف اليمني بكامله تزيد من تعقيداتها التبعية اللاهوتية لتكون المحصلة في الاخير: شعب شبه متعلم مثقل بالفقر والبطالة والمعاناة تديره رحى و بطانة الجندرمة ويضئ لها الطريق انصاف المتعلمين وتجار النخاسة . الجميع يعرف اننا لم نشعر يوما بأن ما نشده الثوار وسطر من اجله اروع البطولات و التضحيات والمواقف التي التقفتها قوى لم تكن تستطع ان تفعل شيئا قبل الثورة ولم تستطع فيما بعد سوى انها شرعنت في اختطاف الثورة و الاجهاز عليها والا ما هو تفسير المصالحة العسكرية لرموز اعداء الشعب والوطن برعاية سعودية وهرولة هادي نحوها ودماء الشهداء التي لم تجف بعد ؟؟؟ لا شك ان هذه المصالحة هي اتفاق جديد وهدنة الغرض منها اعادة الانتشار وهو ما ستكشفه لنا الايام القادمة .. ان هؤلاء المتصالحون هم من كانوا يقفون وراء تفجير انابيب النفط وتدمير شبكات الكهرباء والعبث في مقدرات الشعب واول غيث مصافحتهم رفع الدعم عن المشتقات النفطية و جرعة ارتفاع اسعار البترول والديزل التي ستؤدي حتما الى غلاء الاسعار وهو ما تنفذه بتبعية مطلقة حكومة الوفاق والاتفاق .. ترى الى ماذا تريد ان تدفع الحكومة بالشعب وما هو الرد على كل لم يؤيد ذلك هل سيتراجع هؤلاء الحكام الجهلة القتلة ؟؟ هل ستتوقف سياراتهم ؟؟ هل ستنطفئ بيوتهم وقصورهم ؟؟؟ هل هم يتعالجون في مستشفيات داخل البلد ويخشون الا تعمل الاجهزة ويسقط الاف المرضى صرعى ؟؟ انهم يعلمون كل ذلك ويعلمون ان هناك شعبا مستضعف وان الثورة قد اخمدت في حين ما زالت دماء الشهداء والابرياء لم تجف بعد وما زال لم يتوقف بعد حرقة و انين الثكالى والايتام .. ماذا يستطيع الشعب ان يعمل سوى الاستسلام لمن لا سلام معه